سرقة القرن جرس إنذار للعراقيين ولن تكون الأخيرة

جينين هينيس بلاسخارت: الفساد المستشري والممنهج يعد أحد أكبر التحديات التي تواجه العراق

بغداد

 قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت إن “سرقة القرن” تشكل جرس إنذار، محذرة من أنها لن تكون الأخيرة.

وجاءت تصريحات المسؤولة الأممية في رسالة وجهتها إلى العراقيين بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة الفساد.

وأوضحت بلاسخارت في بيان أن “الفساد المستشري والممنهج يعد أحد أكبر التحديات التي تواجه العراق. وكلفته الاقتصادية وتأثيره السلبي على الاستقرار والازدهار هائلان، إذ أنه يقوض التقدم، ويحرم المواطنين من حقوقهم، ويثبط الاستثمار الدولي، ويسلب من الدولة الموارد اللازمة لتزويد مواطنيها بمدارس ومستشفيات وطرق أفضل، وخدمات عامة أخرى لا حصر لها”.

وأضافت “لقد قُلتها مرات عديدة من قبل، كان آخرها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أكتوبر: الفساد هو أحد الأسباب الرئيسية للاختلال الحاصل في العراق، وإن إبقاء المنظومة ‘كما هي’ سوف يرتد بنتائج سلبية في النهاية”.

 وتابعت الممثلة الأممية “أحدثُ قضية فساد كبرى في العراق، والتي سُمّيت بــ”سرقة القرن”، لن تكون الأخيرة للأسف، ولا يسعنا إلا أن نأمل أن تكون بمثابة جرس إنذار. لا شك في أن التغيير المنهجي سيُثبت أهميته الحيوية لمستقبل البلاد. إلا أن هذا التغيير لن يحدث بين عشية وضحاها؛ بل سيتطلب عملاً مكثفاً ومثابرةً وجهوداً جماعيةً وإدراكاً لحقيقة أن العمل بنزاهةٍ قد حان وقته”. وحذرت بلاسخارت من أن الجهود المعلنة من قبل الحكومة الحالية في العراق لمحاربة الفساد “قد تُعرقَل أو تُقوَّض من قبل أولئك الذين سيخسرون. ولكن دعوني أؤكد أنه لا ينبغي منحهم أي
فترةِ راحة”.

واهتز العراق في الأسابيع الماضية على وقع فضيحة مدوية تمثلت في سرقة 2.5 مليار دولار. ووفقا لوزارة المالية اختفت مركبات مدرعة تحمل 2.5 مليار دولار تعود إلى مصلحة الضرائب العراقية ما بين سبتمبر 2021 وأغسطس 2022.

وخرجت الشاحنات من مصرف الرافدين المملوك للدولة، وسلكت طريقها المعتاد لتختفي بعد ذلك فيما يُعرف في العراق بـ”سرقة القرن”.

وقد تم الكشف عن هذه القضية قبل أيام فقط من أداء حكومة السوداني اليمين الدستورية في أكتوبر الماضي.