من سوريا إلى ليبيا

أردوغان يواصل ابتزاز أوروبا بفزاعة «اللاجئين»

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

وكالات

يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان- عبر احتلال ليبيا- إلى تأسيس قواعد عسكرية تحمي أطماعه بمنطقة شمال أفريقيا، حيث يحلم أردوغان بعودتها إلى الجلباب العثماني مرة أخرى، مستخدمًا حركات الإسلام السياسي التي تدين بالولاء لخلافته المزعومة، علاوة على مطامع الرئيس التركي التي باتت مفضوحة للعيان، في مقدرات تلك المنطقة وثرواتها الاقتصادية.

 

 اللاجئون مقابل الغاز.. لعبة أردوغان مع اوروبا

 يعد الاحتلال التركي في ليبيا- لو اكتمل كما يخطط له أردوغان- تهديدًا لأمن الشرق الأوسط وكذلك الأمن الأوروبي أيضًا، فالتجربة الأوروبية مع أردوغان إبان الأزمة السورية أظهرت الكثير من مطامعه في التعامل مع القارة العجوز، حيث ابتز أوروبا وذل اتحادها بملف المهاجرين والمتطرفين مقابل صمت الاتحاد وعدم فرض عقوبات ضده، لما يمارسه من استنزاف لثروات الغاز لدى قبرص واليونان.

يعيش في تركيا داخل المخيمات المتناثرة نحو 3 ونصف مليون لاجئ سوري يستغلهم أردوغان سياسيًا كلما احتاج لذلك، فمؤخرًا كشف موقع مونت كارلو أن اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في يوليو 2020، انعقد لبحث فرض عقوبات على النظام التركي لردعه عن الإساءة السياسية والاقتصادية لدول الاتحاد، والذي لم يسفر سوى عن إدانات فقط للابتزاز التركي بملف المهاجرين والمتطرفين.

وعلى الرغم من توقيع أردوغان لاتفاقية مع الاتحاد بشأن رعاية اللاجئين، والتي يتحصل منها الجانب التركي على مليارات الدولارات، فإنه كثيرًا ما يلوح بفتح الحدود إذا ما اضطر إلى ذلك سياسيًّا، ففي فبراير 2020 أطلق الرئيس التركي المهاجرين ليواجهوا مصيرهم لدى الحدود مع اليونان ساعيًا بذلك للرد على مقتل بعض جنوده في سوريا وللاستحواذ على ضوء أخضر أو حتى صمت من المجتمع الدولي إزاء تصرفاته بالشمال السوري.

وهو السيناريو ذاته المرشح ممارسته إذا ما نجحت أنقرة في احتلال كامل ليبيا، فتحت وطأة الصراع العسكري سينزح الملايين باتجاه أوروبا وستكون هناك ورقة ضغط أخرى للتفاوض بيد أردوغان ضد دول الاتحاد، وبالفعل فقد حذرت شبكة مهاجر نيوز في 14 يوليو 2020 من تسلل شبكات الاتجار بالبشر من طرابلس إلى روما.

إلا أن هذا الابتزاز الذي مارسه أردوغان بالملف السوري ستكون بعض أطرافه حاضرة في الملف الليبي، بل ستظهر بقوة أطماعه في غاز شرق المتوسط، ففي حين تتحكم أنقرة في نقل الغاز الروسي عبر أراضيها متجهًا إلى أوروبا، فهي تطمع لاحتلال موقع آخر يسنح لها بتحكم جديد في مصادر الطاقة، لتجد أوروبا نفسها مقيدة من جديد، بعد أن كانت تبحث عن مورد آخر للغاز، لتتحرر من تحكم موسكو وأنقرة.

 

الإخوان.. خطر نائم يهدد أوروبا

لن يتوقف طموح أردوغان إذا ما استطاع السيطرة على ليبيا عند فرض الخلافة العثمانية في بلاد المختار وتونس التي يترأس الإخوان سلطتها التشريعية، أو حتى الجزائر التي تختبر مرحلة جديدة في عمرها السياسي بما يحمله ذلك من تخبط في المعايير واستقطابات حادة بل ستتعداه، إلى تحقيق نفوذ في أوروبا.

فعبر سنوات استطاع التنظيم الدولي للإخوان نشر شبكته في البلاد الأوروبية، عبر مؤسسات ومنظمات وصمت بالعمل الخيري والإنساني خلقت قاعدة جماهيرية للتنظيم، بوصفه المساعد الذي مكن الكثير في مجتمعات المسلمين والأقليات لتخطي أزمات اغترابهم، وما دفع في سبيل ذلك ستكتشف أوروبا أنه كان مجرد مال سياسي ونفوذ تحت الرماد سيخرج وقتما تحتاج إليه الجماعة.

وبالنظر إلى ملف العلاقات بين أردوغان والأقليات في أوروبا، وبالأخص الكردية منها أو صاحبة الأصول التركية، سنجد أن استخباراته فاعلة بقوة وهو ما اشتكت منه النمسا حين تأكدت لها معلومات بشأن تحريك أردوغان لحرب شوارع في فيينا بين الأكراد والأتراك، في نهاية يونيو 2020، وهو ما تشتكي منه برلين أيضًا، وبالقياس على ذلك؛ يبقى أردوغان قادرًا على إدارة معارك جديدة عبر ملف المنظمات التابعة للإخوان في القارة.