خبراء: الإمارات حققت منفعة مزدوجة باستثمارها في الطاقة المتجددة ومواجهة تغيرات المناخ

"أرشيفية"
في إطار التحول العالمي نحو مستقبل مستدام والسعي للحد من انبعاثات الكربون وتغير المناخ، تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دورًا بارزًا في قطاع الطاقة المتجددة. وبرغم اعتماد البلاد على النفط والغاز كمصادر رئيسية للطاقة، انتبهت الحكومة إلى ضرورة التحول نحو الطاقة المتجددة، واعتبرتها فرصة لتعزيز الاستدامة والتصدي للتغيرات المناخية والتحول الاقتصادي.
وتعتبر قطاعات الطاقة الشمسية والرياح من أبرز المجالات التي تركز عليها الإمارات، حيث تتميز بمواردها الطبيعية الوفيرة والمناخ المناسب لتوليد الكهرباء باستخدام هذه الطرق البديلة.
ونجحت في جذب استثمارات هائلة في قطاع الطاقة المتجددة، وذلك بفضل توفر البنية التحتية المتطورة والتشريعات الداعمة، فأقامت الإمارات شراكات استراتيجية مع شركات عالمية رائدة في مجال الطاقة المتجددة، واستضافت منتديات ومعارض دولية لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الدولي.
ومن بين النجاحات البارزة التي حققتها الإمارات في مسيرتها نحو الطاقة المتجددة، افتتاحها أكبر مشروع للطاقة الشمسية في مدينة محمد بن راشد، الذي يعد إحدى العجائب الهندسية الحديثة في العالم.
ويرى محللون أن الإمارات تعمل جاهدة على تحقيق توازن فعّال بين تلبية احتياجاتها الطاقوية والحفاظ على البيئة وتوفير مستقبل مستدام للأجيال القادمة، ولذا تواصل تشجيع الابتكار والتنمية المستدامة في مجال الطاقة المتجددة، مؤكدة بذلك التزامها القوي بمواجهة التحديات البيئية العالمية وتحقيق الاستدامة في مجال الطاقة.
ووفقًا للبوابة الإلكترونية للحكومة الإماراتية، في السنوات القليلة الماضية، قطعت دولة الإمارات شوطًا طويلاً لمواجهة تحديات الطاقة والتغير المناخي في إطار رؤية 2021، والخطط الاستراتيجية لكل إمارة.
وتهدف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، إلى تحويل الإمارة إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة، والاقتصاد الأخضر، كما تطمح الاستراتيجية إلى توفير 75% من إجمالي طاقة الإمارة من خلال موارد الطاقة النظيفة بحلول عام 2050، وتأسيس نموذج مستدام لتوفير الطاقة دون الإضرار بالبيئة ومواردها، والتقليل في البصمة الكربونية على مستوى العالم بحلول عام 2050.
ووفرت دولة الإمارات العوامل المساعدة التي تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة (SDG) التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 2030، وبالإضافة إلى ذلك، تعهدت دولة الإمارات بتخصيص أكثر من 840 مليون دولار أمريكي (3,1 مليار درهم إماراتي) للطاقة المتجددة في أكثر من 30 بلدًا.
في ضوء ما سبق، تستعرض "جسور بوست"، إنجازات ومجهود وأهداف دولة الإمارات في مواجهة التغيرات المناخية من خلال الطاقة المتجددة.
حلول مبتكرة للتأثير المتبادل بين تغير المناخ وقطاع الطاقة - مركز المستقبل
مشروعات هامة
يعد برنامج دبي للطاقة المتجددة أحد المشروعات الرئيسية التي تم تنفيذها في الإمارات، ويهدف إلى تشجيع استخدام الطاقة المتجددة في المدينة.
ووفقًا لمصادر الإمارات الرسمية، تتضمن هذه المشروعات تركيب الألواح الشمسية على أسطح المباني، وإطلاق محطات توليد الكهرباء من الرياح، وتهدف دبي إلى تحقيق نسبة عالية من استخدام الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
كذلك تعتبر المحطة الشمسية مصدر واحدة من أكبر مشروعات الطاقة المتجددة في العالم، حيث يتم توليد الكهرباء من خلال الألواح الشمسية المثبتة في الصحراء، وتوفر المحطة الكهرباء للإمارات وتعمل مصدرا للطاقة المتجددة.
