"سوكيو"..

تايلاندي يروي تجربته مع المخدرات ومعاناته من الوصم والتمييز

"أرشيفية"

موسكو

"بدأتُ تعاطي المخدرات وأنا في الخامسة عشرة من عمري".. بهذه الكلمات بدأ برابات سوكيو الرجل التايلاندي الذي يبلغ من العمر 49 عاما حديثه عن تجربته مع تعاطي المخدرات التي لم يقلع عنها حتى الآن.

"سوكيو" واحد من آلاف التايلانديين الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، وقد شارك تجربته مع أخبار الأمم المتحدة.

يقول "سوكيو"، الذي يعمل في إحدى المنظمات غير الحكومية ويستخدم الماريغوانا المخلوطة بالهيروين، إن تعاطي المخدرات "اختياري وحقي".

لكن هذا الاختيار جعله يعاني من الوصم والتمييز كلما أراد الحصول على الرعاية الصحية بسبب تعاطيه المخدرات، كما أن الضغوط من قِبل أسرته وأصدقائه دفعته لمحاولة الإقلاع عن التعاطي في بعض الأحيان، لكنه فشل في أن يتعايش مع الأعراض الجانبية، والضرر الذي يمكن أن يلحق به بسبب الاستخدام طويل الأجل لتلك المواد.

خدمات دون تمييز

وفي رحلة البحث عن رعاية صحية مناسبة، وجد "سوكيو" ضالته في منظمة أوزون وهي منظمة تايلاندية غير حكومية تتخذ من مدينة بانكوك مقرا لها وتهدف إلى تقليل الآثار الصحية والاجتماعية لإدمان المخدرات وتروج للإقلاع عنها. 

لكن أوزون تدعم أيضا العملاء الذين يريدون الاستمرار في التعاطي مع ضمان حصولهم على الخدمات الصحية اللازمة.

وقال مدير المنظمة نجامي فيرابون: "عملاؤنا الذين يأتون إلى أوزون من كل أرجاء تايلاند يرحبون بأسلوبنا المنفتح.. نحن مجموعة تقدر كل الناس.. محور عملنا هو العميل، ونقدم دعما لكل فرد ونعامل الجميع بالتساوي دون النظر إلى خلفياتهم".

وتقدم أوزون العديد من الخدمات بما فيها تغيير الحقن والكشف عن فيروس نقص المناعة والرعاية المتعلقة بفيروس التهاب الكبد الوبائي سي.

ويدعم مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أنشطة المنظمة التي تعاني من نقص في التمويل تسبب في توقفها عن تقديم خدمات التواصل في مناطق أخرى من البلاد.

تغيير في القانون

وكانت تايلاند توقع أقصى العقوبات ضد الأشخاص الذين يخالفون قوانين المخدرات الصارمة، لكن الحال تبدل عندما تغير القانون عام 2021 ليميل النظام القضائي أكثر تجاه إعادة التأهيل لمتعاطي المخدرات. 

وقالت مسؤولة الاتصال في المكتب الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في بانكوك، كارن بيتر "إن المتعاطين الآن يُمنحون البدائل والتي لا تعد الأفضل.. لكنهم يخيرون بين الذهاب لمراكز العلاج أو السجن".

وأشارت "بيتر" إلى أن هذا التحول القانوني يسمح لمنظمات مثل أوزون بالعمل في حدود النظام القضائي والقانوني.

ورغم أن وصم متعاطي المخدرات مستمر، فإن مدير اللجنة الوطنية لعلاج الإدمان وإعادة التأهيل في وزارة الصحة التايلاندية، فتارابول جانغسو مجاتيبيسال، أكد أن القانون الجديد يعني أن هناك المزيد من العاملين في قطاع الرعاية الصحية مدربون على التعامل مع المتعاطين دون وصمهم، مؤكدا أن رد الفعل من متعاطي المخدرات تجاه القانون الجديد كان جيدا.

ولكن تظل المخاوف من الزيادة الكبيرة في الإصابة بفيروس نقص المناعة وفيروس سي بين الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات في تايلاند عن طريق الحقن.

التايلندي برابات سوكيوالتايلاندي برابات سوكيو

تعتبر مشكلة المخدرات العالمية قضية معقدة وذلك لتأثيرها على الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم.

ويواجه العديد من الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات وصمة العار والتمييز، ما قد يضر بصحتهم الجسدية والعقلية ويمنعهم من الحصول على المساعدة التي يحتاجونها.

وبالتالي يدرك مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أهمية اتباع نهج محوره الناس عند التعامل بسياسات بالمخدرات التي تأخذ في عين الإعتبار حقوق الإنسان والتعاطف والممارسات القائمة على الأدلة.

في 26 يونيو من كل عام، يحتفل باليوم الدولي لمكافحة تعاطي المخدرات والاتجار غير المشروع، أو اليوم العالمي للمخدرات، وذلك بهدف تعزيز العمل والتعاون في تحقيق عالم خالٍ من تعاطي المخدرات. ويركز الهدف الرئيسي لحملة هذا العام على رفع مستوى الوعي حول أهمية معاملة الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات باحترام وتعاطف، وذلك من خلال تقديم خدمات تطوعية للجميع مسندة على الأدلة وتقديم بدائل أخرى للعقاب، وإعطاء الأولوية للوقاية من خلال إدارة تتميز بالحنان.

كما تهدف الحملة إلى مكافحة وصمة العار والتمييز ضد متعاطي المخدرات من خلال تعزيز اللغة والمواقف التي تتسم بالاحترام وبطريقة غير منتقدة.

وبموجب القرار ‫‫42/112 المؤرخ 7 ديسمبر 1987، قررت الجمعية العامة الاحتفال بيوم 26 يونيو يوما دوليا لمكافحة استخدام المخدرات والاتجار غير المشروع بها من أجل تعزيز العمل والتعاون من أجل تحقيق هدف إقامة مجتمع دولي خال من استخدام المخدرات.

ويهدف هذا الاحتفال العالمي، إلى زيادة الوعي بالمشكلة الرئيسية التي تمثلها المخدرات غير المشروعة في المجتمع.