ما التهديد الحقيقي الذي يواجه الإسرائيليين؟

الحسيديم في إسرائيل
نشر الصحفي الإسرائيلي بن كسبيت تعليقاً له في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، وتناول خلاله المخاطر الحقيقة التي تحوم حول مستقبل إسرائيل، معتبراً أن التهديد الذي يواجه مستقبل الدولة داخلي وليس خارجياً، ولكنه لم يقلل من شأن الاهتمام بالتطور العسكري والتكنولوجي والاستخباراتي والاقتصادي.
كتب بن كسبيت، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، زار ألمانيا الأسبوع الماضي، برفقة 5 ناجين من المحرقة، واستغل المستشار الألماني أولاف شولتز موقف إسرائيل فيما يتعلق بالاتفاقية النووية ووقع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية.
ولفت إلى أنه في نفس الوقت، استضاف وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في إسرائيل رؤساء الأركان ورؤساء وفود عسكرية من 18 دولة في "أسبوع الابتكار" للجيش الإسرائيلي في حضور رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي.
وأضاف بن كسبيت، أن جانتس التقى برئيس الأركان المغربي لأول مرة في إسرائيل، كما التقى برئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي، وقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال الأمريكي مايكل إريك كوريلا وغيرهم، وشمل الحدث أيضاً رؤساء أركان اليونان وقبرص وبولندا وجمهورية التشيك، إلى جانب كبار جنرالات الناتو والإمارات، وبريطانيا وأكثر من ذلك.
وتساءل الصحفي والمُحلل الإسرائيلي "ماذا فعل زعيم المعارضة نتانياهو في هذا الوقت؟"، مجيباً: "تمكن من منع اتفاق تاريخي بين الحسيديم ووزارة الخزانة، والذي سيبدأ بموجبه تدريس الدراسات الأساسية لهم، حيث ستزيد الدولة من مشاركتها في إعداد ميزانية نظام التعليم لديهم، موضحاً أن نتانياهو فعل ذلك لمنع حدوث انقسام في حزب "يهودات هتوراه"، وهو انقسام يمكن أن يؤدي إلى انهيار كتلته الدينية الأرثوذكسية.
وقال إن انهيار هذه الكتلة لن يعرض البلاد للخطر، لكنه سيعرض نتانياهو لخطر كبير، فإذا انهارت الكتلة "سينتهي الحفل"، مضيفاً: "آنذاك نتانياهو سيترك وحده لمواجهة مصيره".
قوة إسرائيل
وأضاف أن هذا الموضوع شئ مهم بالنسبة لمستقبل إسرائيل، وتابع "إسرائيل دولة قوية، وقوتها العسكرية والتكنولوجية والاستخباراتية والاقتصادية والعلمية أكبر بما لا يقاس مما يجب أن يقدمه جميع الأعداء في الميدان معاً" مشيراً إلى جملة كررها قادة إسرائيل قبل حرب أكتوبر وهي "حالتنا أفضل من أي وقت مضى"، وذلك قبل أن "تلحق بغطرستهم الضربة".
وتابع "هذه الصورة المبتذلة أكثر صحة هذه المرة: سلام مستقر مع مصر، سلام مستقر مع الأردن، سوريا تتفكك، لبنان يتفكك، العراق يتفكك، التهديد الإيراني مهم لكنه ليس فورياً، وحتى لو كان كذلك، فإن لدى إسرائيل الأدوات للتعامل معه على جميع الجبهات".
ولفت إلى استثناء وحيد والذي كان "الصراع مع الفلسطينيين"، قائلاً إنه "لن يذهب إلى أي مكان، ولا يمكن إزالته من جدول الأعمال ولن يكون هناك سلام هنا أبداً حتى يتم حله".
تهديد حقيقي
ورأى الكاتب، أن "التهديد الحقيقي الذي يهدد مستقبل إسرائيل ليس عدواً أجنبياً ولكن العمليات الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية التي يمكن أن تؤدي إلى تدهور إسرائيل إلى الوراء وتحويلها من قوة اقتصادية وتكنولوجية متقدمة إلى دولة فاشلة.. الدولة الفاشلة غير قادرة على الحفاظ على احتياطياتها الأكاديمية والتكنولوجية والاقتصادية.. يهجر السكان الأقوياء، ويغرق الضعفاء.. انظر شمالاً إلى لبنان.. هذا هو النموذج".
كما رأى أن الأمر يتعلق بالتركيبة السكانية، فاليوم يوجد في الصفوف الأولى عدد أكبر من الطلاب الذين لا يلتحقون بالجيش الإسرائيلي أكثر من أولئك الذين يفعلون ذلك، حوالي نصف طلاب الصف الأول من العرب أو الأرثوذكس المتطرفين، لن تتغير هذه الإحصائية، بل العكس، عقد أو عقدين من الزمان سيكون المتشددون من أكبر المجموعات السكانية في إسرائيل، ومن المحتمل ألا ينخرطوا في الجيش الإسرائيلي، لقد فشل هذا النضال ويجب الاعتراف به، لا توجد قوة في العالم يمكنها إجبار الآلاف من المراهقين على التخلي عن مدرسة يشيفا، وخلع زيهم الأسود وارتداء زي الزيتون".