اتفاق بين "الليكود" و"القوة اليهودية" يعزز الاستيطان بالضفة الغربية
فلسطين تعول على دعم أميركي لضبط الحكومة الإسرائيلية الجديدة
يعطي توصل رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو وزعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إلى اتفاق لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية جرعة دعم قوية لجهود تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.

نتنياهو يسعى لإدارة التناقضات
تعول فلسطين على دعم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في ضبط سياسات الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي يتوقع على نطاق واسع أن تكون الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل وأكثر نزوعا لتكريس الاستيطان.
وبحث أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ الخميس مع مسؤول أميركي تطورات القضية الفلسطينية عقب الانتخابات الإسرائيلية. وأوضح الشيخ في بيان أنه التقى بوفد أميركي يرأسه نائب مساعد وزير الخارجية هادي عمرو.
وأشار إلى أنه بحث مع المبعوث الأميركي العلاقات الثنائية الفلسطينية – الأميركية و”آخر التطورات في المنطقة في أعقاب الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، وضرورة وجود أفق سياسي يحافظ على خيار حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) وفق الشرعية الدولية”.
وبيّن أنه بحث ضرورة وقف إسرائيل لكل إجراءاتها الأحادية التي تدمر حل الدولتين وتخلق أجواء صعبة ومعقدة تؤثر على الأمن والاستقرار.
وعبر الفلسطينيون عن قلقهم من تشكيل بنيامين نتنياهو رئيس حزب “الليكود” للحكومة الجديدة في إسرائيل، والتي يتوقع أن تضم “الصهيونية الدينية” برئاسة النائب المتطرف بتسلئيل سموتريتس وحزب “القوة اليهودية” برئاسة المتطرف إيتمار بن غفير.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل على “تدمير” خيار حل الدولتين، مطالبين بعقد مؤتمر دولي للسلام من أجل إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وسط رفض من تل أبيب.
وتوقفت المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية منذ 2014 عقب رفض تل أبيب وقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، وتنصلها من مبدأ “حل الدولتين” ورفضها إطلاق دفعة من قدامى الأسرى.
وتوصّل رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو وإيتمار بن غفير إلى اتفاق أولي لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية. وقالت هيئة البث الإسرائيلية الخميس إن الاتفاق الأوليّ جاء في سياق المشاورات التي يجريها نتنياهو من أجل تشكيل الحكومة.
وأشارت إلى أن الاتفاقات الأولية تشمل “إضفاء الشرعية بأثر رجعيّ” على عشرات من البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية “في غضون 60 يومًا من أداء الحكومة اليمين الدستورية”.
وأضافت الهيئة أن الاتفاقيات تشمل “إبقاء المعهد الديني اليهودي في مستوطنة حوميش” التي تم إخلاؤها بقرار من محكمة إسرائيلية، بسبب إقامتها دون تصريح من الجيش شمالي الضفة الغربية.
وتابعت أن الاتفاقيات تشمل “إقامة معهد ديني في البؤرة الاستيطانية أفياتار”، التي أخلاها الجيش الإسرائيلي بقرار من المحكمة لوجودها على أرض فلسطينية خاصة في جبل صبيح بمحافظة نابلس شمالي الضفة الغربية.
وذكرت أنه “تم الاتفاق على توسيع الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب عبر الضفة الغربية، وبناء طرقات التِفافية”. ولكن هيئة البث لم تُشِر إلى مطلب بن غفير تولّي حقيبة الأمن الداخلي في الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وكان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ كلّف نتنياهو رسميًا الأحد تشكيل الحكومة في غضون 28 يومًا يمكن تمديدها 14 يومًا إضافية بموافقة مسبقة من الرئيس الإسرائيلي.
وينبغي على حكومة نتنياهو الحصول على ثقة 61 من أعضاء الكنيست الـ120. ويشمل المعسكر الداعم لنتنياهو 64 نائبًا، ما يؤهله للحصول على ثقة الكنيست إذا ما حافظ على تحالفاته.
وقال زعيم الليكود إنه يعتزم أن يكون رئيس وزراء لجميع الإسرائيليين. وأضاف أن “الشعب صوت بطريقة لا لبس فيها لصالح حكومة تحت قيادتي”، رافضا التحذيرات من “انتهاء الديمقراطية” في إسرائيل.
ولا تخفي الإدارة الأميركية قلقها من التغيرات الجارية في إسرائيل. وتأخرت تهنئة الرئيس الأميركي جو بايدن لنتنياهو أكثر من أسبوع، وهو ما اعتُبر إشارة تظهر قلق الإدارة الأميركية من الحكومة الجاري تشكيلها.
غير أنه لا أحد يتوقع أن تجري ترجمة عدم الرضى الأميركي عن الحكومة الجديدة إلى ضغوط شديدة أو عقوبات على إسرائيل، وذلك نظراً إلى علاقات التحالف الإستراتيجي الاستثنائية بين الدولتين.
وليس من الواضح إذا ما كان تزايد الاهتمام الدولي بالأراضي الفلسطينية سيقيّد يد الحكومة الإسرائيلية الجديدة بشأن الاستيطان والانتهاكات اليومية، إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا طالبتا كافة الأحزاب الإسرائيلية باحترام حقوق الأقليات.
ولم يتوقف الاستيطان في عهد الحكومة الحالية، غير أن نتنياهو يميل إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل، فضلا عن أن سموتريتش وبن غفير قد يمارسان الضغط عليه للقيام بذلك فعلا. وإذا قام بمثل هذه الخطوة فقد يفجر أزمة غير مسبوقة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى.
وانتقد سموتريتش وبن غفير مرارا ما أسمياه تساهل الجيش الإسرائيلي مع الفلسطينيين، ودعيا إلى سياسة إطلاق نار جديدة قد تسهّل قتل فلسطينيين، بينما دعت الولايات المتحدة إسرائيل إلى مراجعة سياسة إطلاق النار المتبعة في الضفة الغربية.
ورجح حزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف الخميس أن تؤدي الحكومة الإسرائيلية الجديدة تصريح الولاء في الأسبوع المقبل.
وقال البرلماني ألموج كوهين النائب عن الحزب في حديث لهيئة البث الاسرائيلي إن “العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة هي شأن طبيعي”، منوها إلى أن حزب الليكود “ربما يعمل على تشكيل ائتلاف آخر بالتعاون مع أحزاب غير يمينية”.