الصدر يهدد المحتجين بالانضمام للقوات الأمنية في التصدي لهم

بغداد

 فيما تجددت المواجهات بين المحتجين والقوات الامنية في بغداد ومحافظات وسطى وجنوبية الاحد فقد هدد الصدر بالانضمام الى القوات الامنية في التصدي لهم بينما وثقت منظمة حقوق الانسان مقتل 12 متظاهرا خلال يومين بينما حذر علاوي من اختيار رئيس حكومة بقرار خارجي.

واليوم هدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على لسان الناطق بأسمه صالح محمد العراقي المتظاهرين بمساندة القوات الامنية في التصدي لهم في حال ما قال انه عدم ارجاع الثورة الى مسارها الصحيح.

واضاف في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا ان "الصدر يتفهم عواطفكم الجياشة ازاء الهجمة الاميركية ضده الا انه ينهاكم عن التظاهر لاجل ذلك حتى لا ننجر الى فتنة داخلية" في اشارة الى اعلان التيار الصدري عن تظاهرة اليوم ضد السفارة الاميركية وضد المسيئين للصدر لكنه سرعان مانفى التيار توجيه هذه الدعوة وسط ارتباك في صفوفه اثر اعلان عدد من انصاره تركهم للعمل في صفوفه.

واضاف العراقي "ان الصدر يقول انني اذ اوقفت الدعم الايجابي والسلبي (عن المتظاهرين) ان جاز التعبير انما اردت ارجاع الثورة الى مسارها ورونقها الاول لا الى معاداتها.. وان لم يعودوا فسيكون لنا موقف اخر لمساندة القوات الامنية البطلة والتي لابد لها من بسط الامن لا الدفاع عن الفاسدين بل من اجل مصالح الشعب ولاجل العراق وسلامته" في اشارة الى دعوة التيار الصدري لانصاره لتنظيم تظاهرة اليوم ضد السفارة الاميركية والمسيئين للصدر سرعان ماتراجع عنها التيار نافيا توجيه مثل هذه الدعوة.

واشار الى ان الصد قد اكد "اننا لن نسمح للفاسدين بركوب موجها (التظاهرات) لاسيما من سارعوا الى تصريحات لصالح الثورة ما ان ظنوا اننا ابتعدنا عنها.. ولن نبتعد انما لا نريد ان تسوء سمعتها".

وازاء الخلاف الذي نشب بين المحتجين والصدر فقد اكد القيادي في تياره غالب العميري في بيان اليوم ان "الثورة لن ينفعها الا الصدر".

وخاطب المتظاهرين قائلا "ان الوقت مؤات لمن هب ودب وركب لركوب الموج اكثر من أي وقت مضى ليس حباً بالعراق بل بغضاً بالعراقي مقتدى الصدر".

وزاد قائلا "نصيحتي الى المتظاهرين الاحرار السلميين لاينفعكم الا السيد الصدر ولا يساندكم غيره والاقرب لكم بل منكم وفيكم هم أبناء الصدر اخوتكم الذين سالت دماؤهم في ساحات الإصلاح واستنشقت رئاتهم دخان القنابل وتنفست اوكسجين الحرية وسالت دموعهم من مسيل الفساد". واضاف اطردوا من اساء لثورتكم ومن اساء لعراقكم ومن اساء لصدرنا وصدركم".

وكان الصدر قد اعلن الجمعة الماضي النأي بنفسه عن الاحتجاجات الشعبية لاسلبا ولا ايجابا.. وعاتب متظاهري الاحتجاجات في ساحة التحرير وسط بغداد وفي محافظات الوسط والجنوب مبديا أسفه وعتبه على من قال انهم شككوا به من متظاهري الاحتجاجات الذين قال انه كان مساندا لهم ويظن انهم سندا له .. مؤكدا براءته من كل سياسي يقف بوجه تشكيل حكومة قوية ومستقلة.

واكد الصدر قائلا "انني من الآن ساحاول ان لا اتدخل بشأنهم لا بالسلب ولا بالايجاب ‏حتى يراعوا مصير العراق وما آل اليه من خطر محدق يتخطفه الجميع من الداخل ‏والخارج بلا هوادة ولا رحمة".

وكانت "اللجنة المنظمة لمظاهرات تشرين" قد ردت على دعوة الصدر التي اطلقها من مدينة قم الايرانية في 16 من الشهر الحالي للخروج بمليونية للمطالبة بخروج القوات الاميركية من العراق اثارت مخاوف شعبية بعد ان رحبت بها قيادات الحشد الشعبي الموالية لايران معلنة مشاركتها فيها .. ردت قائلة ان "دعوة قم للتظاهرات لا تمثلنا" .. واضافت مخاطبة العراقيين "بعد كل هذه التضحيات يخرج عليكم السيد (مقتدى الصدر) من مدينة قم الإيرانية ليدعوا الى مليونيه ضد التواجد الاميركي ويستجيب لها زعماء الميليشيات الملطخة أيديهم بدماء شباب ثورة تشرين ولكن لن تخدعكم شعارات واهية بعد أن انكشفت حقيقة السياسيين وولائهم المطلق لإيران على حساب العراق وشعبه ويعلم جميع العراقيين والمتظاهرين أن هذه الدعوة جاءت لإنهاء المظاهرات ولحماية الفاسدين والمجرمين لذلك هي دعوة حق يراد منها باطل".

