ترجمات..

صفقة الحوثي والقاعدة تكشف المستور.. إرهاب بالوكالة

"أرشيفية"

الرياض

في وقت تزايدت أعمال التفجيرات الإرهابية للقاعدة جنوب اليمن، أطلقت مليشيات الحوثي عددا من قيادات التنظيم المتشدد في مسعى لإحياء طموحاته وتدعيم صفوفه البشرية.

وللمرة الأولى، اعترفت مليشيات الحوثي بإطلاق سراح عنصرين إرهابيين من التنظيم المتطرف ضمن عملية تبادل أسرى جرت في الـ24 من فبراير/شباط الجاري بين القاعدة والانقلابيين وذلك في محافظة البيضاء (قلب اليمن).

وحملت الصفقة المعلنة دلالات واسعة، إذ عدها مسؤولون يمنيون مرحلة جديدة تكشف العلاقة الخفية بين تنظيم القاعدة والحوثيين والتي تعود إلى الثمانينات لكنها توجت خلال سنوات حرب الانقلاب خصوصا بعد عام 2015.

وجاء اعتراف مليشيات الحوثي على لسان رئيس لجنة الأسرى التابع للمليشيات المدعو عبدالقادر المرتضى وذلك بعد يوم واحد على اعتراف تنظيم القاعدة بإتمام ذات الصفقة التي شملت 2 من القاعدة و3 من الحوثيين.

أكاذيب الحوثي؟ 
وزعمت مليشيات الحوثي خلال اعترافها الأول، أنها أجرت عملية التبادل مع القاعدة في "جبهة شبوة" وادعت أن التنظيم جزء من الشرعية وهو ذات النهج الذي تتبعه خلال مخاطبتها وتحركاتها في الأروقة الدولية.

غير أن مصدراً أمنياً يمنياً في شبوة نفى لـ"العين الإخبارية"، أكاذيب الحوثي وأكد أن الصفقة أبرمتها المليشيات مع تنظيم القاعدة في مناطق البيضاء غير المحررة في بلدات نائية تعد ملاذاً لتنظيم القاعدة بتاريخ 24 فبراير/شباط الجاري.

وأوضح أن مليشيات الحوثي تطلق على مسرح عملياتها في البيضاء ومأرب المحاذية لشبوة بـ"جبهة شبوة"، مشيرا إلى أنها ترفض الاقتراب من معقل تنظيم القاعدة الإرهابي في السلاسل الجبلية على الحدود مع المناطق المحررة خصوصا محافظتي شبوة وأبين.

وبشأن "أنصار الشريعة"، فنبه إلى أنه أحد أجنحة تنظيم القاعدة التي فرخها وكان يتخذ من مديرية "الحازمية" معقلاً له لكن عقب سيطرة الحوثيين على المديرية انضوى هذا الجناح المتشدد تحت كنف المليشيات التي أصبحت ترعاه وتستخدمه في شن هجمات إرهابية في المناطق المحررة.

وكشف المصدر عن إحدى بؤر تنظيم القاعدة وتتمثل بالسلاسل الجبلية المتاخمة والمتداخلة في مديرية "الصومعة" التابعة للبيضاء ومديرية مرخة العليا التابعة لمحافظة شبوة، لافتا إلى أن "الصومعة" تعد أحد أهم ملاذات القاعدة الآمنة وذلك تحت أنظار وبدعم كبير من مليشيات الحوثي.

بداية العلاقة؟ 
تعود أول صفقة مباشرة بين فرع القاعدة في اليمن المعروف بـ"التنظيم الأم في جزيرة العرب" ومليشيات الحوثي إلى عام 2015، عقب العمل كأدوات لتنفيذ صفقة تبادل بين نظام طهران والتنظيم الإرهابي العالمي للإفراج عن دبلوماسي إيراني كان مختطفا مع قاعدة اليمن مقابل إطلاق إيران 5 من كبار قادة القاعدة من السجون الإيرانية.

