باريس تنخرط في مسار توحيد المؤسسة العسكرية الليبية

الانقسام السياسي يخلف دمارا في ليبيا

باريس

ناقش عدد من القيادات العسكرية الليبية خلال اجتماعات عقدت على مدى يومين في العاصمة الفرنسية باريس “تكوين وحدات مشتركة” لتحقيق ثلاثة أهداف أمنية، وفق بيان أصدرته وزارة الخارجية الفرنسية الثلاثاء.

وتعمل الوحدات العسكرية المشتركة على إرساء الأمن على الحدود الليبية والتصدي للإرهاب والتدخلات الأجنبية المزعزعة للاستقرار.

واستضافت العاصمة الفرنسية باريس يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، اجتماع رئيسي الأركان العامة التابعين لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة الفريق محمد الحداد، والقيادة العامة الفريق عبدالرازق الناظوري، بالإضافة إلى ضباط من اللجنة العسكرية المشتركة “5+5”.

وأوضحت وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية في بيان الإطار المؤسس لاجتماع العسكريين الليبيين في باريس، حيث قالت إن الاجتماع يأتي “في إطار اجتماعات عمل تتمحور حول توحيد المؤسسات العسكرية وإرساء الاستقرار في البلاد مع الحرص على احترام السيادة الليبية احترامًا كاملًا”.

وأضافت أنه “يندرج ضمن دعم فرنسا للحوار بين الجهات الفاعلة الأمنية في ليبيا وللأعمال التي حققت في إطار مجموعة العمل الأمنية التي تشارك في رئاستها الأمم المتحدة” والمنبثقة عن لجنة المتابعة الدولية لعملية برلين.

وأكد البيان الدبلوماسي أن “فرنسا تواصل دعمها للأمم المتحدة وللحركية الأمنية التي تحشد من جميع الجهات الفاعلة الليبية”، والتي أوضحت أنها “ترمي إلى تكوين وحدات مشتركة بغية تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية تتمثل في إرساء الأمن على الحدود الليبية والتصدي للإرهاب والتدخلات الأجنبية المزعزعة للاستقرار”.

ويأتي ذلك في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تثبيت ودعم واستدامة اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين طرفي اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” في 23 أكتوبر 2020 برعاية الأمم المتحدة والذي نص في أحد بنوده الرئيسية على تشكيل قوة عسكرية مشتركة.

وتعثرت محادثات إعادة توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا عدة مرات على الرغم من الدعم والوساطات الدولية من الأطراف المعنية بالشأن الليبي، كما كانت الولايات المتحدة تسيطر على مسار توحيد المؤسسة العسكرية الليبية.

ونوهت وزارة الخارجية الفرنسية في ختام البيان بأنه “ستجري متابعة هذه الأعمال في إطار مجموعات العمل الأمنية المقبلة التي تشارك في رئاستها الأمم المتحدة والتي ستعقد قريبًا في بنغازي في 25 يوليو 2023”.

واستضافت العاصمة طرابلس في 24 مايو الماضي أول اجتماع لمجموعة العمل الأمنية التابعة للجنة العمل الدولية لعملية برلين، بمشاركة أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” من شرق وغرب ليبيا، وبحضور ممثلي أعضاء المجموعة التي تضم إلى جانب الأمم المتحدة كلًا من فرنسا وبريطانيا وتركيا وإيطاليا والاتحاد الأفريقي.

وكانت قيادات الجيش الليبي قد أعلنت مطلع مارس الماضي عن تشكيل وحدة عسكرية مشتركة لحماية الحدود كخطة أولى لتوحيد المؤسسة العسكرية.

وفي مايو الماضي التقى الناظوري الملحق العسكري بسفارة فرنسا لدى ليبيا والوفد المرافق. وقال المركز الإعلامي لرئاسة الأركان التابعة للقيادة العامة في بيان، إن الاجتماع ناقش العديد من الموضوعات المتعلقة بتطوير المؤسسة العسكرية من خلال محاور عدة أهمها التدريب.

وحضر الاجتماع رئيس أركان القوات الجوية الفريق محمد المنفور ورئيس أركان القوات البحرية اللواء شعيب الصابر ومدير مكتب رئيس الأركان العميد مراد الصابر.

وفي 17 يونيو الماضي ناقشت اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” مع مكون مراقبة وقف إطلاق النار التابع للبعثة الأممية إجراءات إخراج المرتزقة والقوات والمقاتلين الأجانب.

وأوضحت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن الاجتماع الذي استمر يومين عقد في تونس العاصمة. وقد بحث خلاله الطرفان تنفيذ آلية مراقبة وقف إطلاق النار التي يقودها ويملكها الليبيون.

وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي قد دعا في 17 مارس الماضي أطراف النزاع المنخرطين في مباحثات توحيد المؤسسة العسكرية إلى دعم توفير بيئة آمنة لإجراء الانتخابات.

وتعاني ليبيا من أزمة سياسية مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس انبثقت من اتفاق سياسي قبل عام ونصف يرأسها عبدالحميد الدبيبة الرافض لتسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة، والثانية شرق البلاد مكلفة من البرلمان ويرأسها أسامة حماد.