الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

مصر تطالب بتحرك دولي للتهدئة في فلسطين

مواجهات حادة

رام الله

تصاعدت حدة المواجهات في الضفة الغربية والقدس بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ما يثير مخاوف من اتساع نطاق المواجهة التي يحذر مراقبون من تحولها إلى انتفاضة ثالثة.

وطالبت مصر الخميس بالوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وبتحرك دولي لتهدئة الأوضاع.

وقالت الخارجية المصرية في بيان لها “تتابع مصر بقلق بالغ تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية بعدد من مدن الضفة الغربية ومحيط المسجد الأقصى على مدار الأيام الماضية”.

وأوضحت أن الأراضي الفلسطينية “تشهد اعتداءات واستفزازات إسرائيلية متواصلة وتصعيدا خطيرا في حدة ووتيرة العنف”.

وطالبت مصر، التي قادت وساطة أكثر من مرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بـ”الوقف الفوري للحلقة المفرغة للعنف والاعتداءات والاستفزازات القائمة، وتوفير الحماية للمدنيين الذين تتعرض حياتهم ومقدراتهم للمخاطر يوما بعد يوم”.

كما طالبت “القوى الدولية الكبرى وشركاء ورعاة عملية السلام التاريخيين بتحمل مسؤولية وقف العنف والتحرك العاجل لتهدئة الوضع لأجل تشجيع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لاستئناف عملية السلام (متوقفة منذ عام 2014)”.

وعمّ إضراب شامل الخميس مختلف مدن الضفة الغربية للمرة الأولى منذ سنوات، احتجاجا على قتل فلسطيني مساء الأربعاء بعد إطلاقه النار على حراس إسرائيليين عند مدخل مستوطنة.

ودعت حركة فتح في بيان الفلسطينيين إلى هذا الإضراب الشامل “من أجل فارس القدس ومقاتلها” عدي التميمي (20 عاما) الذي قتل خلال تنفيذه هجوما عند مدخل مستوطنة معالي ادوميم الواقعة بين القدس والبحر الميت في الضفة الغربية.

وتوقفت المواصلات العامة بين المدن، فيما أغلقت المحال التجارية أبوابها حتى في القرى والمخيمات.

وشمل الإضراب مختلف نواحي الحياة في مدينة القدس ورام الله والخليل وبيت لحم وطولكرم وجنين. وقد عطلت المدارس والجامعات وحتى مؤسسات السلطة الفلسطينية ووزاراتها وكذلك مكاتب المنظمات الأهلية.

ووقعت مواجهات بين شبان والجيش الإسرائيلي في مدن الخليل وبيت لحم ورام الله والبيرة وشمال نابلس.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب إلى أن “الإضراب الذي نفذ الخميس يحدث للمرة الأولى منذ سنوات عديدة، من حيث الانضباط العام من كافة المؤسسات الفلسطينية”.

وقال حرب إن “الحالة العامة من الاحتقان الشعبي وغياب الأفق لحل سياسي تجعل الناس أكثر قبولا بقيادات ميدانية جديدة تجسد فيها عنوانا حقيقيا بدل الفصائل القائمة”.

وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن “الزيادة المقلقة في أعمال العنف والقيود المفروضة على الحركة في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية”.

وقال في بيان الثلاثاء إن 2022 هو “أكثر الأعوام دموية منذ 2006”، مشيرا إلى مقتل “ما لا يقل عن 105 فلسطينيين بينهم 26 طفلا بأيدي القوات الإسرائيلية”.

واضاف البيان أن “المعدل الشهري للقتلى الفلسطينيين ارتفع بنسبة 57 في المئة مقارنة بالعام الماضي في الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية”.

وقُتل عشرة مدنيين إسرائيليين وثلاثة أجانب وأربعة جنود إسرائيليين على أيدي فلسطينيين من الضفة الغربية في عام 2022، حسب البيان نفسه.

وتصاعد التوتر في الأشهر الأخيرة في شمال الضفة الغربية، لاسيما في منطقتي نابلس وجنين وهما معقلان للفصائل الفلسطينية المسلحة حيث كثّفت قوات الدولة العبرية مداهماتها في أعقاب هجمات دامية ضد أهداف إسرائيلية في مارس وأبريل.

وهذه المداهمات التي غالبا ما تتخللها اشتباكات مع السكان الفلسطينيين، خلفت أكثر من مئة قتيل في الجانب الفلسطيني في أكبر حصيلة في الضفة الغربية منذ ما يقرب من سبع سنوات، وفق الأمم المتحدة.

واحتلّت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية عام 1967 التي ضمتها إليها وأعلنتها عاصمتها الدولة في خطوة لا يعترف معظم المجتمع الدولي بها.