علماء مناخ يحذّرون..

صحيفة: الصيف سيتأخر وتركيا ستواجه أياماً صعبة

"أرشيفية"

برلين

تسببت الأمطار الغزيرة في العديد من المدن التركية بالأيام الماضية، في إثارة التساؤلات حول موعد قدوم الصيف وأسباب تأخر ارتفاع درجات الحرارة.

ووفقًا للتوقعات، فإن الطقس سوف يشهد ارتفاعا في درجات الحرارة بالتزامن مع انتهاء فصل الربيع والانتقال إلى أشهر الصيف، ولكن مع ذلك فإن شهر يونيو ليس حارًا ومشمسًا كما هو متوقع، بل لا يزال الطقس ممطرًا وعاصفًا، بحسب وكالة نيو ترك بوست.

وحول هذا الموضوع، قال مهندس الأرصاد جوفين أوزمير، وعالم المناخ أوكان بوزيورت، إنه حدثت تغيرات مناخية في كل ركن من أركان العالم في السنوات الأخيرة، وأكدا أن هذا الوضع سينعكس تأثيره على البلاد، منوهين بأن الصيف سيتأخر ولكن سيستمر تأثيره طويلًا.

وأضاف: "شهر يونيو هو بداية الصيف، وعلى عكس التوقعات فإنه لا مفر من استمرار الطقس الممطر والبارد، وستكون درجات الحرارة أقل من المعتاد الموسمي في بعض الأماكن طوال شهر يونيو أيضًا".

وأشار جوفين أوزدمير إلى أن منظمات الأرصاد الجوية مثل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) ووكالة ناسا (NASA)، اللتين تقومان بالتنبؤ بنماذج الأرصاد الجوية، قد أعلنت أن صيف 2023 لن يكون مثل الصيف السابق، ويشير الطقس إلى أن يوليو سيكون حارًا وجافًا.

ومن الطبيعي أن يكون الطقس ممطرًا في أشهر الصيف مضيفًا: "وفقًا للإحصاءات، إذا كان شهرا مايو ويونيو من العام أقل من المعتاد الموسمي، فإن الشتاء القادم يكون ممطرًا وباردًا بشكل عام، لكن هناك شيئا مختلفا هذا العام، وهو مرحلة النينو، هذا في الواقع حدث يرفع متوسط ​​درجة الحرارة.. سوف تظهر مرحلة النينو نفسها مع شهر يوليو وسنبدأ في الشعور بالحرارة من أغسطس.. يمكن أن يكون شهر سبتمبر حارًا جدًا"، وفقا لعالم المناخ أوكان بوزيورت.

وقال أوكان بوزيورت، إنه وفقًا لوكالة ناسا، هناك توقع بحدوث "السوبر نينو"، مشيرًا إلى أن الطقس الحار سيستمر تأثيره لمدة 3 إلى 4 سنوات متابعًا: "سنبحث عن الطقس البارد الذي نعيشه الآن بالشموع، فنحن بحاجة للاستمتاع بهذه الأمطار".

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.