"شيتشو"..
بلدية مكسيكية اعتمدت على "التحويلات المالية" للمهاجرين لتنمية المجتمع

"أرشيفية"
"بدون التحويلات المالية، كنا سنعيش بدرجة عالية جدا من التهميش" هكذا قال سكان "شيتشو"، وهي بلدية تعد واحدة من أكثر البلديات تهميشا في غواناخواتو (وسط المكسيك).
تقول أنجليكا ماريا خيمينيز إسبينولا: "في كثير من الأحيان لا تنظر السلطات إلينا أو تعرف احتياجاتنا".
تأتي "إسبينولا" من كاسيتاس، وهو مجتمع في بلدية شيتشو، وهي تبلغ من العمر 40 عاما وقد وافقت على التحدث مع المنظمة الدولية للهجرة لمشاركة ما يحدث في مجتمعها بينما تحتفل المنظمة باليوم الدولي للتحويلات العائلية في عام 2023.
يتكون مجتمع "إسبينولا" من 800 نسمة، فيما غادر الكثير من سكانه إلى الولايات المتحدة، حيث صنعوا حياة أخرى في ذلك البلد، لكن القليل منهم نسوا "شيتشو"، تلك البلدية التي تدعوهم كل عام لزيارة المدينة في 26 ديسمبر.
و"إسبينولا" هي جزء من المجتمع ورئيسة لجنة نادي "مهاجر من سييرا"، وهي جمعية مدنية تروج للأشغال العامة في "شيتشو" وهي ممولة من التحويلات المالية للمهاجرين.
في عام 2022 أطلقوا مشروعا لتمهيد الطريق الذي يربط منازل المجتمع بالمدرسة، في السنة الأولى أقنعوا السلطة البلدية باستثمار 200 ألف بيزو (حوالي 11600 دولار أمريكي) وفي عام 2023 حققوا ذلك، بين المهاجرين وسلطة البلدية والدولة ووفروا بالفعل مليون بيزو (نحو 57900 دولار أمريكي) جاهزة للاستثمار.
بدأ العمل في 7 يونيو وسيفيد قبل كل شيء طلاب المدرسة وأولئك الذين يزورون "شيتشو".
وتقول "إسبينولا": "تعد (شيتشو) واحدة من أكبر المجتمعات هنا.. نحن في منطقة محمية في سييرا دي غواناخواتو.. نحن مدينة تعيش من الريف، نزرع الذرة والتفاح والكمثرى والخوخ والفاصوليا...".
ويوضح زعيم المجتمع، أن 80% من أقاربهم موجودون في الولايات المتحدة، ومن هناك لا يرسلون التحويلات المالية إلى أقاربهم فقط، ولكن أيضا إلى المجتمع بأكمله، مشيرا إلى أن خمسة أعضاء من نادي "مهاجر من سييرا" يرسلون لهم أموالا من أوستن، تكساس.
يقول رئيس البلدية: "قد يبدو العمل متواضعا، لكنه يمكن أن يؤدي إلى ظروف إنمائية جديدة وتوليد الدخل من خلال تسهيل الزيارات إلى المجتمع.. هناك العديد من الأشخاص من البلديات الأخرى الذين يحبون القدوم إلى الجبال.. نريد تحسين الوصول إلى المجتمع بحيث تتم زيارته بشكل أكبر".
"إسبينولا" لديها كلمات لأولئك الذين غادروا تقول: "معظمهم من الناس المهتمين.. لديهم نفس الرغبة مثلنا في أن يتحسن المجتمع وأن يكون له تقدم كبير"، كما تقول المرأة التي تدرك أنه بالنسبة لأولئك الذين غادروا "كانت هناك دائما ظروف معيشية أفضل".
التحدي الذي يواجهها هي وجيرانها هو العمل على التحسينات في منطقة كاسيتاس والمناطق المحيطة بها، وتعترف بأن السير جنبا إلى جنب مع المهاجرين أمر ضروري لأن "اقتصاد المجتمع ليس لديه القدرة على القيام بهذا الاستثمار".
