"بي.بي.سي" تسجل أعلى متابعة في تاريخها..

بي.بي.سي عربي الأكثر انتشارا بين خدمات الهيئة العالمية

حققت هيئة الإذاعة البريطانية زيادة قياسية في عدد متابعي خدمة “بي.بي.سي نيوز عربي”، فاق ما حققته خدماتها العالمية باللغات الأخرى، وتولي “بي.بي.سي” اهتماما للجمهور العربي، وتتوجه إليه بمحتوى يتماشى مع السياسة البريطانية في المنطقة.

وكالات

أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” أن منصات خدمة “بي.بي.سي نيوز عربي” في المقدمة من حيث الشعبية مقارنة باللغات الأخرى، واحتلت المركز الأول في زيادة الانتشار بين خدمات “بي.بي.سي” العالمية، حسب إحصاء حديث.

وبلغت الزيادة في عدد المتابعين 131 في المئة مقارنة بالعام الماضي، ووصل العدد إلى 12.7 مليون متابع أسبوعيا، فيما بلغ إجمالي عدد المتابعين لخدمات “بي.بي.سي نيوز عربي” الرقمية والتلفزيونية والإذاعية 42.2 مليون متابع ومشاهد ومستمع.

واكتسبت “بي.بي.سي”، سمعة عالمية بالاستقلالية والموضوعية منذ انطلاقتها عام 1922 خصوصا أنها اتخذت مواقف حاسمة من السياسيين البريطانيين ورؤساء الحكومة، وكثيرا ما واجهت انتقادات من قبل مختلف الأطياف السياسية المتناقضة وكل منها يتهمها بالانحياز للطرف الآخر، لكن ما ينطبق على الخدمة الداخلية لا يسري على الخدمة
العالمية.

وتحظى الخدمة العالمية لـ“بي.بي.سي” بأهمية كبيرة حيث ينظر المسؤولون البريطانيون إليها باعتبارها جزءا مهما من قوة بريطانيا الناعمة حسب تعبير وزير الخارجية الأسبق ويليام هيغ، الذي قال في إحدى مقابلاته الصحافية “إذا أردت أن تعرف كم هي جيدة ومهمة (بي.بي.سي)، اذهب إلى أي مكان آخر”.

وهو ما ذهب إليه الباحث سيمون بوتر الذي يرى أن هيئة الإذاعة البريطانية تحوّلت إلى لاعب أساسي ساهم في تشكيل مجرى الأحداث التي شهدها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، وساعدت المملكة المتحدة في بسط نفوذها من خلال نشر الثقافة البريطانية والترغيب فيها خاصة في أهم مستعمراتها.

وسجل العام الماضي أيضا زيادات كبيرة في متابعة خدمات “بي.بي.سي نيوز عربي” في الجزائر والمغرب. وقد ارتفع عدد المتابعين في هذين البلدين بنسبة 200 في المئة مقارنة بالسنة السابقة. وأظهرت الأرقام الحديثة أن أكبر جمهور لـ”بي.بي.سي نيوز عربي” في مصر، يليه الجمهور السعودي.

إحصائيات الهيئة البريطانية أظهرت أن أكبر جمهور لـ«بي.بي.سي نيوز عربي» في مصر، يليه الجمهور السعودي

وقال رئيس بي.بي.سي نيوز عربي، سمير فرح “لم يسبق أن اكتست الحاجة إلى الحصول على مادة صحافية مستقلة وموثوق بها كالتي توفرها خدمة بي.بي.سي عربي، أهمية كما هو عليه الحال اليوم وهذه الأرقام الجديدة تثبت ذلك”.

وأضاف أن “منصات بي.بي.سي عربي المختلفة توفر لمتابعيها الناطقين بالعربية تقارير موثوقة غير متحيزة ووثائقيات حائزة على جوائز متميزة، وستواصل هذا المسعى في المستقبل. عندما أشاهد الأرقام القياسية التي حققتها مواقعنا الرقمية والإلكترونية، أتطلع إلى ما سيأتي به العام المقبل”.

