ومخاوف من صعود التنظيم مجددًا
داعش يلجأ إلى "الإرهاب الرخيص"
رغم إضعاف قدراته بشكل كبير إلا أن تنظيم داعش الإرهابي لا يزال يشكل خطرا على العالم، وهناك احتمالات بعودة التنظيم إلى الصعود مجددا، حال انسحاب القوات الأمريكية من العراق، بحسب تصريحات القيادي في التحالف الدولي ضد داعش الجنرال أليكسوس غرينكويتش.
الجنرال غرينكيويتش أكد خلال مؤتمر صحفي عقد في البنتاجون، أن "تنظيم داعش لديه القدرة على الظهور مجددًا إن أزلنا الضغط عنه لوقت طويل"، لافتا إلى أن التنظيم كشف ضعفه الهيكلي بعد عجزه عن استغلال تظاهرات العراق المستمرة منذ أكتوبر الماضي.
تقييم الوضع الحالي للتنظيم
المشاركون في التحالف الدولي قيموا خلال الأشهر الماضية وضع التنظيم بعدما خسر في مارس أراضي سيطرته في أجزاء من سوريا والعراق، إثر معارك مع القوات المدعومة من التحالف استمرت سنوات.
والهدف كان معرفة إذا كان التنظيم ينتهج نوعاً من استراتيجية تريث في انتظار فرصة يمكنه استغلالها، أم أنه خاضع فعلاً للضغط، ويفتقر إلى القدرات والإمكانات.
وساعدت التظاهرات في العراق التحالف على تطوير تقييمه واستنتج أن التنظيم يعاني من نقص في القدرات والإمكانات أكثر من التريث الاستراتيجي، بحسب الجنرال غرينكيويتش والذي يعتبر القيادي الثاني في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا.
وفيما يتعلق باستراتيجية القضاء على "داعش"، اعتبر غرينكويتش أن ملاحقة خلاياه هي في صلب المهمات التي مازالت مرتبطة بعمليات القوات الأمريكية التي تنفذها بالتنسيق مع الحلفاء في الجيش العراقي وقوات الأمن العراقية و"قوات سوريا الديمقراطية".
وذكر أن القوات الأمريكية مستمرة وبالتنسيق مع "قسد" في حماية أجزاء من البنى التحتية الأساسية وخصوصا في حقول النفط في شرق سوريا.
الدور الأمريـكي في العراق
مؤخرا اتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره العراقي برهم صالح في دافوس، على ضرورة الحفاظ على دور عسكري أمريكي في العراق، وفق ما أكد البيت الأبيض في بيان، دون كشف تفاصيل إطار هذا التعاون.
وتصاعد التوتر بين واشنطن وبغداد إثر اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة ميليشيا الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، الذي يُعد رجل إيران في العراق، بضربة أمريكية قرب بغداد في 3 يناير الجاري.
وفي رد فعل غاضب على الضربة الأمريكية، عقد البرلمان العراقي جلسة صوت فيها على تفويض الحكومة لإنهاء تواجد القوات الأجنبية في البلاد، بما في ذلك نحو 5200 جندي أمريكي.
وبعد أن بادرت واشنطن إلى وقف العمليات العسكرية المشتركة بين البلدين، أكد مسؤولان عسكريان أمريكيان لصحيفة نيويورك تايمز، استئناف التعاون مع الجيش العراقي في مكافحة تنظيم داعش، حتى لا يستغل التنظيم المتطرف الوضع الراهن.
عمليات "الإرهاب الرخيص"
إن فقدان تنظيم "داعش" الإرهابي لموارده المالية، وخسارته للأراضي التي كان يسيطر عليها بعد 2014، وفقدانه لكثير من قياداته الرمزية، سيدفع التنظيم إلى محاولة التغطية على هذه الخسارة المالية بالقيام بعمليات إرهابية منخفضة التكلفة ماليًّا نسبيًّا؛ وفقا لما ذكره مرصد الفتاوى التكفيرية والمتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية.
وأكد المرصد أن التنظيم وفي أعقاب مقتل البغدادي نهاية 2019، عملت الآلة الإعلامية الدعائية التابعة له على التحريض على عدد من استراتيجيات الإرهاب الرخيص، في مواضع عدة، وهو ما يكشف عن تراجع حجم إمكانيات التنظيم المالية وفقدانه للقدرات البشرية، بالإضافة إلى قدرات التخطيط والتدبير والتنفيذ للنشاط الإرهابي.
وأوضح أن تراجع قدرات داعش اللوجستية والمالية مؤشر على فعالية الجهود الوطنية والإقليمية والدولية من خلال التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، إلا أنه ليس له تأثير مباشر على قدرة التنظيم على شن هجمات إرهابية، والتي تكون تكلفة تمويلها منخفضة نسبيًّا في الغالب.
ومنذ عدة أشهر دعت منصة موالية لداعش تسمى "الذئب المنفرد" إلى استخدام أساليب وأنماط جديدة، منها القتل باستخدام: "السم، الدخان، الأسهم المسمومة، الصعق الكهربي".
كما تم طرح ملصقات أخرى في أعقاب مقتل البغدادي تدعو إلى استخدام "البالونات الحارقة" واستخدام المنطادات لعمليات المسح بالقرب من المناطق العسكرية، كما دعت تلك المنصات إلى تطوير "المنطاد" لتوظيفه في عمليات النقل والاختباء والهجرة وتطوير إمكانياته عن طريق التحكم فيه عن بعد.