مسيرة أنصار الحشد تتزامن مع تحركات يقودها قائد فيلق القدس الإيراني..
إيران تحرك ميليشيات الحشد لترهيب المحتجين في العراق
دفعت قوات الحشد الشعبي التي تضم فصائل شيعية مسلحة موالية لإيران، بالآلاف من مؤيديها إلى وسط بغداد في تحرك لم يسبق له مثيل منذ تفجر احتجاجات شعبية منددة بالفساد وبالنفوذ الإيراني.
وأثارت هذه الخطوة مخاوف لدى المتظاهرين الذين يطالبون منذ شهرين بإسقاط النظام وكفّ نفوذ عرابه الإيراني، وسط قلق جدّي من موجة عنف لا سابق لها على غرار تدخل ميليشيات حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، بالقوة لفض الاعتصامات وسط بيروت.
وتأتي مسيرة أنصار الحشد بالتزامن مع تحركات يقودها قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني المكلف أيضا بالملف العراقي والذي يردد على بغداد هذه الأيام، فيما تجري القوى السياسية مشاورات لتشكيل حكومة جديدة.
وتتوجس إيران من انحسار نفوذها في العراق ولبنان على وقع احتجاجات شعبية أحرقت فيها قنصلية طهران في النجف في مناسبتين كما داس المتظاهرون أو ضربوا بالأحذية صورا لرموز إيرانية بارزة من بينها سليماني.
ومن الصعب جدّا أن تستسلم طهران بسهولة إزاء موجة الغضب الشعبي في كل من العراق ولبنان موطئي نفوذها التقليدي وبواباتها للخليج والشرق الأوسط، وهو ما يفسّر تردد قاسم سليماني على بغداد.
ولوح المتظاهرون الجدد (أنصار الحشد) بأعلام قوات الحشد الشعبي التي باتت تحمل صفة رسمية بعدما صارت جزءا من القوات العراقية، حاملين أيضا صورا لمقاتلي الفصائل التي كان لها دور حاسم في دحر تنظيم الدولة الإسلامية.
ورفع آخرون صورا للمرجع الديني الشيعي الأعلى في البلاد آية الله علي السيستاني الذي دفع حكومة عادل عبدالمهدي للاستقالة.
واختلط هؤلاء في معسكر المحتجين المناهضين للحكومة في ساحة التحرير، القلب النابض للانتفاضة القائمة منذ نحو شهرين والتي أسفرت عن مقتل ما يقارب 430 شخصا وإصابة 20 ألف آخرين بجروح.
ورغم أنه لم تتم تسجيل مواجهات تذكر بين معسكر الحشد ومعسكر الحراك الشعبي، إلا أن تحركات الأخير شكّلت على الأرجح رسالة تحذير للمناهضين للنفوذ الإيراني.
وترى مصادر محلية مؤيدة للحراك العراقي أن رفع مؤيدو الحشد لصور علي السيستاني محاولة للإيهام بشرعية تحركهم في الوقت الذي شكّل فيه رسالة تهديد مباشر للمحتجين المناهضين لإيران وللسلطة القائمة على المحاصصة الطائفية.
وفي جنوب البلاد المنتفض أيضا اتسعت رقعة الاحتجاجات الخميس مع انضمام عائلات الضحايا والعشائر إلى التظاهرات للمطالبة بوقف العنف.
والتحقت وفود عشائرية بمئات المتظاهرين المتجمهرين في وسط الناصرية المدينة الجنوبية، حيث أسفرت عمليات القمع الأسبوع الماضي عن مقتل نحو 20 شخصا خلال ساعات.
وكان شيوخ تلك العشائر هم من أوقفوا العنف في تلك المدينة الزراعية الأسبوع الماضي. ودفع مقاتلوها المسلحون إلى التعجيل بطرد ضابط عسكري أرسلته بغداد "لإعادة فرض النظام".
وفي مدينة الديوانية القريبة تجمع الآلاف من المحتجين في الساحة المحتلة ليلا ونهارا منذ أسابيع، مطالبين بالعدالة لضحايا عمليات القمع.
وتقدم عدد كبير من الأهالي بدعوى قضائية تتضمن "القتل العمد" وينتظرون الآن محاكمة الضباط والعساكر المتهمين بعمليات القمع، بينما من المقرر أن تصدر محكمة في المدينة حكمها اليوم الخميس.
وقال شقيق أحد المتظاهرين الذين قُتلوا مطلع أكتوبر/تشرين الأول إن "الدولة تتنصل من الأمور بوضوح بعد قتل أحبائنا"، بينما "لدينا أشرطة فيديو وشهادات"، مضيفا "يجب إنزال أشد العقوبات بالضباط والشرطيين".
وقضت محكمة جنايات الكوت جنوب بغداد الأحد بإعدام رائد في الشرطة شنقا وآخر برتبة مقدم بالسجن سبع سنوات بعد دعوى مقدمة من عائلتي قتيلين من أصل سبعة سقطوا بالرصاص الحي في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني في المدينة نفسها.