ترجمات..

هل يلهم 40 مصريا واجهوا رمسيس الثالث الألمان؟.. الإجابة بعد يومين

"أرشيفية"

القاهرة

في أوقات الأحداث الكبرى أو قل الأزمات الكبرى يروق للبعض النبش في التاريخ بحثا عن إشارة أو نصيحة أو قراءة تفتح أبواب توقع المستقبل.

ألمانيا التي تترقب شللا كاملا يوم الإثنين المقبل، إثر إضراب كامل منتظر لقطاع النقل العام، ليست استثناء؛ فالجميع يترقب ويقلق من يوم الإضراب وصعوبة التنقل ومدى تأثير ذلك على الأعمال والجامعات وحرية التنقل. 

وفي مثل هذه الأجواء، يلجأ البعض إلى التاريخ، وهذا ما فعلته صحيفة بيلد؛ الأوسع انتشارا في ألمانيا، لشرح تاريخ الإضرابات وماذا يمكن أن يحدث فيها. 

فشعار "تقف جميع العجلات عندما يريد ذراعك القوي ذلك" يردده العمال في الإضرابات المختلفة منذ 1863، لكن هذا الفعل الاحتجاجي يملك تاريخا أقدم بكثير، ويضرب بجذوره بقوة في عمق التاريخ البشري. 

وأول إضراب في التاريخ يعود إلى عام 1159 قبل الميلاد؛ وبالتحديد عندما توقف عمال مصريون عن العمل فوق قبر الفرعون رمسيس الثالث في البر الغربي بمدينة الأقصر جنوبي مصر.

هذا الإضراب، كان دافعه الأجور المتدنية، إذ اشتكى الحرفيون (الذين كان يتقاضون رواتب عينية) من عدم الحصول على حصص الغذاء الخاصة بهم.

وفي ذلك الوقت، وفق صحيفة بيلد، احتل 40 عاملاً موقع بناء المقبرة، ثم ساروا عبر المدينة يصرخون: "نحن جوعى"، وكان هذا أول توقف موثق عن العمل في التاريخ. 

وبعد تحول الإضراب إلى اعتصام مفتوح استمر عدة أيام وانضم إليه النحاتون وأهالي العمال، وصل الأمر إلى رمسيس الثالث الذي أمر بتحقيق مطالب العمال كاملة ورفع الأجور؛ أي رفع الحصص الغذائية. 

 وفي عالم اليوم، دعا موظفو قطاع النقل في ألمانيا إلى إضراب الإثنين المقبل، للضغط على المفاوضات الجارية حول زيادة الأجور في إطار من التضخم القوي، كما أعلنت النقابات الخميس الماضي.

وقالت نقابتا (فيردي، وآي في جي) في مؤتمر صحفي في برلين إن موظفي المطارات والسكك الحديدية والنقل البحري وشركات الطرق السريعة والنقل المحلي مدعوون إلى "يوم توقف كامل عن العمل".

هذه الحركة الموحدة بين النقابتين نادرة جدا في أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، حيث تجري المفاوضات حول الأجور فرعا تلو الآخر.

هذه الدعوة تدل على المناخ الاجتماعي الذي يزداد توترا في البلاد التي تشهد تضخما قويا بلغ 8,7% في فبراير/شباط. ونفذت إضرابات عديدة منذ عدة أشهر طالت قطاعات مهنية مختلفة ومدارس ومستشفيات.

تطالب النقابتان بزيادات كبيرة في الأجور، على التوالي، 10,5% لنقابة "فيردي"، و12% لـ"آي في جي" للتعويض عن آثار التضخم، لكن عروض الشركات المختلفة لا تزال أقل من هذه الطلبات بكثير، ما يعرض البلاد لحالة شلل مستمر حال استمرار الإضراب أكثر من يوم الإثنين.