الغارديان: الاستشاريون في مستشفيات بريطانيا يعلنون إضرابين جديدين الشهر المقبل

"أرشيفية"

موسكو

أعلن استشاريو هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، الذين يشاركون في إضراب يومي الخميس والجمعة، عن إضرابين آخرين الشهر المقبل، وألقوا باللوم على "خفض وحشي آخر للرواتب"، وفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

وقالت الجمعية الطبية البريطانية (بي إم إيه) إن زيادة الراتب مقابل التضخم كانت سخيفة، حيث بلغت أقل من 6 في المئة، ودفعت كبار الأطباء للإعلان عن مواعيد الإضراب الجديدة، وأكدت الجمعية أن الاستشاريين على استعداد للمشاركة فى الإضرابات "على المدى الطويل" وأن المزيد من التواريخ ستتبع.

وتقول الجمعية الطبية البريطانية إن رواتب الاستشاريين قد انخفضت بنسبة 35% منذ 2008-2009 وإنه يجب على الحكومة تقديم عرض يعالج تآكل رواتبهم، كما تريد التزاما بإصلاح نظام مراجعة الأجور واستعادة استقلاليتها عن الحكومة وفق الصحيفة.

وقال رئيس لجنة الاستشاريين في الجمعية الطبية البريطانية الدكتور فيشال شارما، إن العرض كان مهينًا، مضيفًا: "لطالما كان المستشارون واضحين أن الإضراب الصناعي هو الملاذ الأخير ولكن في مواجهة نية الحكومة التقليل من قيمة خبرة الاستشاريين وعدم احترامهم، لم يُترك لنا أي خيار؛ لقد تم تخفيض رواتبنا عامًا بعد عام، ووضعنا حياتنا على المحك أثناء تفشي جائحة، والآن ندير تراكمًا قياسيًا في الرعاية."

ويخشى رؤساء هيئة الخدمات الصحية الوطنية من أن إضراب الاستشاريين -الأول منذ 50 عامًا- سيؤدي إلى تأجيل علاج أكثر من 49 ألف علاج يوميًا نتيجة لإضراب الأطباء المبتدئين، والذي يستمر حتى الساعة 7 صباحًا يوم الثلاثاء. وقد ارتفع عدد الأعمال المتراكمة من 7.2 مليون، عندما تعهد ريشي سوناك لأول مرة بإلغاء قوائم الانتظار، إلى ما يقرب من 7.4 مليون.

قال شارما: بالنظر إلى التخفيضات المتتالية للأجور بالقيمة الحقيقية على مدى السنوات الـ15 الماضية، فإن الزيادة المقترحة الأخيرة للاستشاريين لا يمكن أن تقدم "دليلاً أفضل على الحاجة إلى إصلاح نظام مراجعة الأجور".

أزمة غلاء معيشة

وتشهد بريطانيا ودول أوروبا ارتفاع التضخم، حيث أعاقت الحرب الروسية في أوكرانيا إمدادات الطاقة والمواد الغذائية الأساسية مثل القمح.

وارتفعت الأسعار بالفعل قبل الحرب، حيث أدى التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كوفيد-19 إلى طلب قوي من المستهلكين.

دفعت أسوأ أزمة غلاء معيشة تشهدها بريطانيا منذ أجيال كثيراً من سكان برادفور في شمال إنجلترا نحو مركز لتوزيع المساعدات الغذائية لاستلام حصص توصف بأنها "إنقاذية" فيما خرج آلاف المواطنين في وسط العاصمة البريطانية "لندن"، احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة.

مؤخرا نفذ عمال السكك الحديدية والأطباء والعاملون في قطاعات التمريض والبريد والمطارات في بريطانيا إضرابا عن العمل، بعد فشل مفاوضات بشأن زيادات في الأجور تماشيًا مع التضخم الذي سجل مستويات قياسية.

وفي سياق متصل، أعلن الاتحاد الوطني للتعليم البريطاني، أن الإضراب بين أعضائه في الخريف المقبل سيكون السبيل الوحيد المتاح إذا لم يتم حل الخلاف مع الحكومة بشأن رفع المرتبات لمواجهة ارتفاع التضخم.

وأدى ارتفاع أسعار الوقود إلى تفاقم أزمة كلفة المعيشة للأسر البريطانية، التي تعاني من ارتفاع فواتير الطاقة وأعلى معدل تضخم خلال 4 عقود، كما ارتفعت أسعار الديزل في المملكة المتحدة بسبب قرار الدولة حظر شحنات الوقود من روسيا، وهو ما زاد من حالة الاستياء لدى شريحة كبيرة من فئات الشعب البريطاني التي لا يسمح دخلها بمواكبة التضخم وارتفاع الأسعار.