ترجمات..

"الصاروخ الوحشي" يصب مزيدا من الزيت على نار الكوريتين

"أرشيفية"

واشنطن

صاروخ باليستي جديد أطلقته كوريا الشمالية يصب مزيدا من الزيت فوق نار التوترات التي تسود العلاقات مع جارتها الجنوبية.

وبحسب وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية فإن بيونغ يانغ اختبرت صاروخا باليستيا جديدا عابرا للقارات يعمل بالوقود الصلب، الخميس.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية "أثبت الاختبار.. الكفاءة العسكرية للصاروخ الباليستي الجديد العابر للقارات باعتباره قدرة هجومية استراتيجية"، مضيفة أنه سيحسن بدرجة كبيرة الردع الاستراتيجي للبلاد والاستعداد لهجوم نووي مضاد، مشيرة إلى أن "الزعيم كيم جونغ أون قاد الاختبار".

وكانت كوريا الجنوبية قد قالت إن كوريا الشمالية أطلقت ما بدا أنه صاروخ باليستي جديد يوم الخميس، مما أثار حالة من الذعر في شمال اليابان، حيث طُلب من السكان الاحتماء، غير أنه اتضح عدم وجود خطر.

إطلاق الصاروخ الجديد جاء قبل يومين من الذكرى الـ111 لميلاد الراحل "كيم إيل-سونغ"، المؤسس الوطني لكوريا الشمالية جد الزعيم الحالي، ويطلق عليه "يوم الشمس"، كما تزامن مع الذكرى الحادية عشرة لتولي "كيم جونغ-أون" منصب الرئيس الأول للجنة الدفاع الوطني.

تجربة صاروخية سابقة لكوريا الشمالية

وأعلنت بيونغ يانغ أن الصاروخ الذي أطلقته هو من طراز "هواسونغ 18" أحدث طراز في سلسلة صواريخ "هواسونغ" التي تنتجها، والتي يطلق عليها "الصواريخ الوحشية".

ما هو الصاروخ "هواسونغ 18"؟
يعد هو النسخة الأحدث من سلسلة "هواسونغ" وهو صاروخ باليستي عابر للقارات من إنتاج كوريا الشمالية. وتم الكشف عن النسخة 17 منه لأول مرة في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2020 بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس حزب العمال الكوري.

و"الصاروخ الوحشي" الجديد قادر على حمل عدة رؤوس حربية ونووية، وما زال مداه غير معروف وإن كان مدى "هواسونغ 17" يصل إلى 13 ألف كيلومتر.

وكان آخر صاروخ باليستي عابر للقارات من سلسلة "هواسونغ" أطلقته كوريا الشمالية في فبراير/شباط الماضي، وكان من طراز "هواسونغ 15".

كوريا الجنوبية تعلق
وقال جيش كوريا الجنوبية إن الصاروخ حلّق مسافة ألف كيلومتر تقريبا، واصفا إطلاقه بأنه "استفزاز خطير"، ولم يتم الكشف عن أقصى ارتفاع للصاروخ.

وبحسب مسؤول عسكري كوري جنوبي فإن أقصى ارتفاع للصاروخ كان أقل من ستة آلاف كيلومتر، وهو أعلى ارتفاع في بعض الاختبارات التي حطمت الرقم القياسي العام الماضي.

وقال "حتى الآن نعتقد أنهم أطلقوا نوعا جديدا من الصواريخ الباليستية بمدى متوسط أو عابر للقارات.. ما زلنا نحلل تفاصيل مثل المسار والارتفاع والمدى مع احتمال أنه كان به محرك يعمل بوقود صلب".

جاء إطلاق الصاروخ الجديد بعد أيام من دعوة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلى تعزيز قدرة الردع العسكري لبلاده بطريقة "عملية وهجومية بدرجة أكبر"، لمواجهة ما يصفه بـ"تحركات الولايات المتحدة العدوانية".

مخاوف في اليابان
وكانت السلطات اليابانية قد أطلقت إنذارا لجزيرة هوكايدو في شمال البلاد، خشية أن يسقط الصاروخ بها، إلا أن تراجعت عنه، مؤكدة أن الصاروخ لن يسقط في مكان قريب.

وأجلت مدارس في هوكايدو فتح أبوابها وتم تعليق بعض خدمات القطارات.

تهديد كوريا الشمالية لأمريكا حقيقة أم مبالغة ؟.. وثائق البنتاغون تجيب
وتمر العلاقات بين الكوريتين بفترة توتر صعبة، بسبب التجارب الصاروخية التي تجريها بيونغ يانغ، والتي تقول إنها ترد بها على سلسلة من التدريبات العسكرية المشتركة في الآونة الأخيرة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

وتعمل كوريا الشمالية على صنع المزيد من الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب، والتي يسهل تخزينها ونقلها ويمكن إطلاقها دون أي تحذير أو وقت للتجهيز تقريبا.

ومنذ نحو 8 أيام، لا ترد كوريا الشمالية على اتصالات جارتها الجنوبية عبر الخط العسكري الساخن، وهي اتصالات روتينية تجرى مرتين يوميا.

ما هو الخط العسكري الساخن؟
وعلى الرغم من أن العلاقات بين سول وبيونغ يانغ يخيم عليها التوتر بشكل دائم، بسبب التجارب النووية لكوريا الشمالية، فإن الجانبين يجمعها خط عسكري ساخن.

ويعد الخط الساخن وسيلة نادرة للتواصل بين الجارتين اللدودتين.

ويستخدم هذا الخط لتوفير ممر آمن لرجال الأعمال وسفر العمال من كوريا الجنوبية إلى المجمع المشترك في كيسونغ، الذي يعد رمزا نادرا للتعاون بين الشمال والجنوب.

وتقول وزارة الدفاع في سول إن الخطوط الساخنة أسهمت في منع وقوع اشتباكات غير متوقعة، كما أنها تؤدي إلى تخفيف كبير للتوتر العسكري.