وكالات..
صحيفة: جهود امريكية لدعم اوكرانيا وإنها الصراع السوداني والتفاهم الصيني

"أرشيفية"
أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا تشمل قدرات دفاع جوي وذخيرة حيوية. تأتي هذه المساعدات في إطار "مبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية"، وذلك في ظل تصاعد الآثار السلبية للتمرد المسلح الذي يشنه مرتزقة شركة فاغنر العسكرية على استقرار روسيا وجهودها العسكرية في أوكرانيا، بالإضافة إلى تأثيرها على مكانتها الدولية.
في المقابل، تبذل الولايات المتحدة الأمريكية جهودًا لكسر الجليد وتعزيز التفاهم والتعاون مع الصين، بهدف تجنب الصراعات بين البلدين. وفي مسعى لتخفيف التوتر، في التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن بنظيره الصيني شي جينبينغ للمرة الأولى في تشرين الثاني /نوفنبر، وفي منتصف حزيران يونيو، توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى بكين حيث استقبله الرئيس الصيني، وهو لقاء فُسّر على أنه تقدّم دبلوماسي. بالإضافة إلى ذلك، تزور وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، الصين هذا الأسبوع حيث ستعقد اجتماعات مع مسؤولين صينيين، وفقًا لإعلان الوزارة. يهدف الاجتماع إلى تعميق وتعزيز الاتصالات بين البلدين وتحقيق استقرار في العلاقات لتجنب سوء التفاهم، وتوسيع التعاون حيثما أمكن ذلك. وعليه، يركز التوجه الأمريكي نحو الصين مؤخرًا، على تحقيق تفاهمات بناءة وتعاون في المجالات المختلفة، بهدف الحفاظ على استقرار العلاقات وتجنب التوترات الزائدة.
لا علاقة لأمريكا بالتمرد في روسيا
"أمريكا لا تتدخل في ديناميكيات الوضع الداخلي في روسيا وليست طرفًا فيما يحدث". هذا ما أكدته المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية هالة غريط في حديث خاص لـ"جسور". تابعت غريط بالقول إنه لا يزال من المبكر جدًا تحديد الآثار المترتبة على الوضع الحالي في روسيا، وإن الولايات المتحدة مستمرة في متابعة الوضع والتنسيق الوثيق مع الحلفاء والشركاء.
مع ذلك، أكدت غريط أن الدعم الأمريكي لأوكرانيا سيستمر وأن الرئيس جو بايدن كان قد أعلن ذلك بشكل صريح. وقد أعلنت الولايات المتحدة مؤخرًا عن حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا، مؤكدة بذلك أن دعمها قوي ومتين، بخاصة أن قوات روسيا لا تزال تشن هجمات صاروخية على أوكرانيا، وبالتالي فإن الدعم الأمريكي لأوكرانيا لا بد أن يستمر.
مساعدات أمريكية لاوكرانيا
في ردها على سؤال حول استمرار دعم الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا، أكدت المتحدثة الإقليمية هالة غريط أن الولايات المتحدة وبدون شك لن تتوقف عن دعم أوكرانيا أو تتوانى عن تأمين المساعدات، مشيرةً إلى أنه في 27 يونيو 2023، تم الإعلان عن تقديم تجهيزات ومعونة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار، تتضمن أسلحة ومعدات أمريكية من مخزونات وزارة الدفاع. وستدعم هذه الحزمة العمليات الهجومية المضادة لأوكرانيا من خلال توفير معدات مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتها في ساحة المعركة.
وأضافت غريط أن "شجاعة الشعب الأوكراني لا تزال تلهم العالم"، وأن روسيا بدأت هذه الحرب غير المبررة ضد أوكرانيا، ويمكنها أن تنهي هذه الحرب في أي وقت من خلال سحب قواتها ووقف هجماتها الوحشية على المدن والشعب الأوكراني. وعليه، وإلى أن تقوم روسيا بذلك، فإن الولايات المتحدة وحلفائها والشركاء سيبقون متحدين مع أوكرانيا.
