صحف..

"رونيرغود" والحرب ضد "الشباب" الصومالية.. نقطة الانطلاق والانتقام

"أرشيفية"

فرنسا

مديرية "رونيرغود" لا يٌنظر إليها كمكان عادي في أرض الصومال، إذ قدرت الحرب ضد الإرهاب أن تكون محورا رئيسيا في المعارك والمواجهات.

واليوم الجمعة، شنت حركة "الشباب" هجوما على قاعدة عسكرية في مديرية رونيرغود بمحافظة شبيلى الوسطى (جنوب)، يضاف إلى سلسلة من الهجمات الإرهابية في 2023 بعموم الصومال.

فحركة الشباب استهدفت، الجمعة، القاعدة التي تضم قوات من الجيش الوطني وقوات محلية تقاتل حركة "الشباب"، بسيارات مفخخة أعقب انفجارها اشتباكات عنيفة بين الطرفين. 

وأسفر هذا الهحوم المركب عن مقتل 10 إرهابيين وإصابة عدد آخر وإحباط محاولة استهداف القاعدة، وفق إعلام رسمي..

في المقابل، زعمت حركة "الشباب" مقتل 51 جنديا صوماليا وإحراق 8 مركبات عسكرية والاستيلاء على سيارة حربية من القاعدة العسكرية، في أثناء الهجوم الذي وصفته بـ"الكاسح". 

ورونيرغود تبعد 240 كم شمال مقديشو، وهي من المناطق الاستراتيجية التي تم تحريرها من حركة "الشباب" المرتبطة بتنظيم القاعدة، خلال العملية العسكرية الشاملة بالبلاد، مطلع العام الجاري. 

سقوط 3 آلاف إرهابي
ووفق بيان لوزارة الإعلام الصومالية، الجمعة، فإن المرحلة الأولى من العملية العسكرية أسفرت عن مقتل 3 آلاف إرهابي وإصابة 3 آلاف و700 عنصر، وتحرير 70 منطقة من قبضة حركة "الشباب".

وذكر البيان أن المرحلة الثانية من العملية العسكرية ستطلق قريبا بعد أن يتم استكمال كافة الاستعدادات الضامنة لنجاح العملية.

لكن البيان قال بوضوح إن قوات الأمن كثفت عملياتها الاستباقية لإحباط هجمات مسلحي حركة الشباب خلال الفترة المقبلة. 

وفي إطار العمليات العسكرية ضد الإرهاب، تعتبر رونيرغود منطقة استراتيجية بالنسبة لسير العمليات، حيث تربط بين ولايتي غلمدغ وهرشبيلى.

كما تشكل المنطقة نواة المناطق التي يقطنها مسلحو العشائر الذين يشاركون في العمليات العسكرية إلى جانب قوات الجيش الصومالي، لذلك تعد المنطقة هدفا للهجمات الانتقامية من حركة "الشباب".

ووفق مراقبين، فإن بقاء رونيرغود تحت سيطرة القوات الحكومية يعطي الأخيرة تفوقا نوعيا في إدارة قواعد الاشتباك، كما يسرع تحرير المناطق المتبقية من قبضة التنظيم الإرهابي في ولايتي غلمدغ وهرشبيلى.

هجمات 2023
وبالإضافة لهجوم رونيرغود، شنت حركة "الشباب" سلسلة هجمات خلال العام الجاري استهدفت قواعد للجيش ومقار حكومية أبرزها الهجوم على قاعدة حوادلي بمحافظة شبيلى الوسطى في 17 يناير/كانون الثاني، والذي أسفر عن مقتل خمسة عسكريين.

كما هاجمت حركة الشباب مقار حكومية في مدينة محاس في 4 يناير/كانون الثاني الماضي، ما أسفر عن سقوط أكثر من 70 قتيلا وجريحا. 

وفي 20 يناير/كانون الثاني، هاجم مسلحو الشباب قاعدة للجيش في مديرية جلعد الصومالية، ما أدى إلى مقتل عشرات الجنود الصوماليين.

وفي الشهر الجاري، شنت حركة الشباب الإرهابية هجوما على قاعدة جناي عبدالله في محافظة جوبا السفلى في 7 مارس/آذار، ما أدى إلى مقتل جنود حكوميين. 

تبع ذلك هجوم آخر في قرية دار النعيم في محافظة شبيلى الوسطى في 21 من الشهر الجاري، أسفر عن سقوط 10 مقاتلين من القوات المحلية. 

أبرز مواقع القتال
ومنذ انطلاق العمليات العسكرية الحكومية في أغسطس/آب الماضي، تنوعت مواقع القتال والمواجهات المباشرة بين الجيش وحركة الشباب، وتمكن الأول من تحرير 70 منطقة من قبضة الثانية. 

وأبرز المواجهات بين الطرفين وقعت في محافظة هيران بشكل عام، خاصة في جبهات ياسومن وعيل قوحلى، ومناطق أخرى. كما شكلت مديرية غلعد في محافظة جلجدود نقطة صراع شديدة السخونة خلال ذروة المعارك.