سائقو سيارات في برلين يتصدون بعنف لنشطاء المناخ

أرشيفية

روسيا

قام سائقو سيارات بجر متظاهرين من حركة "الجيل الأخير" المدافعة عن البيئة والمناخ، مؤخراً، لإزاحتهم من على الطريق الدائري السريع "إيه 100"، وضربهم وركلهم لمنعهم من تثبيت أنفسهم على الطريق. 

وبحسب بيانات الشرطة، عرقل نشطاء "الجيل الأخير" حركة المرور في 11 موقعاً في برلين يوم الجمعة، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وكتبت الحركة على موقع "تويتر": "لا نستمتع حقا بصراخ السائقين في وجوهنا وجرهم لنا بعيداً.. لكن إهمال الحكومة في مواجهة خطر فشل الحصاد والحروب والاضطرابات الاجتماعية يجبرنا على النزول إلى الشوارع".

واحتج نشطاء الحركة الخميس الماضي في 14 موقعاً في برلين، مطالبين باتخاذ تدابير سياسية أقوى ضد تغير المناخ.. وبحسب بيانات الحركة، يتعمد المحتجون عرقلة حركة المرور.

وأوضحت الشرطة أنه كانت هناك أعمال احتجاجية في مواقع مختلفة منذ صباح الخميس، وأضافت الشرطة أن محطة القطارات الرئيسية وسط العاصمة برلين تضررت من ذلك أيضاً.

يشار إلى أن حركة "الجيل الأخير" تنادي بتشديد الإجراءات السياسية في مواجهة تغير المناخ.

وفي 24 من الشهر الماضي، انتقد المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن هيبشترايت، ما يقوم به ناشطو الحركة: "بالطبع نحن لا ندعم مثل هذه الأشكال من الاحتجاجات"، مؤكداً أن الحكومة الحالية بذلت من أجل حماية المناخ أكثر من أي حكومة قبلها.. في الوقت نفسه، قال هيبشترايت إن هناك فرصاً للتعبير عن الانتقادات في النظام الديمقراطي البرلماني: "أما مثل هذه الاضطرابات الكبيرة في النظام العام، فإنني أشك فيما إذا كانت تخدم الغرض".

وتشهد ألمانيا نشاطا متزايدا لنشطاء المناخ والبيئة، وتعد جماعة الجيل الأخير أبرز مجموعة في هذا المجال، وبالإضافة إلى إغلاق الطرق في المدينة، يقوم أنصار "الحركة" بتنظيم تجمعات احتجاجية للمطالبة بحماية البيئة ومعالجة التغيرات المناخية ووقف التلوث.

وأغلقت المجموعة شارعا لأول مرة في الرابع والعشرين من يناير عام 2022، وتلا ذلك العديد من عمليات الإغلاق في طرق سريعة ما تسبب في اختناقات مرورية طويلة، بالإضافة إلى إحداث اضطرابات في متاحف ووزارات.

وكثيرا ما كان متظاهرون من المجموعة يلصقون أنفسهم، الأمر الذي كان يطيل أمد إجلائهم.

وتطالب المجموعة الحكومة بتكوين "مجلس مجتمعي" يتم فيه تعيين أشخاص بشكل عشوائي لإعداد خطوات لكي تصبح ألمانيا محايدة مناخيا اعتبارا من 2030.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.