تعايش سلمي بين الولايات المتحدة والصين
وفي تقيم العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، أوضحت غريط لـ"جسور" أن النهج الذي يتبعه الرئيس بايدن في التعامل مع الصين لم يتغير، حيث "نسعى إلى تعزيز المنافسة بشكل مسؤول بدلاً من الانخراط في صراعات، ونؤكد أهمية الحفاظ على وجود قنوات اتصال مفتوحة، فهذا الأمر يكتسب أهمية أكبر في الوقت الحالي من أي وقت مضى. وكما أعربنا سابقًا، فنحن جاهزون للمشاركة في محادثات على أعلى المستويات مع الصين، من الرئيس وحتى المستويات الأدنى، كما يتضح ذلك من زيارات وزيرة الخزانة يلين ووزير الخارجية بلينكن. وقد أكد وزير الخارجية بلينكن هذه النقطة خلال زيارته الأخيرة للصين.
الصراع في السودان
بخصوص الجهود الأمريكية مع الشركاء لإنهاء الصراع في السودان، أشارت غريط لـ"جسور" إلى أننا "نتابع الوضع الحالي في السودان بقلق بالغ. إلا أنه وعلى الرغم من عدم تحقيق التقدم المطلوب في المحادثات التي جرت في جدة لتحقيق وقف دائم للقتال، فقد ساهمت في توصيل المساعدات الإنسانية لحوالي 2.5 مليون شخص في السودان ومنحهم بعض الراحة. ومع ذلك، لم تظهر الأطراف المتصارعة الإرادة السياسية الضرورية لتنفيذ التزاماتها بموجب اتفاقات وقف إطلاق النار وشروط إعلان جدة لحماية المدنيين في السودان. وهنا يجب الاعتراف بأن المحادثات في جدة لم تكن عملية سياسية. ويتطلب الحل الدائم لهذا الصراع جهودًا وعملاً والتزامًا أكبر من الأطراف المتنازعة".
وأكملت غريط قائلة إنه "منذ بدء المحادثات في جدة في 4 مايو، كان هدفنا مزدوجًا. الأول هو توفير تسهيل عاجل للمحادثات لتحقيق وقف دائم للأعمال العدائية، والثاني هو تمكين توصيل المساعدات الإنسانية واستئناف الخدمات الأساسية وتنفيذ تدابير بناء الثقة الأخرى".
انتهاكات وفظائع خطيرة في السودان
في السياق، تم ارتكاب انتهاكات خطيرة لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل الأطراف المتصارعة في السودان. وعندما يتبين للأطراف جديتهم في التزامهم، فإن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية على استعداد لاستئناف المباحثات المؤجلة، وذلك نظرًا لعدم وجود حل عسكري لهذا الصراع القائم. سيستمر المساعدون أيضًا في تنسيق جهودهم مع الشركاء الإقليميين والدوليين، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية للتنمية، وكذلك الجهود الدولية لتعزيز اتفاق المدنيين لاستئناف الانتقال الديمقراطي في السودان.
وصرحت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هالة غريط لـ"جسور" مؤكدةً أن "الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان والأعمال العنيفة المروعة في السودان، بحيث أن هناك تقارير موثوقة تفيد بوقوع أعمال عنف جنسي وجرائم قتل على أساس عرقي في غرب دارفور على يد قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها. والجرائم البشعة المبلغ عنها في غرب دارفور ومناطق أخرى تذكرنا بالأحداث المروعة التي دفعت الولايات المتحدة إلى التأكيد في عام 2004 أن إبادة جماعية قد وقعت في دارفور. كما تشمل التقارير حوادث قتل جماعي بناءً على أسس عرقية، واعتداءات على قادة المجتمع والأطباء والصحفيين، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف الجنسي، لاسيما في غرب دارفور".
مرصد نزاع السودان
يشار إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية قد موّلت منصة جديدة عن بعد تهدف إلى جمع المعلومات حول الأنشطة النزاعية في السودان والإبلاغ عنها بهدف وقف القتال. تسمى هذه المنصة "مرصد النزاع في السودان" وتهدف إلى تعزيز الشفافية والمساءلة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان والاستجابة للاحتياجات الإنسانية للشعب السوداني. تصدر المرصد تقارير عامة حول أنشطة النزاع التي تؤثر على المدنيين في السودان، وتستخدم بيانات تجارية ومفتوحة المصدر في تجميع هذه التقارير.
