اشتباكات بين طالبان وداعش في كابول

التسليح الكبير لا يحجب حجم التحديات

كابول

 رغم ادعاء طالبان التي وصلت إلى السلطة في أغسطس 2021، ضمان الأمن بشكل كامل في أفغانستان، فإن هجمات داعش المميتة تستمر في عموم البلاد وتمثل أكبر تحد لبسط الحركة نفوذها.

وشهدت البلاد بعد سيطرة طالبان أكثر من 100 تفجير وهجوم مسلح، معظمها من تنفيذ داعش، حيث أسفرت عن مقتل المئات. واندلعت الأربعاء اشتباكات بين عناصر حركة طالبان ومسلحين من تنظيم داعش الإرهابي في العاصمة الأفغانية كابول، وتحديدا في منطقة "كارت الصاحي" واستمرت حتى ساعات المساء.

وأوضح المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، عبر تويتر، أن عملية شنت ضد خلية داعش في المنطقة، أسفرت عن مقتل 4 إرهابيين من التنظيم، وإلقاء القبض على آخر.

وأشار إلى أن الخلية كانت تخطط لشن هجوم على الشيعة الهزارة الذين يعيشون بكثافة في المنطقة واحتشدوا لإحياء مناسبات شهر حلول المحرم، مبينا أن العملية أسفرت أيضا عن ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر. ولم يتطرق مجاهد إلى مسألة وجود قتلى أو جرحى بين عناصر طالبان. وتظهر الاشتباكات الأخيرة أن حركة طالبان، رغم تسلحها الكبير قد تواجه مشاكل في السيطرة على البلاد ولجم صعود  وتمدد تنظيم "داعش خرسان".

ويتكون التنظيم أساسا من الأفغان والباكستانيين، الذين كان بعضهم جزءا من طالبان، لكنهم غادروا بعد وفاة مؤسس الحركة الملا محمد عمر في عام 2013، وشكلوا جماعتهم المنشقة. وفي عام 2014، أرسل تنظيم داعش مبعوثين إلى أفغانستان لإنشاء فرع له في كابول .

ويقول هانز جاكوب شيندلر، المدير الأول في مشروع مكافحة التطرف، إن "هؤلاء المبعوثين تواصلوا في المقام الأول في جنوب وشرق أفغانستان وجمعوا مقاتلي طالبان الساخطين والغاضبين، وكذلك بعض سماسرة السلطة المحليين، وأعلنوا وجودهم علنا فقط في عام 2015، وجمعوا أيضا مجموعة من المقاتلين الأجانب، وبصورة رئيسية من الجماعات الإرهابية الباكستانية".

ويقول إيفان ساشا شيهان، الأستاذ المشارك المدير التنفيذي لكلية الشؤون العامة الدولية في جامعة بالتيمور، إن "داعش خراسان" وطالبان يتنافسان وسيكون التعايش بينهما صعبا، لأن التنظيم قد يقوض سيطرة الحركة على السلطة.

ويرى ماغنوس رانستورب، المستشار الخاص لشبكة التوعية بالتطرف في الاتحاد الأوروبي، أن "داعش خراسان" لديه هيكل قيادة لا مركزي، ما سيجعل من الصعب على طالبان مواجهته.