تلويح إيراني - أميركي بتصعيد المواجهة بعد ضربات سوريا

واشنطن تحمي وجودها في سوريا

وكالات

 لوحت إيران والولايات المتحدة، كل من جانبه، بالاستعداد للتصعيد فيما لو بادر الطرف الآخر بهجمات جديدة، في رسالة واضحة على العودة إلى التهدئة خاصة من جانب إيران وأذرعها في سوريا، الذين يتخوفون من أن يقود التصعيد إلى خسارة مواقعهم الحالية.

وقال متحدث أمني إيراني السبت إن الضربات التي استهدفت قواعد مرتبطة ببلاده في سوريا ستلقى ردا حاسما.

ونقلت وكالة نورنيوز شبه الرسمية للأنباء عن كيوان خسروي المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قوله إن “أي مُسوغ لاستهداف القواعد التي تم إنشاؤها بناء على طلب من الحكومة السورية للتصدي للإرهاب وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في هذا البلد سيقابل برد مضاد وحاسم”.

وسبق أن لوحت إيران وأذرعها بالرد على الهجمات الأميركية سواء في سوريا أو العراق، لكن تهديداتها تختفي مع مرور الوقت، ما يظهر وجود قرار إستراتيجي إيراني بعدم الصدام مع الأميركيين.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن “كما أوضح الرئيس جو بايدن، سنتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبنا وسنرد دائمًا في الوقت والمكان اللذين نختارهما”.

وتتعرّض قواعد للتحالف والقوات الأميركية بين الحين والآخر لاستهداف بطائرات مسيّرة وصواريخ، تقف خلفها مجموعات موالية لطهران حينا وخلايا تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية حينا آخر.

وسبق للولايات المتحدة أن استهدفت مواقع تابعة لمجموعات موالية لطهران. ففي أغسطس الماضي أمر بايدن بشن ضربات انتقامية مماثلة في محافظة دير الزور بعدما استهدفت طائرات مسيّرة عدة موقعًا لقوات التحالف من دون أن تتسبب في أي إصابات.

وجاء الهجوم في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه وسائل إعلام رسمية إيرانية عن مقتل جنرال في الحرس الثوري قبل أيام “خلال مهمة في سوريا بوصفه مستشاراً عسكرياً”.

وأكد المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر “نعلم أن هذه الجماعات ترعاها إيران”.

وأضاف “لذلك من المؤكد أن لإيران دورا لضمان عدم تكرار حوادث من هذا النوع”.

وقتل 19 مقاتلاً، غالبيتهم من المجموعات الموالية لإيران، جراء ضربات جوية أميركية في شرق سوريا ليل الخميس الجمعة ردّاً على ضربة بطائرة مسيّرة قتلت متعاقداً أميركياً، فيما أكدت واشنطن أنها لا تسعى للتصعيد مع طهران.

وليل الجمعة، عاد مقاتلون موالون لإيران واستهدفوا قواعد تتواجد فيها قوات أميركية، فيما ردت الأخيرة بتنفيذ ضربات جوية جديدة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى وقوع أضرار مادية فقط.

ويطغى هدوء حذر على المنطقة منذ ذلك الحين.

والخميس استهدف هجوم بطائرة مسيّرة، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “منشأة صيانة في قاعدة لقوات التحالف قرب الحسكة في شمال شرق سوريا”، ما أدّى إلى مقتل “متعاقد أميركي، وإصابة خمسة عسكريين أميركيين ومقاول أميركي آخَر”.

وأعلن البنتاغون أنّ أجهزة الاستخبارات الأميركية تعتبر الطائرة بدون طيار “إيرانية المنشأ”.

وطالت الضربات الأميركية، وفق ما ذكر المرصد السوري، مواقع عدّة في شرق سوريا، أبرزها مستودع أسلحة لمجموعات موالية لإيران داخل مدينة دير الزور، ما أدّى إلى تدميره بالكامل. كذلك استهدف القصف مواقع في بادية مدينة الميادين وريف البوكمال.

وأعلن الرئيس الأميركي الجمعة خلال زيارة له إلى أوتاوا أنّ “الولايات المتحدة لا تسعى للصراع مع إيران، لكنّها مستعدّة للعمل بقوة لحماية شعبها”.

وميدانياً، أعلن البنتاغون أن طائرتين إف – 15 شنتا الضربات رداً على الطائرة المسيرة. وأكد المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر “أردنا أن نوجه رسالة واضحة (…) بأننا سنرد بسرعة وفعالية” في حال تهديد قواتنا.

وأشار إلى أن قواته اتخذت إجراءات “متكافئة ومتعمدة تحد من مخاطر تصعيد وتقلل الخسائر”.

وبعد ساعات قليلة من الضربات الأميركية، أطلقت عشر قذائف صاروخية باتجاه المنطقة الخضراء، التسمية التي تطلقها القوات الأميركية على قاعدتها في حقل العمر النفطي في شرق سوريا، وفق ما قالت القيادة الوسطى للجيش الأميركي “سنتكوم”.

ولم تسفر القذائف الصاروخية عن سقوط قتلى كما لم توقع أي أضرار في المنشأة، لكن إحداها طالت منزلاً على بعد خمس كيلومترات من القاعدة وأسفرت عن إصابة امرأتين وطفل بجروح خفيفة.

وأفاد المرصد عن استهداف المقاتلين الموالين لإيران بقذائف صاروخية قاعدة أميركية في حقل كونيكو للغاز. وردت طائرات التحالف الدولي بقصف مواقع لهؤلاء المقاتلين في مدينة دير الزور.

ووثق المرصد إثر ذلك استهداف المقاتلين الموالين لإيران لحقل العمر وقواعد أخرى مجاورة.

وتسيطر قوات النظام السوري على الضفة الغربية لنهر الفرات في دير الزور، وينتشر فيها الآلاف من المقاتلين من مجموعات موالية لإيران، وتحديداً المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال الحدودية مع العراق ودير الزور مروراً بالميادين. ويقدّر المرصد وجود نحو 15 ألف مقاتل من المجموعات العراقية والأفغانية والباكستانية الموالية لإيران.

وتعدّ المنطقة الحدودية طريقاً مهماً للكتائب العراقية ولحزب الله اللبناني كما المجموعات الأخرى الموالية لإيران، لنقل الأسلحة والمقاتلين. وتستخدم أيضاً لنقل البضائع على أنواعها بين العراق وسوريا. وغالباً ما يتم استهدافها بغارات تتبنى القوات الأميركية عدداً منها ويُنسب بعضها إلى إسرائيل.

وينتشر 900 جندي أميركي ضمن قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، وضمنها الضفة الشرقية لنهر الفرات في دير الزور، كما يتواجدون في قواعد عدة في محافظة الحسكة (شمال شرق) والرقة (شمال).