استمرار المعارك في السودان.. وقوات الدعم السريع تنفي قتل مدنيين بدارفور

"أرشيفية"

وكالات

نفت قوات الدعم السريع في السودان اتهامها بقتل مدنيين في إقليم دارفور، عازية هذا الأمر إلى صراعات قبلية، فيما تستمر المعارك مع الجيش السوداني في محيط العاصمة السودانية.

وقال سكان في الخرطوم، الأحد، إن "الطيران الحربي قصف تجمعات للدعم السريع في حي الجريف شرق" بشرق النيل، وأشاروا إلى تصدي قوات الدعم السريع باستخدام "مضادات أرضية"، وفق وكالة فرانس برس.

وفي ضاحية غرب الخرطوم الكبرى، أم درمان، أفاد شهود بأن "الطيران الحربي قصف محلة أمبدة في غرب المدينة"، فيما شهد وسط المدينة "قصفا مدفعيا باتجاه كلية قادة الأركان المجاورة لمستشفى السلاح الطبي وسلاح المهندسين".

وقال شهود أيضا، إن "مسيّرات تابعة للدعم السريع نفذت قصفا على السلاح الطبي بأم درمان".

اشتباكات عنيفة

وغرب البلاد، أفاد شهود بوقوع "اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة في مدينة كاس التي تبعد نحو 80 كيلومترا شمال غرب نيالا"، عاصمة ولاية جنوب دارفور.

وفي هذا الصدد، أشارت قوات الدعم في بيان، الأحد، إلى تحقيقها "السيطرة الكاملة على قيادة اللواء 61 بمدينة كاس".

ومنذ اندلاعها في 15 إبريل الماضي، أسفرت الحرب بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، عن مقتل 3 آلاف شخص على الأقل وشردت أكثر من 3 ملايين شخص.

وتتركز المعارك في العاصمة وضواحيها وإقليم دارفور بغرب البلاد، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليونا.

وفي دارفور، دُمرت قرى وأحياء بكاملها، فيما دفن مدنيون في مقابر جماعية وتم اغتيال قادة محليين بسبب انتمائهم العرقي من قبل قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها.

"صراع قبلي بحت"

الأحد، رحبت قوات دقلو في بيان منفصل بانضمام بعض مجندي شرطة الاحتياطي المركزي إليها بمدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، مشيرة إلى أن عدد المنضوين في صفوفها بلغ "270 من الضباط وضباط الصف والجنود".

وكانت قوات الدعم نفت في بيان، السبت، اتهام منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية لها "بإعدام 28 فردا على الأقل من إثنية المساليت وقتل وجرح عشرات المدنيين"، وهي إحدى أبرز المجموعات العرقية غير العربية في غرب دارفور.

وعزت ما جرى إلى "صراع قبلي بحت هو قديم متجدد ولم تكن قوات الدعم السريع طرفًا فيه".

وكانت تقارير عديدة من منظمات إغاثة وأخرى أممية تحدثت عن وقوع فظاعات، بما فيها عنف جنسي، ما دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى إعلان فتح تحقيق في جرائم حرب محتملة.

استئناف المفاوضات

والسبت، عاد ممثلون للجيش السوداني إلى مدينة جدة السعودية لاستئناف المفاوضات مع قوات الدعم السريع، فيما دخلت الحرب بين الطرفين شهرها الرابع.

ولم تعلق قوات الدعم السريع على استئناف مفاوضات جدة التي أعلن راعياها السعودي والأمريكي الشهر الماضي "تعليقها" إلى أجل غير مسمى.

وكان طرفا النزاع أبرما هدنات عدة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، شهدت خروقا كثيرة، كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.

وسبق أن اعترضت الخارجية السودانية على ترؤس الرئيس الكيني وليام روتو للجنة رباعية منبثقة من إيغاد، متهمة نيروبي بالانحياز لقوات الدعم السريع.

وبحسب بيان، السبت، لمجلس السيادة الانتقالي في السودان، فقد تلقى البرهان اتصالا هاتفيا من الرئيس الكيني.

وأفاد البيان بأن البرهان "نقل للرئيس الكيني أسباب تحفظ حكومة السودان على رئاسة كينيا للجنة الرباعية.. ورفضه مخرجات القمة التي عقدت في أديس أبابا مؤخرا، حيث لا يمكن إدخال قوات شرق إفريقيا (إيساف) بدون موافقة حكومة السودان".