وكشفت الأرقام أن عدد متابعي “بي.بي.سي” كلها وصل إجمالا إلى 2.468 مليون متابع إسبوعيا، وهو أكبر رقم في تاريخها، ويمثل زيادة تبلغ 11 في المئة مقارنة بالعام الماضي.

في أواخر مارس 2020، عندما كان انتشار فايروس كورونا في أوجه وكانت مصادر المعلومات الموثوقة تشهد طلبا متزايدا، سجلت “بي.بي.سي نيوز” أكبر شعبية من أي شبكة إعلامية أخرى، إذ تابعها أكثر من 310 ملايين شخص بـ42 لغة مختلفة.

ويأتي تمويل “بي.بي.سي” من رسوم على مشاهدي التلفزيون في المملكة المتحدة، وتصل خدمتها إلى 95 في المئة من البريطانيين أسبوعيا. وتعتبر القناة التلفزيونية العربية، واحدة من أحدث المؤسسات التابعة للهيئة، حيث رأى التلفزيون العربي النور في 1994، لكن انقطع بثها عام 1996، أما الموقع الإلكتروني العربي فتم إطلاقه في 1998، ثم أطلقت “بي.بي.سي” قناة إخبارية عربية جديدة عام 2008.

وشهد قسم “بي.بي.سي عربي” عملية إعادة هيكلة عام 2018 طالت القناة التلفزيونية إلى جانب الإذاعة. نتج عنها الاستغناء عن عدد من موظفيها في لندن، مقابل توسيع مكاتبها في الشرق الأوسط، لتحسين الأداء وتطوير المحتوى بهدف رفع قدرتها التنافسية بين وسائل الإعلام الدولية الموجهة للجمهور العربي.

ويقول متابعون إن الخطط التقشفية التي أعلنت عنها الهيئة مؤخرا بتخفيض النفقات والوظائف من غير المرجح أن تؤثر على عمل الخدمات العالمية للهيئة خصوصا الموجهة للجمهور العربي.

وسبق أن تعرضت القناة إلى انتقادات بسبب موقفها من بعض القضايا، مثل استضافتها عناصر إخوانية في بريطانيا وتركيا، للتعليق على السياسة المصرية، في حين لا تسمح لشخصيات من خارج الإخوان المسلمين بالمشاركة والتعليق وإيضاح الحقائق. وأشار الكاتب الإعلامي المصري منير مطاوع في كتابه “بي.بي.سي على كف عفريت” إلى أن سياسة “هنا لندن” العربية تحكمها “سياسة الدولة”، وانعكس ذلك على برامجها في التلفزيون والإذاعة والإنترنت، فبعد تغطيتها الموضوعية والنزيهة لثورة 25 يناير 2011، قامت بدور “تحريفي.. ومتعصب ومتحزب لصالح الإخوان المسلمين وضد ثورة الشعب المصري في 30 يونيو 2013”.

وتسجل شعبية المحتوى الذي تبثه بي.بي.سي باللغات المختلفة عبر منصات عالمية مثل يوتيوب زيادة مطردة، إذ ارتفع عدد المتابعين عبر هذه المنصة بنسبة 129 في المئة ليبلغ 47 مليون متابع أسبوعيا. بينما ارتفع عدد متابعي بي.بي.سي عبر فيسبوك إلى 43 مليون متابع، أي بزيادة تبلغ 31 في المئة عن العام الماضي. وتضاعف عدد المتابعين على تويتر إلى 6 ملايين أسبوعيا، وكذلك الأمر بالنسبة لإنستغرام.

ومما لا شك فيه أن المنصات الرقمية هي الأهم بالنسبة لنجاح “بي.بي.سي نيوز” على النطاق العالمي. فقد ازداد عدد المتابعين على هذه المنصات بنسبة 53 في المئة. وحسب إحصاء الجمهور العالمي (GAM)، يصل أكثر من 151 مليون مستخدم إلى خدمات بي.بي.سي عبر تلك المنصات.