وزيرة الخارجية الألمانية: أزمة المناخ لا تعرف حدوداً وتهدد أمن الجميع

"أرشيفية"
حذّرت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، من أن أزمة المناخ تضرب عبر القارات بكل قوتها، فهي لا تعرف حدودًا وتهدد أمن الجميع، مؤكدة أنه لهذا السبب من المهم أن تضع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بصفتها منظمة أمنية، قضية المناخ على أجندتها.
وشددت "بربوك"، في بيان قبيل مغادرتها لحضور مؤتمر المناخ لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا، على الحاجة إلى تعزيز التعاون عبر الحدود عندما يتعلق الأمر بحماية المناخ، واتخاذ إجراءات ملموسة.
ودعت الوزيرة الألمانية إلى تأسيس صندوق مناخي جديد تابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وأعطت "بربوك" لمحة عن الأحداث المرتبطة بالتغير المناخي في الربيع الماضي، مشيرة إلى وصول تأثير حرائق الغابات الكندية إلى الساحل الغربي لإسبانيا، حتى إن المئات يفرون من منازلهم، بينما في كازاخستان يسافر الناس عندما تحترق مساحات شاسعة من الغابات.
ولفتت إلى أن دول آسيا الوسطى وأوروبا يسعيان للتواصل بشأن القضايا الأمنية، مضيفة أن برلين تعهدت بثلاثة ملايين يورو أخرى لمشروعات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في المنطقة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.