أميركا تحض أذربيجان على فتح فوري لممر حيوي بين ناغورني كاراباخ وأرمينيا

جنود آذريون عند نقطة تفتيش على ممر «لاتشين» في 27 ديسمبر 2022

واشنطن

حض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أذربيجان على فتح ممر «لاتشين» بين أرمينيا وإقليم ناغورني كاراباخ المتنازع عليه بين البلدين، قبل أن يؤدي إغلاقه إلى كارثة إنسانية في المنطقة القوقازية المضطربة.

ويوصف ممر «لاتشين» بأنه الرابط البري الوحيد بين أرمينيا وجيب ناغورني كاراباخ، الذي يقع ضمن أراضي أذربيجان، ولكن سكانه من الغالبية الأرمينية. وكثيراً ما وقعت اشتباكات بين البلدين خلال العقود الماضية، وكان أعنفها الحرب التي أدت قبل عامين إلى سقوط نحو 7 آلاف جندي وتشريد عشرات الآلاف من المدنيين في غضون أسابيع.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، إن الوزير بلينكن اتصل هاتفياً بالرئيس الأذربيجاني إلهام علييف؛ لحضه على «إعادة فتح» الممر البالغ طوله 4 أميال (نحو 6.4 كيلومتر) أمام حركة المرور التجارية «على الفور». وقال إن كبير الدبلوماسيين الأميركيين «شدد على خطر حدوث أزمة إنسانية»، بما «يقوض آفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان».

وكان بلينكن تحدث مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان وأشاد بالتزامه بالسلام. وأوضح برايس أن بلينكن عبّر عن «قلقه البالغ من تدهور الوضع الإنساني في ناغورني كاراباخ، نتيجة لإغلاق ممر (لاتشين)»، مجدداً التزام الولايات المتحدة بـ«دعم الجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم وتعزير علاقاتنا الثنائية القوية المتعددة الأوجه».

وتتعرض إدارة الرئيس جو بايدن لضغوط من بعض أعضاء الكونغرس الذين عبروا عن دعمهم للقضايا الأرمينية، مثل وصف مذبحة الأرمن في أوائل القرن العشرين في ظل الإمبراطورية العثمانية بأنها إبادة جماعية.

ووجّه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي روبرت مينينديز، رسالة إلى بلينكن أخيراً، اتهم فيها أذربيجان بعرقلة حركة 120 ألفاً من سكان ناغورني كاراباخ «واحتجازهم فعلياً كرهائن». وأضاف أن «هذا الحصار يفرض دماراً على منطقة معرضة للخطر» من خلال التسبب في نقص حاد في الغذاء والدواء.

وشارك في توقيع الرسالة رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي جاك ريد.

وفي موسكو، نقلت «رويترز» عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله للصحافيين، رداً على طلب للتعليق على تصريحات بلينكن، إن روسيا «تواصل عملاً دؤوباً وشاقاً مع كل من أرمينيا وأذربيجان»، من دون المزيد من التفاصيل.

وتؤكد أذربيجان أن المتظاهرين الغاضبين من التعدين غير القانوني في المنطقة يعطل العبور، على يد الأرمن، على حد زعمهم. لكن مينينديز ومسؤولين أميركيين وأوروبيين آخرين ونشطاء مؤيدين لأرمينيا في الولايات المتحدة يقولون إن اللوم يقع على عاتق الرئيس علييف.

وتوسطت روسيا في جزء كبير من الهدنة في أواخر عام 2020، ونشرت وحدات للحفاظ على السلام. ومع ذلك، وفقاً لمعظم الروايات، لم القوات الروسية لفتح الممر، مما أدى إلى تساؤلات حول دورها. يعتقد بعض المراقبين أن الحرب في أوكرانيا أضعفت رغبة روسيا في توفير مراقبة قوية في أذربيجان وأرمينيا.

لكن المسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا قلقون من أن أذربيجان وأرمينيا يمكن أن تنزلقا بسهولة مرة أخرى إلى الصراع المسلح، مما قد يشعل حرباً أوسع.

وكانت روسيا، تقليدياً، حليفاً لأرمينيا، في حين أن أذربيجان مدعومة من تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو). وكمزيد من التعقيد، فإن الولايات المتحدة على خلاف مع تركيا في شأن العديد من القضايا، بما في ذلك توسع الناتو والطائرات المقاتلة التي تريد أنقرة شراءها، بالإضافة إلى ذلك، أصبحت تركيا صديقة بشكل متزايد لروسيا.

والتقى بلينكن مع وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان في سبتمبر (أيلول) الماضي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.