خطورة بالغة وإفراز لأجيال متطرفة
التغلغل الإخواني في أوروبا

تسعى جماعة الإخوان، وتنظيمها الدولي إلى الانتشار عالميًّا لا سيما في القارة العجوز، للبحث عن حواضن جديدة، وعبر خطاب مزدوج، تغلغلت داخل الأوساط الأوروبية، من خلال استخدام شعارات تنادي بالديمقراطية والتعايش السلمي بين طوائف المجتمع، بينما في الدول العربية والإسلامية تتحدث إلى المجتمع بصيغة «الأنا»، واستخدام الإسلاموفوبيا كسلاح للتأثير في معارضيها، وجذب مزيد من المؤيدين إلى صفوفها.
امتد نشاط الإخوان داخل أوروبا في محاولة الضغط على صانع القرار الأوروبي؛ لتحقيق مطالب الجماعة، وزرع جيل جيل أشد خطورة، الهدف منه نشر أفكارها المتطرفة في الأجيال الجديدة، وذلك عبر توظيف مناهجها المتشددة في بعض المؤسسات.
الخطر
ينتشر الخطر الإخواني داخل القارة العجوز، عن طريق مراكز الجماعة المتمركزة في الدول الكبرى مثل بريطانيا وألمانيا وإيطاليا، إضافة إلى المؤتمرات والاجتماعات الدورية والسنوية، التي تنظم لجذب أكثر من 170 ألف زائر لدغدغة مشاعر المسلمين، عن طريق الندوات السياسية والدينية المتكررة، والتي تصب في صالح الجماعة والتنظيم الدولي.
في بريطانيا، سيطرت قيادات الإخوان بشكل تام على 13 منظمة وجمعية في لندن وحدها، عبر ثلاث قيادات هم: «عصام الحداد» و«إبراهيم منير» والأخير «إبراهيم الزيات» الذي ترأس في وقت سابق مؤسسة «ألمانيا الإسلامية GID»، إضافة إلى منتدى الشباب المسلم في أوروبا، وهو شبكة تتألف من 42 منظمة تجمع الشباب من أكثر من 26 بلدًا، كما له صلات وعلاقات مع البرلمان الأوروبي.
أما داخل ألمانيا، رصدت هيئة حماية الدستور الألمانية «الاستخبارات الداخلية» تزايدًا ملحوظًا في نفوذ الجماعة داخل ولاية سكسونيا شرق البلاد، إذ أعلن رئيس الهيئة المحلية بولاية سكسونيا «جورديان ماير بلات» أن الإخوان استغلت عبر منظمات مثل الجمعية الثقافية «ملتقى سكسونيا» نقص دور العبادة للمسلمين الذين قدموا إلى سكسونيا كلاجئين، لتوسيع هياكلها ونشر تصورها عن الإسلام السياسي، إضافة إلى شرائهم مبانٍ على نحو واسع لتأسيس مساجد أو ملتقيات للمسلمين، ويحدث ذلك بشكل مكثف في مدن «لايبتسيج وريزا ومايسن وبيرنا ودريسدن وباوتسن وجورليتس».
أما في إيطاليا، فكان الوجود الإخواني عبر السيطرة على دور العبادة، معتمدة في ذلك على التمويل القطري، إذ مولت قطر حوالي (140) مسجدًا ومركزًا إسلاميًّا في أوروبا بقيمة (71) مليون يورو تتركز معظمها في إيطاليا.
وأدركت جماعة الإخوان أن السيطرة على أوروبا تكمن في السيطرة على المجالس الإسلامية المركزية؛ ما يجعلها قادرة على الضغط السياسي على الحكومات الغربية في أكثر من اتجاه، لما تملكه المجالس المركزية الإسلامية من نفوذ على قطاع كبير من الجاليات المسلمة، أبرزها المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، والمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، والمجلس الإسلامي في برلين، والمركز الإسلامي في ميونيخ، والمجلس الأعلى للشباب المسلم، والمجلس الإسلامي في بريطانيا، والإخوان واتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، والإخوان واتحاد المجتمعات الإسلامية في إيطاليا، وغيرها.
جيل أشد خطورة
وتحذر مجلة «كلوزير» الفرنسية، من خروج جيل جديد للإخوان أشد خطورة في أوروبا يحمل أفكار التنظيم المتطرفة، مدللة على ذلك بالتصريحات التحريضية ليوسف القرضاوي مفتي الإرهاب الإخواني، والذي يدافع مرارًا وتكرارًا عن الهجمات الانتحارية، والعنف ضد المرأة أو يبررها، لافتةً إلى أنه بالرغم من انسحاب «القرضاوي» عن رئاسة بعض هذه المؤسسات إلى أن مجموعة من الباحثين تسلموا الشعلة منه، ويسيرون على خطاه وتعاليمه.
وتحت عنوان «تنظيم الإخوان في أوروبا: أخطر أقلية»، قالت المجلة «إن تنظيم الإخوان الذي تأسس عام 1928، وتم حظره في العديد من البلدان، يقدم حاليًّا جيلًا جديدًا وأحفادًا ويطور استراتيجيته الدعوية في جميع أنحاء أوروبا»، لافتة إلى أن الهدف المعلن لمؤتمراتهم هو تعليم جيل الشباب كيفية التعبير عن رسالة وروح الإسلام في العالم الغربي، ولكن في حقيقة الأمر كانت دعوة للانضمام إلى التنظيم، واعتناق فكرهم، معتبرة أنهم أقلية تثير الفتنة، وتبث سمومها في القارة العجوز، بتمويل قطري.