وكالات..

تمنع اللقاحات وتهاجمها.. خرافات الحوثي تخاطر بصحة اليمنيين

"أرشيفية"

موسكو

لا تتورع مليشيات الحوثي الإرهابية في ابتزاز المنظمات الدولية حتى ولو كان على حساب حاضر اليمن ومستقبل أطفاله.

في آخر تقليعاتها لابتزاز منظمة الصحة العالمية، ذهبت مليشيات الحوثي لتنظيم ندوة متطرفة بعنوان "خطورة اللقاحات على البشرية" بحضور كبار قياداتها هاجمت خلالها بشدة اللقاحات واعتبرتها "فكرة يهودية هدفها الاستثمار والتجارة والاستهداف العدواني للشعوب".

ولاقت الحادثة جدلا واسعا في اليمن فبينما سخرت منها وسائل إعلام يمنية واتهمت مليشيات الحوثي بجر اليمن للوراء ونشر الأوبئة والأمراض، أفرد الإعلام الخاص بالمليشيات تغطية للندوة محاولاً ابتزاز المنظمات الدولية.

مؤامرة!

خرج قيادي حوثي يدعى "سليم السياني" للهجوم صراحة على منظمة الصحة العالمية وتلفيق التهم إليها بأنها تقف خلف إغراق الأسواق بـ"اللقاحات" و"حبوب الحمل"، فيما ظهر قيادي آخر يدعى "عبدالعزيز الديلمي"، يزعم أن "اللقاحات شماعة ليس لها أساس علمي".

القيادات الحوثية زعمت أن "أعلام الهدى ومنهم زعيم المليشيات الإرهابية هم المخرج الوحيد للناس للتحصن من الأمراض وزيادة المناعة"، فيما اعتبرت اللقاحات "مؤامرة عالمية" تستهدف البشرية.

وليس هذا فحسب، فوزير الصحة بحكومة الانقلاب غير المعترف بها المدعو طه المتوكل، ذهب هو الثالث لاعتبار أن "اللقاح ليس إلزامياً بالمطلق" مدللاً على عودة تفشي شلل الأطفال الذي وصفه بأنه "عمل عدائي".

يأتي ذلك في وقت تبتز مليشيات الحوثي على وسائل إعلامها منظمة الصحة العالمية وتضغط عليها من أجل الحصول على محاليل خاصة بمرضى الفشل الكلوي في وقت تواصل منع اللقاحات الخاصة بشلل الأطفال وفيروس كورونا.

وتسبب منع مليشيات الحوثي للقاحات في عودة تفشي شلل الأطفال للمرة الأولى منذ سنوات في معقلها الأم صعدة وعديد المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيات، حيث أقر الحوثيون أواخر العام الماضي بتسجيل 4.5 مليون حالة إصابة بعدد من الأوبئة الخطيرة التي عاودت الانتشار.

تصرفات طائشة

واعتبرت الحكومة اليمنية منع وهجوم مليشيات الحوثي على اللقاحات أنها "تصرفات طائشة تغامر بمستقبل أطفال اليمن"، ونددت بشدة برعاية مليشيات الحوثي لندوة ضد اللقاحات.

وقالت وزارة الصحة في الحكومة اليمنية في بيان إن "رعاية مليشيات الحوثي مثل هذه الخرافات هو مغامرة بمستقبل أطفال اليمن في مناطق سيطرة المليشيات وترك مصيرهم تحت رحمة خرافات المشعوذين والدجالين المدعين للطب في الوقت الذي أجمع العالم كله على الطب المبني على الأدلة العلمية".

وأكد البيان أن "واجب وزارة الصحة هو نشر الرسالة الإعلامية الصحية السليمة وإيصال المعلومة الدقيقة وأن العمل الوقائي المانع لظهور الأمراض والأوبئة واهمها اللقاحات هو أفضل وسيلة لمواجهة الأمراض".

وكشف البيان أنه "بفضل اللقاحات تم القضاء على كثير من الأمراض مثل الجدري وأُعلِن اليمن خال من شلل الأطفال عام 2009 حتى عاد عام 2019 في محافظة صعدة نتيجة لسلوك المليشيات المانع والمهمش للقاحات".

وبحسب الصحة اليمنية فإنها تلقت رسالة مشتركة من ممثل منظمة الصحة العالمية والقائم بأعمال ممثل منظمة الطفولة العالمية (يونيسيف) في اليمن في شهر سبتمبر/أيلول 2020، عبرتا فيها عن مخاوفهما من نتائج الاستمرار بعدم السماح بتنظيم حملات التحصين التكميلية ضد شلل الأطفال واهتمامهما جراء انخفاض نسب التحصين الروتيني ضد شلل الأطفال وغيره من الأوبئة الفتاكة في بعض مناطق البلاد وخاصة تلك الخاضعة للانقلابيين.

جاء ذلك عقب ظهور عدد من حالات الإصابة بشلل الأطفال بين الأطفال في محافظتي صعدة وحجة، ما دفع وزارة الصحة المعترف بها بطرح ذلك بمختلف المحافل الإقليمية والعربية والدولية للمطالبة باتخاذ خطوات جادة في سبيل الضغط على المليشيات الانقلابية لتلافي الوضع قبل حلول الخطر الذي يتهدد ملايين الأطفال في اليمن والدول الشقيقة ودول الإقليم، وفقا للبيان.

وجدد البيان استنكار وزارة الصحة للسلوك الصادم المنافي للعقل والعلم والمنطق، مؤكدا أن هذا الترويج للأفكار الظلامية التي لا يقيم اعتباراً لسلامة اليمنيين وحياة ومستقبل أطفالهم، كارثة يجب أن يتصدى لها الجميع.

كما دعت إلى "تعرية ما يقوم به سدنة الجهل والخرافة، لاسيما مع عودة الأمراض والأوبئة التي كانت قد انتهت وهي اليوم تعود بعدما وفر لها الظلاميون بيئة خصبة لتعود للفتك بصحة الإنسان اليمني، ومنها مرض شلل الأطفال".

وطالب البيان، المجتمع الإقليمي والدولي التحرك من أجل منع هذه الثقافة السلبية والمناقضة للعلم والصحة والحقيقة على حد سواء، وإدانة ما يحدث، والقيام بواجبها عبر خطوات تضمن عدم انتشار هذه السلوك الكارثي.