الأردن يرفع "القبضة الحديديّة" في وجه سوريا

"أرشيفية"
إعادة دمج سوريا في جامعة الدول العربية دفاع غير موثوق به ضد الضربات الجوية التي قد ينفذها بعض الدول العربية في عنوان لـ"صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية الصّادرة بتاريخ 23 أيار/مايو الماضي.
يواصل الأردن النظر في خيار استخدام القوة ضد سوريا ذلك في أعقاب تصريحات الملك عبد الله الثاني أمام مديرية الامن العام بتاريخ 22أيار/مايو المُنصرم، والذي هدّد فيه بشن عملية واسعة النطاق ضد مهربي المخدرات الذين ينقلون بضائع غير مشروعة عبر الحدود بين الدولتين.
أثبتت المملكة الهاشمية عزمها على تنفيذ سلسلة من الضربات الجوية في المحافظات الجنوبية لجارتها وهذا يعطي حقيقة استعادة سوريا عضويتها في جامعة الدول العربية صوتًا خاصًا لتصرفات الأردن وتصريحاته.
الموقف الاردني من التهريب السوري
سلّط العاهل الاردني الضوء على المخاطر المستمرة التي تشكلها جماعات تهريب المخدرات المحلية والإقليمية، وتعهد بأن بلاده ستضرب "بقبضة من حديد أي شخص" يشكل تهديداً لأمنها القومي.
كما شدد التحذير في إشارة واضحة من الجارة الى سوريا، التي أصبحت مناطقها الجنوبية في السنوات الأخيرة، وفقًا للتقديرات المفتوحة للجيش الأردني، مركزًا كاملًا للمتورطين في تهريب الكبتاغون، كدواء اصطناعي شائع للغاية في الشرق الأوسط.
وقد أظهرت عمّان استعدادها للتصرف بشكل حاسم، حينَ نفذت طائرات سلاح الجو الأردني بتاريخ 8أيار/مايو الماضي، سلسلة من الغارات على منطقتين حدوديتين في جنوب سوريا. وكانت قرية الشعاب في محافظة السويداء وقرية حراب الشهخم غربي محافظة درعا مناطق القصف. هناك تركزت موارد المهربين المتورطين في العبور الإقليمي. وأسفرت المداهمة عن مقتل أحد قادة الشبكة الإجرامية، المدعو مرعي الرمتان. وكان من بين الضحايا أفراد من عائلته.
يُعتقد أن الضربات الدقيقة غير المصرح بها من قبل الجانب الأردني قد نُفِّذت من قبل، لكن حقيقة أنها نُظِّمت بعد يوم من تصويت جامعة الدول العربية على إعادة دمج سوريا أعطت خلفية خاصة للغارات الأخيرة.
العودة السورية المشروطة بمحاربة الكبتاغون
في إطار المفاوضات حول إعادة العضوية في جامعة الدول العربية، التي سحبت منها عضوية كعقوبة، تعهدت دمشق الرسمية بمكافحة تهريب المخدرات و يُزعم أن هذه القضية نوقشت في اللقاءات الخاصة "السعودية والسورية".
بحسب وسائل إعلام معارضة أفادت أنه في منتصف الشهر الحالي، شن جهاز الأمن السوري مداهمات مستهدفة في المحافظات الجنوبية للجمهورية العربية لاحتجاز المسؤولين عن توزيع المواد المحظورة.
يميل النقاد إلى الشكّ بالنوايا الحقيقية لدمشق، بالنظر إلى أنّ تجارة المخدرات وفقًا للرأي العام في الخارج، لا يمكن أن تعمل دون رعاية القوات الموالية للقصر الرئاسي.
أكدّت عمّان بصراحة أنّ البضائع غير المشروعة التي تدخل الأراضي الأردنية، كقاعدة عامة، تخضع لحماية رجال الميليشيات الشيعية المسلحة الذين يقاتلون إلى جانب دمشق الرسمية، في إشارة إلى حزب الله اللبنانيّ.
لم يستبعد الجانب الأردني، مشاركة ممثلين عن الجيش العربي السوري الحكومي في عملية العبور. والشكوك حول مشاركة قائد الفرقة الرابعة، ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري. نظرًا لكون المناطق الجنوبية من الجمهورية العربية تعتبر مجالًا خاصًا لاهتمام إيران، فقد تلقى أيضًا انتقادات غير مباشرة لخلق حوافز لتهريب المخدرات.
الشكوك بالنوايا السورية
وضع ماهر الاسد مع شخصيات أخرى في الشهر الثالث الماضي على قائمة العقوبات بسبب تهريب المخدرات في الشرق الأوسط، باعتبار إن سوريا تمثل 80% من حركة الكبتاغون العالمية، واستشهدت هذه الدراسة بيانات أظهرت أن الدخل السنوي من التجارة في هذا المخدر الاصطناعي في سوريا قد يصل إلى حوالي 57 مليار دولار.
الرقم المعروض يفوق بشكل كبير مؤشرات ما بعد الوباء من الناتج المحلي الإجمالي الأردني. كما أوضح مصدر بوابة Middle East Eye في الدبلوماسية البريطانية، بأنّ هذه المعلومات نشرت وفقا الى مصادر مخابراتية بريطانية وغربية.
تبرّر السلطات الأردنية استعدادها لاتخاذ تدابير جذرية بالقول إنّ المملكة تتحمل العبء الأكبر منها، ما يلقي بظلاله على لاعبين آخرين في الشرق الأوسط يمثلون أسواقًا محتملة.
وكان أكدّ وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في حديث مع شبكة CNN الأميركيّة قبل أسبوعين أنّ مشاريع تهريب المخدرات السورية تشكل خطورة عبر الأردن إلى دول الخليج والدول العربية الأخرى والعالم بأسره".
وقال: "نحن نأخذ خطر التهريب على محمل الجد". "إذا لم نلمس تدابير فعالة لاحتواء هذا التهديد، سنبذل قصارى جهدنا لمواجهته، بما في ذلك القيام بعمل عسكري داخل سوريا".
يتكهن بعض المحللين بأن الضربات الجوية الأردنية في جنوب سوريا الشّهر الماضي كانت نتيجة التنسيق الأمني بين عمان ودمشق ويُزعم أنّه تم إنشاؤه بعد إعادة دمج الأخيرة في جامعة الدول العربية.
لكن كما يبدو لا يوجد حتى الآن تفاهم متبادل ملموس بين الجيران في المعركة ضد الكبتاغون: إذا أقام الطرفان تنسيقًا ثنائيًا بالفعل، فلن تحتاج المملكة الهاشمية إلى تحليق طائراتها في السماء، وعملياتها إلى منع العبور الجنائي سيحدث حصريًا على ارض الواقع.