وبالإضافة إلى ذلك، تصدر تقارير مخصصة تساعد في تعزيز العمليات الإنسانية الجارية. تتيح هذه التقارير للجمهور الاطلاع على بعض المعلومات التي تم جمعها. وتعليقا على ذلك تعتقد غريط "أن التركيز على أنشطة النزاع يمكن أن يساهم في زيادة الضغط على الأطراف المتحاربة وترهيب التهديدات التي يتعرض لها المدنيون، وهذا قد يؤدي في النهاية إلى تحقيق سلام مستدام. إن إنشاء هذه المنصة يؤكد التزام الولايات المتحدة بالعمل مع الشركاء لحماية المدنيين من خلال إنهاء الصراع العسكري في السودان والتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان وضمان وصول المساعدات الإنسانية الحيوية للفئات الأكثر ضعفًا والنازحين جراء القتال، بما يضمن تقديم المساعدة الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق".
علاوة على ذلك، قامت الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات إضافية عن طريق فرض عقوبات على الأطراف المتحاربة لحثها على تغيير سلوكها. وفي الأول من حزيران/يونيو، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركات وكيانات تساهم في استمرار الصراع في السودان، بهدف حرمانها من الموارد اللازمة لدفع المرتبات للجنود وإعادة التسلح وتزويد الأطراف المتحاربة بالسلاح. وتقف الولايات المتحدة إلى جانب المدنيين وتتخذ إجراءات ضد أولئك الذين يرتكبون أعمال عنف ضد الشعب السوداني.
الولايات المتحدة لم تغير موقفها تجاه سوريا
أما بالنسبة لسوريا أعلنت غريط عبر "جسور" بأن الموقف الأمريكي تجاه سوريا لم يتغير، وأكدت أن الولايات المتحدة لا تزال تطالب بحل سياسي وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254، "وهو الحل الوحيد القادر على تحقيق طموحات الشعب السوري وضمان العدالة ومستقبلٍ أفضل له. ترفض الولايات المتحدة تمامًا التطبيع مع نظام الأسد وتستنكر الأعمال الوحشية التي ارتكبتها الحكومة السورية على مدى أكثر من اثنتي عشرة عامًا، بما في ذلك القتل والتعذيب والاختفاء القسري واستخدام الأسلحة الكيميائية وغيرها من الانتهاكات الإنسانية".
وأشارت هالة غريط إلى أن الولايات المتحدة ترحب بقرار كندا وهولندا ببدء إجراءات قانونية في المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة نظام الأسد على انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة بشأن تعذيب آلاف الأفراد، بحيث تؤكد أن هذه الانتهاكات تم توثيقها جيدًا ويجب محاسبة نظام الأسد عليها.
وبحسبها إن "الولايات المتحدة وشركاؤها الدوليون مستمرون في التعاون من أجل البحث عن حل سياسي دائم للصراع في سوريا يرتكز على العدالة والمساءلة. وتربط هذا العمل بالتزام الدائم تجاه الشعب السوري ودعمه". كما أعلنت أنه وفي مؤتمر بروكسل السابع بشأن "دعم مستقبل سوريا والمنطقة"، "قد تم الإعلان عن تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 920 مليون دولار لسوريا، ليصل إجمالي المساعدات الإنسانية من الحكومة الأمريكية إلى سوريا والمنطقة إلى 1.1 مليار دولار في السنة المالية 2023 وحوالي 16.9 مليار دولار منذ بداية الأزمة المستمرة منذ 12 عامًا."
وأخيرًا، أصرّت غريط على "أهمية تأمين وصول المساعدات الإنسانية غير المقيدة إلى جميع مناطق سوريا" وحثت مجلس الأمن الدولي على "إعادة تفويض المساعدات الإنسانية العابرة للحدود في سوريا هذا الشهر". كما شددت على "دعم الولايات المتحدة لتمديد تفويض فتح الطرق الثلاثة الحدودية لمدة 12 شهرًا لضمان وصول المساعدات الإنسانية المتوقعة إلى الملايين المحتاجين في شمال غرب سوريا."
احترام سيادة لبنان
وفي جوابها على سؤال بشأن انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قالت لـ"جسور": "كما ذكرت سابقًا، نحن واضحون جدًا فيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة. لا ندعم أو نعلق على أي سياسي أو شخصية أو حزب محدد في لبنان، وذلك حتى نحترم سيادة لبنان. نحن مستعدون للتعاون مع الحكومة التي يختارها الشعب اللبناني."
وتابعت: "نتمنى أن يتوقف قادة ونخب لبنان عن وضع مصالحهم الشخصية وطموحاتهم فوق مصالح الشعب والبلد. فالأمر يتعلق بتحقيق مصالح الشعب اللبناني ورفاهيته، وهذا هو الأمر الذي يجب أن يكون في صدارة أولويات الجميع."