ترجمات..

انطلاق مباحثات المناخ بين واشنطن وبكين مجدداً وسط تعهدات بخطوات كبيرة

"أرشيفية"

واشنطن

بدأ مبعوث المناخ الأمريكي، جون كيري، أولى مباحثاته الرئيسية بشأن المناخ مع مسؤولين صينيين في نحو عام، إذ تعهد كلا الجانبين بالعمل من أجل تحقيق نتائج ملموسة، على الرغم من التوترات الشديدة بين القوتين المتنافستين.

ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء، عن مبعوث المناخ الصيني، شي شينهوا، قوله إن الصين تسعى لإجراء حوار "حقيقي" هذا الأسبوع، حيث اجتمع مسؤولون في بكين للبدء في المباحثات التي تستمر لمدة 3 أيام.

وأضاف أن تبادل الآراء تلك بشأن المناخ والتحول الأخضر، يمكن أن يسهم في "تحسين علاقاتنا الثنائية".

وعبر كيري، الذي وصل بكين أمس الأحد، عن أمله في أن تقطع الصين والولايات المتحدة "خطوات كبيرة تبعث برسالة إلى العالم" عن مدى الجدية التي يواجه بها الطرفان، التهديد المشترك على البشرية.

وأضاف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق: "آمل أن نستطيع العمل بأكبر عزيمة لدينا على الإطلاق، من أجل محاولة إنجاز ذلك".

ووفقا للتلفزيون المركزي الصيني الحكومي، امتد اجتماع كيري وشينهوا إلى نحو 4 ساعات صباح اليوم الاثنين.

وبعد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزيرة الخزانة جانيت يلين، أصبح كيري ثالث سياسي أمريكي رفيع المستوى يزور الصين في غضون أسابيع قليلة، وستستمر زيارته حتى يوم الأربعاء.

وتعد زيارة كيري "علامة أخرى على أن الجانبين يبذلان جهودا لوقف التدهور في العلاقات الصينية الأمريكية"، حسب ما ذكرت افتتاحية في صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية الرسمية.

وبحسب الصحيفة تعد الصين والولايات المتحدة أكبر مصدرين لانبعاثات الغازات الدفيئة الضارة بالمناخ، وعليهما أيضا "تحمل مسؤولية خاصة لإيجاد أرضية مشتركة في التصدي المشترك لتغير المناخ".

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.