دون قرار دولي ملزم باتيلي يستنسخ فشل من سبقوه في إدارة الأزمة الليبية

مهمة معقدة

بنغازي

 تستبعد أوساط سياسية ليبية أن ينجح المبعوث الأممي الجديد عبدالله باتيلي في تحقيق أيّ اختراق في الأزمة السياسية، متوقعة أن يستنسخ تجربة من سبقوه ويستكمل مسار الدوران في الحلقات المفرغة.

وقالت هذه الأوساط لـ”العرب” تعليقا على بدء باتيلي لتحركاته في تقريب وجهات النظر، والتي كان آخرها زيارة إلى شرق ليبيا التقى خلالها رئيس الحكومة الموازية فتحي باشاغا وقائد الجيش المشير خليفة حفتر، إن أي خطة سيتبناها باتيلي ستحتاج إلى دعم دولي في مجلس الأمن كي يضمن تطبيقها على الأرض لكن ذلك صعب التحقيق بسبب فيتو روسي متوقع، سواء عنادا مع الغرب، أو في سياق تفاهمات مع تركيا.

ورجحت الأوساط نفسها أن يعيد باتيلي دورة تصريحات وعبث المبعوثين السابقين، دون تحقيق شيء فعلي على الأرض، حيث أعطت تحركات من سبقوه بمن في ذلك الأميركية ستيفاني ويليامز، انطباعا بأنهم يتحركون بشكل جدي لإجراء الانتخابات وفرض استقرار ولو نسبي، لكن ذلك لم يتحقق.

وتحمل تصريحات باتيلي في طياتها تبنيا لموقف يقوم على توحيد السلطة ثم التوجه لإجراء الانتخابات، والذي يبدو أنه ما يندرج في سياق التحركات التي قام بها رئيسا البرلمان ومجلس الدولة عقيلة صالح وخالد المشري، وهو التوجه الذي يعارضه رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة الذي يحظى بدعم تركي.

وعكس توقيع اتفاقية الاستثمار في قطاع الطاقة بين تركيا وحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، مطلع الشهر الحالي، تمسك تركيا بقرار الرهان على الدبيبة.

وكان الدبيبة قد رفض تعيين باتيلي مبعوثا أمميا لليبيا، بسبب عدم التشاور مع حكومته قبل ترشيحه، لكنّ مراقبين رجحوا أن يكون السبب الحقيقي قرب باتيلي من فرنسا، التي تشير تقارير إلى وقوفها وراء تشكيل حكومة باشاغا وتدعم توليها السلطة.

والتقى باتيلي السبت فتحي باشاغا وخليفة حفتر، ودعا إلى توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية. جاء ذلك خلال اجتماعين منفصلين السبت ضمن جهود الدبلوماسي السنغالي باتيلي لإيجاد حل للأزمة الليبية، وفق البعثة الأممية في ليبيا على صفحتها في فيسبوك.

وفي اجتماعه مع باشاغا، أكد باتيلي أن “السبيل للخروج من الأزمة هو أن يجتمع الليبيون معًا لإيجاد حل”، وهو ما يعارضه الدبيبة الذي يرفض أيّ حل غير دعم مقترحه لإجراء انتخابات تشريعية فقط وتأجيل الرئاسية. كما أكد “التزامه والتزام الأمم المتحدة بتيسير ودعم الجهود الليبية لتجاوز المأزق السياسي لتحقيق السلام والاستقرار”.

وتتصارع في ليبيا حكومتان هما حكومة باشاغا والأخرى معترف بها من الأمم المتحدة وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة.

وخلال اجتماعه مع حفتر في مدينة بنغازي (شرق)، أكد باتيلي “عزمه على الاستماع إلى جميع الأطراف الليبية، ودعم الأمم المتحدة لحل مستدام بِمِلكيّة الليبيين لإعادة السلام والاستقرار إلى البلاد”.

وشدّد على “أهمية الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار (الساري منذ أكتوبر 2020) وتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية في ليبيا”.

كما التقى باتيلي مع أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة عن الشرق، وحثّهم على مواصلة جهودهم للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار.

وتضم اللجنة 5 أعضاء من المؤسسة العسكرية في غرب ليبيا و5 من قوات الشرق، وتجري حوارا منذ عامين لتوحيد المؤسسة العسكرية برعاية بعثة الأمم المتحدة.
وفي 16 أكتوبر الجاري استهل باتيلي اجتماعاته الرسمية في ليبيا بلقاء مع الدبيبة في العاصمة طرابلس.

وتم تعيين باتيلي مبعوثا أمميا إلى ليبيا في سبتمبر الماضي، خلفا ليان كوبيش الذي عُيّن في المنصب بين ديسمبر 2020 ونوفمبر 2021.
وأولوية باتيلي هي “تحديد مسار توافقي يفضي إلى تنظيم انتخابات وطنية شاملة وذات مصداقية في أقرب فرصة ممكنة، بالاستناد إلى إطار دستوري متين”.