الجزائر غاضبة من انفراد السعودية بملف عودة سوريا

الجزائر فشلت في استعادة مكانتها الإقليمية

الجزائر

أثار اجتماع جدة التشاوري غضب الجزائر التي ترأس القمة العربية ورأت في عدم استدعائها “تغييبا” ومحاولة من السعودية للانفراد بمهمة إعادة سوريا إلى الصف العربي واستثمار ذلك سياسيا، وهو الدور الذي سعت إليه الجزائر من خلال “قمة لمّ الشمل” في نوفمبر الماضي لكن تم تعطيله بغياب أيّ حماس له خاصة من دول الخليج.

واكتفى مسؤول دبلوماسي جزائري، بالتعبير عن غضب بلاده من انفراد السعودية بملف إعادة سوريا إلى لجامعة العربية، حيث عبر عن امتعاض بلاده من اجتماع جدة ، دون دعوة الجزائر لا كدولة عربية مهتمة بالعمل العربي المشترك، ولا بصفتها كرئيس دوري للجامعة العربية، حيث احتضنت آخر قمة عربية مطلع شهر نوفمبر الماضي.

وعبّر المسؤول الدبلوماسي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، عن غضب بلاده من تهميش بلاده في الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الرياض من أجل إعادة دمشق إلى جامعة الدول العربية، حيث لم تتم دعوتها إلى اللقاء الذي حضره وزراء خارجية دول الخليج العربي، إلى جانب مصر والأردن والعراق، في حين غابت الدول العربية الأخرى، بما فيها الجزائر التي تترأس الجامعة العربية.

وتساءل تقرير أورده الموقع الجزائري الناطق باللغة الفرنسية “تي أس آن”، “عمّا تقوم به السعودية قبل أسابيع من انعقاد القمة العربية القادمة على أراضيها”، معتبرا “أنه أمر خطير ومزعج للجزائر”.

واستند التقرير في تحليله، إلى تصريح المسؤول الدبلوماسي السابق. وكان تصريحا مقتضبا، لكي لا يأخذ طابعا رسميا ويجر البلدين إلى أزمة دبلوماسية مفاجئة. لكنه عبّر عن الاستغراب بالقول “الجزائر لا تفهم الموقف السعودي”.

وذهب تقرير الموقع الجزائري إلى ما أسماه بـ”الهوس السعودي بالانتصارات الدبلوماسية الإقليمية”، في إشارة إلى التطبيع المسجل بين الرياض وطهران في الآونة الأخيرة.

وأشار إلى أن “قيادة (ولي العهد السعودي الأمير) محمد بن سلمان، تبحث عن موقف طلائعي في المنطقة العربية، وأن نجاح الجزائر في عقد قمة لمّ الشمل في شهر نوفمبر الماضي، أزعج السعوديين، ولذلك يجري إقصاؤها بهذا الشكل، رغم أنها أول الدول العربية المبادرة بإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، إلى جانب أنها رئيس دوري للجامعة”.

ونقل الموقع على لسان المصدر الدبلوماسي قوله “هذا الموقف السعودي لا يمرّ”، وأن الجزائر لا ترضى بأن يؤدي طرف آخر دور رئيس الجامعة العربية ووظيفته، وأن هذا “التصرف” هو مؤشر فشل القمة القادمة، لأنه بدل تجميع وتعبئة الجهود تجري المناورة داخل أطراف الجامعة.

وأضاف المصدر أن “السعودية يجب أن تنسق مع الجزائر التي تتولى الرئاسة الحالية لجامعة الدول العربية، للإعداد بشكل أفضل للقمة المقبلة للمنظمة العربية، لكن الرياض لم تبدأ إلى حد الآن، أيّ محادثات معها بشأن عقد القمة المقبلة”.

وفي سياق متصل وصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد السبت إلى الجزائر، في زيارة يحمل خلالها رسالة إلى الرئيس عبدالمجيد تبون من رئيس النظام السوري بشار الأسد.

وذكر بيان للخارجية الجزائرية “استقبل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، بالقاعة الشرفية بمطار هواري بومدين الدولي نظيره السوري فيصل المقداد”.

ولفت إلى أن “المقداد يزور الجزائر بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة، لإبلاغ رسالة إلى أخيه رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون”.

أما وكالة الأنباء السورية الرسمية، فقد ذكرت بأن “المقداد سيجري مباحثات مع القيادة الجزائرية بهدف تعزيز العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين الشقيقين وسبل تطويرها، إضافة إلى بحث آخر المستجدات والتطورات على الساحتين العربية والدولية وتنسيق المواقف بين البلدين”.

ونقلت عنه قوله “تربطنا بالجزائر علاقات قوية والقيادة الجزائرية كانت كالعادة تقف إلى جانب سوريا والمشاورات مع الجزائر لم تنقطع يوما، ونحن في حاجة إلى تعزيز وتطوير العلاقات مع الجزائر”.

وغاب وزير الخارجية السوري عن اجتماع جدة لأسباب غير معلومة، رغم أن الشأن السوري هو الذي تصدر أجندة الاجتماع.