استدعت السفير الإيراني بعد تصريحات عن مقتل سليماني
الكويت ترفض اتهامات الحرس الثوري
استدعت وزارة خارجية الكويت السفير الإيراني لديها، اليوم الجمعة، على خلفية تصريحات الحرس الثوري الإيراني بأن الطائرة الأميركية بدون طيار التي نفذت مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني انطلقت من قاعدة علي السالم في الكويت.
وأعرب نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله عن استیاء واستغراب الكویت لتكرار مثل هذه التصريحات التي تصدر عن قائد القوات الجو-فضائیة في الحرس الثوري الذي ذكر فیها أن قاعدة علي السالم في الكویت شاركت في استهداف قاسم سليماني.
وطلب الجارالله من السفیر الإیراني أن یصدر عن المسؤولین في إیران توضیح حقیقة موقف الكویت المشار إليه، وألا یتم تكرار مثل ھذه التصریحات التي من شأنھا الإساءة للعلاقات بین البلدین.
تصريح حاجي زادة
وكان قائد القوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زادة، قال إن القوات الجوية كانت تتابع الطائرة التي استهدفت قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني قرب مطار بغداد، منذ لحظة إقلاعها وحتى الاغتيال.
وأشار إلى أن الطائرة المسيرة MQ-9 أقلعت من قاعدة علي السالم في الكويت، وأن المروحيات التي شاركت في العملية أقلعت من داخل العراق قبل العملية وبعدها، وتحديدا من قاعدتي التاجي وعين الأسد".
وهذه ليست المرة الأولى التي يقول فيها حاجي زادة هذا التصريح، رغم أن رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي، نفت ذلك سابقا عندما ادعت "عصائب أهل الحق" العراقية مشاركة قاعدة كويتية في عملية الاغتيال.
ابتزاز
وإلى ذلك، وصف خبيران في الشؤون الاستراتيجية والسياسية بيان الحرس الثوري الإيراني الذي ادعى، أمس، أن الطائرة المسيرة التي قتلت قاسم سليماني أقلعت من قاعدة علي السالم الجوية في الكويت بأنه ليس سوى محاولة للابتزاز والضغط على الكويت باعتبارها حليفا للولايات المتحدة.
وقال رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية د. سامي الفرج لصحيفة (القبس) إن إيران غير قادرة على الضغط على أميركا مباشرة، لذلك فهي تلجأ للضغط على حلفائها في المنطقة والتهديد بالإضرار بهم. وأضاف الفرج أن إيران وجهت الاتهام عينه من قبل إلى كل من قطر والإمارات، مبينا أنه في حال كانوا يستجدون شيئا من الكويت فهم قادرون على الضغط لإيصال رسائل إلى واشنطن التي لا يمكن الضغط عليها مباشرة.
وحذر الفرج من أن التهديدات الإيرانية بردود فعل انتقامية على مواقع معينة يجب أن يقابلها استعداد وحذر وتأهب إلى أبعد مدى.
ضغط إيراني
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية رئيس وحدة الدراسات الأميركية سابقا د. فيصل بوصليب إن الحرس الثوري الذي لم يفرق بين طائرة مدنية وصاروخ كروز، استطاع أن يرصد موقع انطلاق الطائرة الأميركية التي استهدفت سليماني! وقال بوصليب لصحيفة (القبس) إن التصريحات الإيرانية تأتي من باب الضغط على الحكومة الكويتية التي تستضيف العدد الأكبر من القوات الأميركية في المنطقة على أراضيها. وإذ استبعد استهداف إيران بشكل مباشر للكويت أو لأهداف أميركية على أراضيها، طالب بوصليب الحكومة بالرد الرسمي على مثل هذه التصريحات الإيرانية الاستفزازية، وإرسال رسالة احتجاج إلى طهران حتى لا تتكرر مستقبلاً، مع التأكيد على أن الكويت ليست طرفاً في الأزمة أو التصعيد الأميركي الإيراني.