مفوضية حقوقوي توثق مقتل 12 متظاهرا

ومن جانبها اكدت المفوضية العراقية العليا لحقوق الانسان توثيقها مقتل 12 متظاهرا خلال 24 ساعة الماضية واشارت الى استمرار التظاهرات الحاصلة في بغداد وعدد من المحافظات داعية جميع الأطراف الى ضبط النفس والحفاظ على سلميتها .

وابدت المفوضية في بيان الاحد اطلعت على نصه "إيلاف" قلقها البالغ "للاحداث التي رافقتها والتي ادت الى سقوط شهداء ومصابين من المتظاهرين والقوات الامنية والذي يعد انتهاكا صارخا لحقوق الانسان".

سقوط صواريخ قرب السفارة الأميركية

قال مصدر امني لوكالة "فرانس برس" ان صواريخ سقطت بالقرب من السفارة الاميركية في العاصمة العراقية بغداد الاحد في أحدث هجوم لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه على منشآت اميركية في البلاد.

وسمع مراسلو "فرانس برس" دوياً من جهة الضفة الغربية لنهر دجلة، حيث توجد معظم السفارات الأجنبية. وقال مصدر أمني إن ثلاثة صواريخ كاتيوشا سقطت قرب المجمع المحصن، بينما قال آخر إن خمسة صواريخ سقطت على المنطقة. ولم ترد على الفور أنباء عن خسائر.

واوضحت انها وثقت مقتل 12متظاهر منهم 9 في محافظة بغداد و3 في محافظة ذي قار الجنوبية واصابة ٢٣٠ آخرين من المتظاهرين والقوات الامنية منهم في محافظة بغداد ١١٨ وفي محافظة ذي قار ٧٨ وفي محافظة البصرة ٣٤ بالاضافة الى حصول 89 حالة اعتقال لمتظاهرين في محافظتي بغداد والبصرة.

ودعت المفوضية الأطراف كافة الى وقف اي شكل من أشكال العنف وضبط النفس والحفاظ على سلمية التظاهرات والابتعاد عن اي تصادم يؤدي الى سقوط ضحايا والتعاون بغية حماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة وإيقاف الانتهاكات في حقوق الانسان والتي تؤدي الى تقييد حرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي.

وكانت قوات الأمن قد اقتحمت صباح امس ساحات للاعتصام في بغداد وذي قار والبصرة ومحافظات أخرى وفرقت المتظاهرين بالقوة ما أدى لاندلاع مواجهات أسفرت عن مقتل ستة متظاهرين في بغداد والناصرية لكن وصول الاف المواطنين الى ساحة التحرير وسط بغداد دعما للمحتجين قد ارغم القوات على الانسحاب وعودة المتظاهرين الى السيطرة على ساحات التظاهر.

واليوم شهدت بغداد ومحافظة ذي قار مواجهات محدودة بين القوات الامنية والمحتجين أسفرت عن اصابة العشرات منهم وخاصة في مدينة الناصرية التي اصيب فيها 73 شخصا.

ومنذ الاثنين الماضي صعد المتظاهرون من احتجاجاتهم بإغلاق العديد من الجامعات والمدارس والمؤسسات الحكومية والطرق الرئيسية في العاصمة ومدن وبلدات وسط وجنوبي البلاد.

علاوي يحذر من رئيس حكومة بتأثير خارجي

وقد حذر زعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي من ترشيح رئيس للحكومة الجديدة بقرار خارجي مشددا على ضرورة ان يكون مقبولا من الشعب العراقي.

وفي تغريدة له على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "إيلاف" فقد حذر علاوي من ان المرشح الذي يأتي بقرار أو تأثير خارجي إيراني أو غيره وبمعزل عن إرادة الشعب العراقي المنتفض سيرفض سياسياً وشعبياً قبل أن يطرح .. مؤكدا انه "سيتسبب بأزمة جديدة ويعقد المشهد أكثر".

واضاف علاوي ان "هذا الحراك الشعبي الذي يملأ أرجاء الوطن هو حراك عراقي خالص يرفض بشكل قاطع أي وصاية أو تأثير خارجي وهو ما نحرص عليه، وندعو إليه".

وتكثف القوى السياسية حاليا مفاوضاتها لاختيار رئيس حكومة جديد اشارت مصادر عراقية اليوم الى ان هناك خمسة مرشحين للمنصب يدور النقاش حول اختيار احدها من دون ذكر اسمائهم.

واليوم وجه المتظاهرون الدعوة لمليونية الجمعة المقبل تنطلق من البصرة مرورا بمحافظات الجنوب والوسط الى بغداد لدخول المنطقة الخضراء والضغط لترشيح رئيس حكومة يلبي مطالب المواطنين.

يشار الى ان مركز توثيق جرائم الحرب قد اكد اليوم انه وثق ارتفاع أعداد الضحايا بين المتظاهرين منذ تشرين الأوّل اكتوبر 2019 ولغاية الاول من كانون الثاني يناير الحالي إلى 715 قتيلاً و24.685 جريحاً اضافة الى اعتقال 20.904 متظاهرا اطلق معظمهم.