تفاقم ظاهرة الهجرة مؤشر تفاقم الأزمات في تونس

أكثر من 13 ألف تونسي يعبرون المتوسط "خلسة" نحو السواحل الإيطالية

تونس

وصل أكثر من 13 ألف تونسي إلى السواحل الإيطالية منذ مطلع العام الحالي من بينهم أكثر من 2600 طفل.
وأفاد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الثلاثاء، أن نفس الفترة من العام الماضي سجلت وصول 11042 مهاجرا تونسيا إلى السواحل الإيطالية، بينما تمكن 13449 مهاجرا تونسيا من العبور نحو الضفة الإيطالية منذ كانون الثاني/ يناير الماضي.
وتفاقمت ظاهرة الهجرة غير النظامية في السنوات الأخيرة خاصة بعد الثورة التونسية في 2011 وما شهدته ليبيا من أحداث أمنية مما أدى إلى ضعف منظومات المراقبة الحدودية.
وباتت السواحل التونسية تمثل نقطة عبور ليس للتونسيين فحسب بل يقصدها عدد كبير من الأفارقة للهجرة نحو أوروبا.
وأفاد المنتدى أن من بين الواصلين إلى السواحل الإيطالية 2635 قاصرا، و624 امرأة، فضلا عن 1822 قاصرا من دون مرافقة.
واهتز الرأي العام التونسي في أواخر أغسطس/ آب المنقضي لوفاة أم شابة وابنها البالغ من العمر أربع سنوات جراء غرق المركب الذي كان يقلهما إلى جانب سبعة مهاجرين آخرين في رحلة غير نظامية.
وأحصت المنظمة 507 مهاجرا فشلوا في عبور المتوسط وقضوا غرقا قبالة السواحل التونسية.
وفُجع التونسيون الأسبوع الماضي في حادثة غرق مركب هجرة غير نظامية مما تسبب في فقدان أكثر من 30 تونسيا، ولا تزال فرق النجدة تبحث عن جثث البعض منهم.
وحمّل الناطق الرسمي باسم المنتدى رمضان بن عمر، رئاسة الجمهورية التونسية المسؤولية في ذلك، مبديا استغرابه من "صمت من المؤسسات والوزارات التونسية".
وأعلنت وزارة الداخلية التونسية، في بيان الثلاثاء، أن قوات خفر السواحل تمكنت خلال ليل الإثنين - الثلاثاء، من "إحباط 34 عملية اجتياز للحدود البحرية خلسة".
ودفعت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الحادة في تونس الآلاف إلى شق طريقهم عبر البحر الأبيض المتوسط نحو الجزر الإيطالية القريبة، لتكون نقطة استقرار أو عبور إلى مناطق أخرى داخل الاتحاد الأوروبي، بحثا عن فرص حياة أفضل.
وأوضح المنتدى أن "المناخ السياسي المتوتر" زاد في إحباط التونسيين وعمّق بإحساسهم بانعدام الأمن في البلاد". 
واعتبر الباحث في علم الاجتماع عمر الجويلي أن لا حل أمام الدولة التونسية اليوم سوى الضبط الأمني، وتفعيل الاتفاقات الدولية أو الثنائية التي لا يتم الالتزام بها بشكل كامل في الوقت الحالي.
وأوضح أن ظاهرة الهجرة غير النظامية هي مقياس للوضع الاقتصادي والاجتماعي وانسداد الأفق.
وابتكر التونسيون مؤخرا طرقا أخرى للهجرة نحو أوروبا عير المسلك الصربي حيث يتم السفر إلى تركيا ومنها إلى صربيا ثم التسلل عبر الحدود البرية إلى فضاء شنغن بالاتحاد الأوروبي.