بالنسبة للباحث رودولفو غارسيا زامورا، على عكس الآخرين، تعتبر التحويلات الجماعية مهمة لأنها مورد جيد لتنمية مجتمعات المنشأ.
وفي كتابه "الهجرة والتحويلات المالية والتنمية المحلية" يعتبرها موردا اقتصاديا جيدا يجسد "رابطة عفوية وتضامنية بين مجموعات المجتمع المدني"، ويشير أيضا إلى أن موارد الجماعة هذه مخصصة في معظمها للاستثمار وتعزيز ترتيبات التمويل الخاصة.
ووفقا لـ" زامورا": "للتحويلات الجماعية دور إيجابي ثلاثي: فهي تشكل صندوق تضامن لمنظمات المهاجرين يوحدهم، ويسمح لهم بتمويل الأعمال الاجتماعية المهمة في مجتمعاتهم الأصلية، ويحول مجتمعات المهاجرين ثنائية القومية إلى محاورين مع السلطات المحلية".
وبعبارة أخرى، يشرح خوان هيرنانديز، وزير شؤون المهاجرين والاتصال الدولي في ولاية غواناخواتو، ذلك للمنظمة الدولية للهجرة: "التحويلات المالية هي أكبر علامة على حب المهاجرين لأحبائهم".
ووفقا لـ"هيرنانديز": "الموارد التي يرسلونها هي حتى لا يكون هناك نقص في الغذاء في المنازل التي اضطروا إلى التخلي عنها، لأطفالهم للذهاب إلى المدرسة بالزي الرسمي، أو لجلب أدوية كبار السن، وبالمثل، نظم المهاجرون أنفسهم في شبكات (نوادي عابرة للحدود الوطنية) لتوليد مشاريع تفيد أماكنهم الأصلية".
وفي عام 2022، وصلت التحويلات المرسلة من الخارج إلى المكسيك، ومعظمها من الولايات المتحدة، إلى رقم قياسي بلغ 58487 مليون دولار، بزيادة 13.4% على عام 2021.
وفي أبريل من هذا العام، بلغ إجمالي التحويلات 5003 ملايين دولار، بزيادة 6.3% على الشهر نفسه من عام 2022، وفقا لبيانات البنك المركزي المكسيكي.
ومع ذلك، بالنسبة لوزير المهاجرين في غواناخواتو، "التحويلات ليست فقط أرقاما تقاس بمليارات الدولارات التي تعبر حول العالم" ولكن "إمكانية لتغيير أشياء كثيرة للأفضل.. يمكن أن تصبح أيضا فرصة لإنقاذ حياة طفل، على سبيل المثال".
في حالة "شيتشو"، كانت الفائدة الأكثر وضوحا هي تحسين شارع مجتمع المنشأ وتسهيل الوصول إلى المدرسة، ولكن هذه الموارد يمكن أن يكون لها تأثير مضاعف، والمساهمة في إعادة تنشيط الاقتصاد المحلي وتحفيز ريادة الأعمال.
تدرك "إسبينولا" أن أوجه التآزر الموجودة اليوم إيجابية للغاية، وأن حمل سلطات الولايات والبلديات على توسيع فوائد وصول التحويلات الجماعية أمر جدير بالثناء، لكنها تذكر بأن بذرة التنمية المجتمعية كانت مبكرة.
تقول: "لقد تم القيام بهذه الأنشطة منذ أن كان آباؤنا قادة المجتمعات، أي قبل 25 أو 30 عاما".
يذكر أنه في عام 2021، كانت المكسيك ثاني بلد مقصد للتحويلات في العالم، ولم تتجاوزها سوى الهند منذ عام 2022، وارتفع حجم التحويلات لمدة 36 شهرا متتاليا، ويتجاوز بالفعل صادرات النفط من حيث القيمة، وتشكل التحويلات موردا متزايد الأهمية للتنمية والدينامية الاقتصادية في المكسيك.