"الشقب"..

قرية يمنية حولها الحوثيون إلى أطلال

"أرشيفية"

أبوظبي

تحولت قرية يمنية في سفح جبل صبر، أحد أعلى جبال البلاد، لأطلال مهجورة بعد تعرضها لقصف حوثي متواصل بجانب تفجير المنازل لإرهاب المناهضين.

وقرية الشقب الواقعة في الجهة الجنوبية الشرقية من محافظة تعز (جنوب) أحد أوجه حصار مليشيات الحوثي على هذه المحافظة الاستراتيجية، فالبلدة الريفية المتناثر منازلها بين المدرجات الزراعية تحولت إلى ركام.

وتعود قصة الشقب إلى مارس/آذار 2015، عندما حاولت مليشيات الحوثي اجتياح مدينة تعز من بوابتها الجنوبية عبر البلدة التي تضم أكثر من 11 ألف نسمة قبل أن يصطدم الانقلابيون بصمود أهلها وقتالهم الشرس.

وتحولت البلدة إلى ساحة لمعارك الكر والفر قبل أن تتراجع المليشيات لتفرض عليها حصار مطبق وتعمد إلى ارتكاب جرائم انتقامية تنوعت بين تهجير السكان وتفجير المنازل وقنص المدنيين واختطافهم وتعذيبهم حتى الموت.

هجمات وتفجير
وتعرضت القرية المؤلفة من 32 حارة وتستوطنها أكثر من 1560 أسرة إلى قرابة 5 آلاف هجوم مدفعي وصاروخي كان أشدها القصف بقذائف الهاون المحظور استخدامها في المناطق الحضرية والتي خلفت عشرات الضحايا.

وقال سكان محليون في الشقب لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي عمدت لتفجير وقصف وتدمير أكثر من 660 منزلا في بلدة الشقب، ما حول القرية الهادئة إلى أطلال وخراب فضلا عن تحويل منازل أخرى لثكنات عسكرية.

وبحسب المواطن محمد مهيوب الذي فجر الحوثيون منزله فإن البلدة "تشهد كارثة إنسانية ومأساة معيشية تفوق الخيال وعزلا عن الحياة الآمنة بفعل الحصار المطبق من الجهة الشرقية لمنطقة الشقب من قبل مليشيات الحوثي".

وقال في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي لم تكتفِ بإغلاق الخط الوحيد والرئيسي الواصل إلى دمنة خدير وإنما عمدت للتمركز في منازل وأودية وجبال و5 حارات شرق الشقب وتهجير قسري لسكان.

كما حولت التلال الجبلية الشرقية الحاكمة إلى ثكنات محصنة للقناصة والمدافع الرشاشة والمدفعية الثقيلة والصاروخية والتي تواصل قصف الأحياء والسكان وممتلكاتهم متسببة في قتل وإصابة العشرات.

جرائم بالجملة
ما قاله السكان أكده تقرير حقوقي صادر عن لجنة محلية، وثق 10 آلاف و123 انتهاكا ارتكبتها مليشيات الحوثي في بلدة "الشقب" التابعة لمديرية صبر الموادم جنوبي شرقي تعز، وذلك خلال الفترة من سبتمبر/أيلول 2015 وحتى آخر 2022.

وسجلت "لجنة الحقوق الإنسانية والتنموية والرصد"، وهي لجنة محلية غير حكومية مقتل 63 مدنيا خارج القانون من قبل مليشيات الحوثي وإصابة 445 منها 184 قنصا مباشرا.

وذكر التقرير الذي تلقته "العين الإخبارية"، أن زراعة الألغام لمليشيات الحوثي تسببت بمقتل وإصابة 23 مدنيا بينهم 8 نساء بترت أرجلهن، كما مارس الانقلابيون أعمال الخطف؛ حيث اختطفوا 32 مدنيا على خلفية انتمائهم السياسي.

وقامت مليشيات الحوثي بتعذيب عدد من المدنيين الذين تم خطفهم من مزارعهم والطريق العام ومحلاتهم؛ إذ بلغ عدد حالات التعذيب الجسدي (6) رجال بينهم مدرسان فقدوا عقولهم نتيجة التعذيب وكذلك تعذيب سائق فقد الكلام وشلل توفى بعد ذلك.

ووفقا للتقرير فقد هجرت مليشيات الحوثي 700 أسرة من قرى "شهر" و"نجد المرقب" و"الاوعيدان" و"ذراع الغبار" و"المشهوث"، مشيرا إلى أن 987 بحاجة ماسة للغذاء والحاجات الضرورية والصحية وغيرها بصوره عاجلة.

التقرير أشار إلى أن الأضرار والخسائر المادية بلغت أكثر من 3478، وشملت نهب وتمركز مليشيات الحوثي 86 منزلا وتدمير 67 منزلا كليا وتفجير 27 منزلا بالكامل بواسطة العبوات الناسفة فيما تضرر أكثر من 567 منزلا جزئيا.

كما تضرر 34 خزان مياه، وأكثر من 917 مزرعة تعرضت للإتلاف والتمركز في 5 أحياء سكنية شرقا وتحويل أكثر من 600 مزرعة إلى ثكنات عسكرية وحصار 9 أودية فيها أكثر من 800 مزرعة ومناطق للرعي ومنعم الأهالي من التنقل، وفقا للتقرير.