وتمت الصفقة حينها من خلال تمثيل مليشيات الحوثي لطهران والقاعدة في اليمن كممثل للتنظيم العالمي لتعقب ذلك محطات كثيرة من التعاون محليا بين المتمردين الإرهابيين والتنظيم الجهادي في جزيرة العرب

فبين 2016 و2022 أبرم القاعدة والحوثيون سلسلة من صفقات تبادل الأسرى حرر فيها التنظيم المتطرف أكثر من 400 قيادي من بينهم متهمون بتفجير البارجة الأمريكية كول والذي كان غالبيتهم في سجون المخابرات بصنعاء.

الحوثي يبتز المجتمع الدولي 
تأتي الصفقات الحوثية مع أخطر فروع تنظيم القاعدة عالميا في ضوء واقع صعب يعيشه التنظيم الإرهابي إثر ضربات أمريكية بدون طيار كان آخرها في 30 يناير/ كانون الأول الماضي وحرب التحالف العربي القاصمة لطرده من جنوب اليمن أبرزها عملية سهام الشرق التي تنفذها القوات الجنوبية منذ أغسطس/ أيار الماضي.

ووفقا لوكيل وزارة الإدارة المحلية اليمنية عبداللطيف الفجير أن مليشيات الحوثي منذ أن سيطرت على مؤسسات الدولة وانقلبت على الشرعية وهي تتعاون وتتخادم وتنسق مع تنظيم القاعدة عملياتها في أكثر من موقف وأكثر من مجال.

وبحسب المسؤول اليمني في تصريح لـ"العين الإخبارية"، فإن أكبر دليل على علاقة القاعدة والحوثيين هي ما قامت به المليشيات الانقلابية من إطلاق عناصر لتنظيم القاعدة بالسجن المركزي بصنعاء وعددهم بالمئات.

وأشار إلى أن مليشيات الحوثي تعمل أما على السماح بفرار العناصر الإرهابية أو إطلاق سراحها في صفقات تبادل أو أنها ترسلهم إلى جهات القتال وتفرج عنهم مقابل شرط نشرهم في مناطق سيطرة الشرعية من أجل إقلاق السكينة العامة.

وقال إن "مليشيات الحوثي تحاول أن توصل رسالة للمجتمع الدولي بأن معظم المناطق التي تسيطر عليها الشرعية يوجد بها عناصر لتنظيم القاعدة وأنها هي من تتولى مكافحة الإرهاب وهي رسالة ابتزاز صريحة للمجتمع الدولي في مرحلة من مراحل السعي لإيجاد تفاوض أو مباحثات للسلام".

وبشأن التقاط المجتمع الدولي لهذه الرسائل أوضح الفجير أن المجتمع الدولي والعالم كله اليوم أصبح غير الأمس وهو يدرك ويفهم خفايا كل ما تقوم به هذه المليشيات الإجرامية من أعمال إرهابية ولم يعد خافيا على أحد لكن ما ينقص المجتمع الدولي هو الإرادة في دعم الحكومة اليمنية لمواجهة المليشيات ووأدها عسكريا وأمنيا وعلى كافة المستويات.

من جهته، قال رئيس المركز الإعلامي لألوية العمالقة الجنوبية أصيل السقلدي إن "مليشيات الحوثي أطلقت الإرهابيين بعد أن أخذتهم من سجون الدولة بعد سيطرتها على صنعاء وجندهم في صفوفها".

وأشار إلى أن المليشيات" أبرمت اتفاقاً مع تنظيم القاعدة لتنفيذ عمليات مشتركة وبعد انكشاف الصفقات السابقة بين الجماعتين أعلنوا هذه المرة عن صفقة تبادل أسرى فكيف يكون أسرى بين جماعتين تحارب للهدف نفسه"، مؤكدا أن إيران ومليشيات الحوثي إرهاب عالمي‬⁩.

وكان تقرير للجنة المعنية بـ"داعش والقاعدة"، في مجلس الأمن قال منتصف العام الماضي أن "التنظيم يتعاون مع مليشيات الحوثي، إذ تؤوي هذه المليشيات بعض أفراده وتفرج عن سجناء مقابل قيامه بعمليات إرهابية بالوكالة، وتوفير التدريب العملياتي لبعض المقاتلين الحوثيين".