وتقع هذه المحطة في مدينة مركز زعبيل في دبي، وهي من أكبر المحطات الشمسية في العالم، كما تعتبر مشروعات الطاقة الشمسية النشطة في منطقة مدينة مصدر ومدينة محمد بن زايد للسكنى بالعين أمثلة أخرى للاستثمار الإماراتي الكبير في هذا المجال.
كما تركز الإمارات أيضًا على تطوير مشروعات طاقة نظيفة أخرى مثل الطاقة النووية والرياح، وتعتبر محطة براكة للطاقة النووية أول محطة نووية في المنطقة، وستوفر جزءًا كبيرًا من الكهرباء المنتجة في الإمارات باستخدام طاقة نظيفة ومستدامة.
بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء عدة مشروعات رياح تمولها الدولة في إمارتي الفجيرة وأبوظبي.
فيما يعتبر مشروع نور أبوظبي أحد أبرز مشروعات الطاقة المتجددة في الإمارات، ويقوم المشروع على توليد الكهرباء من الألواح الشمسية المثبتة في منطقة الظفرة في أبوظبي، وقد تم تصميم المشروع لتزويد الكهرباء للآلاف من الأسر والمنشآت في المدينة.
فوائد جمة
وعلق عضو منظمة الفاو والخبير المناخي، نادر نور الدين بقوله، إن ما قدمته الإمارات خلال السنوات الماضية في مجال الطاقة المتجددة يحظى باحترام الدول، وإنجاز كبير في عالم الاستثمار ومواجهة تغيرات المناخ وبذلك تكون المنفعة مزدوجة، وتعتبر استثمارات الإمارات في الطاقة المتجددة خطوة مهمة نحو الاستدامة البيئية وتنويع مصادر الطاقة، ومن خلال مشروعاتها الطموحة والابتكارية، تظهر الإمارات استعدادها لقيادة التحول إلى مستقبل يعتمد بشكل أكبر على الطاقة المتجددة.
وأضاف في تصريحات لـ"جسور بوست"، استثمار الطاقة المتجددة يحمل العديد من الفوائد، أولها الحفاظ على البيئة، حيث تعتبر الطاقة المتجددة نظيفة ولا تنتج أي انبعاثات ضارة للبيئة مثل غازات الدفيئة التي تسبب التغير المناخي، كذلك التخفيف من الاعتماد على الوقود الأحفوري، فاستخدام الطاقة المتجددة يقلل من الحاجة إلى النفط والغاز الطبيعي والفحم، وبالتالي يحد من التلوث والتأثيرات السلبية المرتبطة بهذه المصادر، كما أنها توفر في التكاليف على المدى الطويل.
واستكمل، الاستثمار في الطاقة المتجددة يمكن أن يؤدي إلى تقليل تكاليف الإنتاج والاعتماد على الطاقة، حيث إن مصادر الطاقة المتجددة متاحة ومجانية، كما أنها توفر فرص العمل، ويعد قطاع الطاقة المتجددة مجالًا مهمًا لخلق فرص العمل وتعزيز النمو الاقتصادي، حيث يتطلب تركيب وصيانة وتشغيل مشروعات الطاقة المتجددة قدرًا كبيرًا من اليد العاملة.
نادر نور الدين: الاعتماد على دولة واحدة في استيراد القمح لم يكن أمرًا حكيمًا
نحو مناخ مستقر
وقال الخبير الاقتصادي، إيهاب الدسوقي، إن الاستثمار في الطاقة المتجددة، يؤدي إلى تنويع المصادر الطاقوية وتقليل الاعتماد على البلدان المستوردة للوقود، ما يعزز أمن الطاقة ويقلل من التبعية، كذلك يعزز الابتكار والبحث والتطوير في هذا المجال، وبالتالي يمكن أن يسهم في تطوير تكنولوجيا أفضل وأكثر كفاءة للاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة المساهمة في مكافحة التغيرات المناخية والمساهمة في خلق مناخ مستقر للكوكب.
خبير اقتصادي: يجب استخدام عوائد طرح الشركات في البورصة لزيادة الإنتاج | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، يعتبر الاستثمار في الطاقة المتجددة فرصة للمساهمة في حماية البيئة، وتحقيق التنمية المستدامة، وتوفير مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وتسير الإمارات في هذا المجال بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق، ويتوقع أن يسهم في تحقيق أهداف الطاقة المستدامة على المستوى العالمي، وتستثمر الإمارات بشكل كبير في تطوير واستخدام تقنيات الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر الطاقة وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، ما يقلل من الانبعاثات الكربونية ومن ثم تقليل الاحتباس الحراري، ومن ثم مناخ مستقر للكوكب.