الأردن يتطلع إلى دور عربي في حل الأزمة السورية

جهود حثيثة لحلحلة الأزمة السورية
تصطدم مساعي الأردن لحشد “دعم عربي جماعي” من أجل حل الأزمة السورية بعدة عوائق على الأرض، إذ أن نجاح الجهود الأردنية، يرتبط بمدى رضا الأطراف المشتركة في العملية السياسية في سوريا، إضافة إلى الدول الإقليمية والدول الكبرى الفاعلة وهو ما ليس متوفرا الآن.
وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الأربعاء، خلال لقائه مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا غير بيدرسون الذي يؤدي زيارة غير محددة المدة إلى عمان، ضرورة أن يكون هناك “دور عربي جماعي” في حل الأزمة السورية و”إنهاء الوضع الكارثي” في هذا البلد.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية إن “الصفدي وضع بيدرسون في صورة تفاصيل الطرح الأردني الذي يشدد على ضرورة وجود دورٍ عربيٍّ جماعيٍّ في جهود حل الأزمة السورية ومعالجة كل تبعاتها، وبما يضمن أمن سوريا واستقرارها وأمن المنطقة ومواجهة كل ما تسببه الأزمة من تحديات إنسانية، وسياسية، وأمنية، واقتصادية”.
ويقول محللون إن المساعي الأردنية ليست بهذه السهولة أو البساطة، فهي تحتاج إلى ضغط دولي كبير ورضا إقليمي، ورضا داخل سوريا نفسها من أجل تحقيق ذلك، وحتى الآن لا تزال المساعي الأردنية مجرد أفكار وطروحات وتحقيقها لن يكون سهلا.
وبات استمرار الأزمة السورية في عقد اللاحل، وباتت تؤرق العديد من الدول وخاصة الأردن ودول الخليج العربي، على إثر عمليات تهريب المخدرات والسلاح من الجنوب السوري وبواسطة ميليشيات تابعة لإيران، وبحماية من قوات تابعة لحكومة دمشق وعلى رأسها الفرقة الرابعة، والمخابرات الجوية.
ويشير مراقبون إلى أن فرص الحل تبدو ضئيلة في ظل الظروف الحالية على الأرض، حيث تمكنت إيران من بناء إمبراطورية اقتصادية في سوريا، وخاصة في الجنوب قائمة على صناعة وتهريب المخدرات، وقد وجدت من الأردن والسعودية ودول الخليج سوقا رائجة لهذه التجارة، وبالتالي فلن تغامر بالقبول بحل سياسي من الممكن أن يؤثر على تواجدها ومصالحها المختلفة في سوريا، وعلى رأسها تجارة المخدرات التي من المتوقع أن يبلغ مردودها نحو 10 مليارات دولار خلال العام 2023.
ويقول محللون إن الأردن لم يعد يستطيع التعامل مع الوضع في سوريا كما كان في السابق، وخاصة بعد التغير في خارطة المشهد على الحدود بينهما، حيث لم يكن قبل مدة آخذا في الحسبان ما ستؤول إليه الأمور كما هي عليه الآن، خاصة مع تغول الميليشيات الإيرانية وغياب أي دور روسي رادع على أقل تقدير.