ترجمات..

"تحرير إيران" أبرز تعهد لبايدن قبل الانتخابات النصفية

"أرشيفية"

واشنطن

تعهد الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن الخميس "بتحرير" إيران، وقال إن المحتجين الذين يعملون ضد حكومة البلاد سينجحون قريبا في تحرير أنفسهم، فيما باتت المسألة الإيرانية إحدى الورقات التي يستعملها الديمقراطيون لتجنب هزيمة متوقعة في الانتخابات النصفية.


وقال بايدن خلال حملة انتخابية واسعة النطاق في كاليفورنيا، بينما تجمع العشرات في الخارج حاملين لافتات تدعم المحتجين الإيرانيين، "لا تقلقوا، سنحرر إيران. سيحررون أنفسهم قريبا".
ولم يسهب بايدن في الكلام، كما لم يحدد الإجراءات الإضافية التي سيتخذها خلال التصريحات التي ألقاها في كلية ميراكوستا بالقرب من سان دييجو، لكن يبدو أن المسألة الإيرانية دخلت مجال الصراع السياسي في الولايات المتحدة كما هو الحال مع مواضيع أخرى، على رأسها الطاقة والوضع الاقتصادي.


وأظهرت الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني في السادس عشر من سبتمبر تحدي العديد من الشباب الإيراني القيادة الدينية للبلاد، والتغلب على الخوف الذي خنق المعارضة في أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979.


وقالت الولايات المتحدة الأربعاء إنها ستحاول إخراج إيران من لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة والمكونة من 45 عضوا، بسبب إنكار الحكومة لحقوق المرأة والقمع الوحشي للاحتجاجات.
وبدأت إيران للتو فترة مدتها أربع سنوات في اللجنة التي تجتمع سنويا في شهر مارس من كل عام، وتهدف إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

وردا على خطاب بايدن، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الجمعة إن الثورة الإسلامية عام 1979 حررت إيران، مضيفا في خطاب بثه التلفزيون على الهواء مباشرة "أقول لبايدن إنه تم تحرير إيران قبل 43 عاما".

وحاول بايدن إنقاذ الديمقراطيين من هزيمة في انتخابات منتصف الولاية الأسبوع المقبل، بعد ساعات على خطاب دراماتيكي وصف فيه الانتخابات بأنها لحظة حاسمة بالنسبة إلى الديمقراطية الأميركية.
وتوجه بايدن إلى ولايات نيومكسيكو وكاليفورنيا وإلينوي، قبل أن يُنهي السبت في بنسلفانيا تنقلاته الكثيرة في المعركة الانتخابية الحاسمة


ويمضي الرئيس الكثير من الوقت في حملته الانتخابية في مناطق تعتبر معاقل الديمقراطيين، مثل كاليفورنيا، ما يشير إلى اعتماد الحزب سياسة دفاعية.
وانتقل الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب الذي لا يزال يتمتع بقبضة قوية على الحزب الجمهوري، إلى مرحلة الهجوم. وخلال تجمع في ولاية أيوا لم يُبق ترامب الكثير من الشكوك في ما يتعلق بخططه السياسية، وقال لمؤيديه "سأترشح على الأرجح" للانتخابات. وأضاف "استعدوا، هذا كل ما يمكنني قوله. سوف نستعيد أميركا، والأهم من ذلك، في العام 2024 سوف نستعيد بيتنا الأبيض الرائع".
وأضاف ترامب أن في غضون ذلك سيكون 2022 "العام الذي سنستعيد فيه الكونغرس، وسوف نستعيد مجلس الشيوخ".


وترجّح استطلاعات الرأي فوز الجمهوريين بمجلس النواب وربّما مجلس الشيوخ. وحاليا، يحظى الديمقراطيون بغالبية ضئيلة في المجلسين، لكنّ الحزب خسر شعبيّته بسبب سخط شعبي من التضخّم المرتفع.
وأكّد بايدن في خطاب ألقاه في واشنطن مساء الأربعاء أنّ منافسة الأسبوع المقبل تتجاوز كونها مجرّد سياسات انتخابية، مشيرا إلى أنّ المئات من المرشحين الجمهوريين لمناصب في جميع أنحاء البلاد انضمّوا إلى نظريّة المؤامرة الكاذبة لليمين المتطرّف التي يقودها ترامب، ومفادها أن الانتخابات الرئاسية عام 2020 كانت مزوّرة.


وعاد ترامب ليبرز كأقوى شخصية في الحزب الجمهوري، حيث يتوقع كثيرون إعادة ترشحه في عام 2024، على الرغم من خضوعه للتحقيق بتهمة الاحتفاظ بوثائق سرّية جدا في منتجعه في فلوريدا وتعرّضه للمساءلة مرّتين خلال ولايته الرئاسية.
ولا يزال ترامب الذي يثير الانقسامات ويعد بطلا في نظر الملايين من الأميركيين، في الطليعة على لائحة المرشحين الرافضين لنتيجة الانتخابات. ومن المقرر أن يقيم تجمعا انتخابيا له في ولاية أيوا.
ومع انتقاد المحافظين للإدارة الأميركية بشأن التضخم والجريمة والهجرة غير الشرعية، استخدم بايدن (79 عاما) خطابه الأربعاء لمهاجمة ترامب وأنصاره، واصفا إياهم بأنهم يطرحون تهديدا أكبر على البلاد.


وقال بايدن "هناك مرشحون يتنافسون على مناصب من كل المستويات في أميركا... لا يلتزمون قبول نتائج الانتخابات التي يخوضونها".
وأضاف أن هدفهم كان اتباع نهج ترامب ومحاولة "تخريب النظام الانتخابي"، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 300 جمهوري ينكرون نتائج الانتخابات يشاركون في السباقات الانتخابية في كل أنحاء البلاد هذا العام.
وتابع "لقد شجعوا على العنف وترهيب الناخبين والمسؤولين عن الاقتراع" بعد أقل من عامين على قيام حشد من أنصار ترامب بالهجوم على مبنى الكابيتول، في محاولة لإلغاء نتيجة انتخابات عام 2020.
وقال "هذا هو السبيل إلى الفوضى في أميركا. إنه أمر غير مسبوق وغير قانوني ومناف لقيم أميركا".


وفي أعقاب هجوم عنيف على زوج رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، زاد بشكل كبير من مخاوف الخطاب السياسي المشحون، حضّ بايدن الأميركيين على الاتّحاد دفاعا عن الديمقراطية.
وأوضح "علينا أن نقف صفا واحدا لنبذ العنف السياسي وترهيب الناخبين. نقطة على السطر".
وبعد 22 شهرا على الهجوم على مبنى الكابيتول، أظهرت استطلاعات الرأي أن الناخبين الأميركيين أكثر اهتماما بالأوضاع الاقتصادية.


ويقول أكثر من نصف المستطلعة آراؤهم في المسح الذي أجرته جامعة كوينيبياك، إن أسعار الغاز والسلع الاستهلاكية هي القضية الاقتصادية الأكثر إلحاحا بالنسبة إليهم.
وردا على خطاب بايدن، اتّهم زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي الرئيس برفض "معالجة مخاوف الأميركيين الرئيسية".
وكتب مكارثي على تويتر "بعد ستة أيام، سيفوز الجمهوريون بشكل مقنع وسيساعدون في إعادة وضع أميركا على المسار الصحيح".