اجتماع قطري-إيراني..
هل تستبدل مهمة لودريان بالمبادرة القطرية؟

"أرشيفية"
قد تبدو زيارة الموفد الفرنسي جان-إيف لودريان الثلاثاء كسابقاتها، لا جديد فيها على صعيد الملف الرئاسي اللبناني، غير أن الشهر الفاصل بين الزيارتين لم يخلُ من التطورات الاقليمة آخرها زيارة الموفد القطري محمد بن ناصر الخليفي إيران الأحد بطلب من اللجنة الخماسية للبحث في سبل للحلحلة، يضاف إليها سلسلة من الأمور المتعلقة بلودريان شخصياً قد تمنح مبادرته بعداً أكثر جدية خلال عودته المرتقبة خصوصاً وأن مهمته شارفت على الانتهاء.
ويرجح بعض المحللين السياسيين أن يكون انفتاح اللجنة الخماسية المستجد على إيران، أتى كتمهيد لقطع الطريق على الأحادية الفرنسية في الملف الرئاسي اللبناني، على أن تساهم قطر من خلال علاقاتها مع طهران، في التأثير على حزب الله المتمسك حتى الآن بخيار النائب السابق سليمان فرنجية، فيما ترشح الأطراف المعارضة الوزير السابق جهاد أزعور.
زيارة مفصلية
وكشف الصحافي والمحل السياسي وجدي عريضي في اتصال مع "جسور" أن زيارة الموفد القطري طهران "مفصلية وأساسية في ظل عودة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران".
ورأى أنها اتسمت بالايجابية أيضاً حيث "جرى الطلب من إيران مساعدة لبنان في انتخاب رئيس لاخراجه من أزمته" باعتبار أن تحالفاً ايديولوجياً عقائدياً وثيقاً يربطها بحزب الله" على أن تحصل على دور أكثر فعالية في "المفاوضات النووية والحوار الأميركي-الايراني".
زيارة على وقعين
في المقابل، اعتبر العريضي أن عودة لودريان إلى لبنان الثلاثاء تأتي على وقعين أساسيين أحدهما عام والآخر خاص.
فقد أكد أولاً أن "اللقاء الخماسي في الدوحة أعاد ضبط الأمور على التوقيت السعودي بالتزامن مع تصريحات لسفير المملكة في لبنان الدكتور وليد بخاري أشار فيها أن الطائف هو الأساس والمس به يعد قفزة في المجهول".
أما النقطة الثانية الأساسية تتعلق بلودريان شخصياً، وفقاً للعريضي "مهمة لودريان أوشكت على الانتهاء حيث سيتسلّم مهمة تطوير مدينة العلا في المملكة العربية السعودية وكونه وزير خارجية ناجح وديبلوماسي وصلب، لن يتوانَ عن تحقيق إنجاز منذ اللحظة وحتى أيلول تاريخ انتهاء مهمته ولكونه يتناغم أيضاً مع الدول الخمس وفي طليعتهم السعودية خصوصاً بعد زيارته جدة ولقائه بوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحات بحضور مستشار الأمانة العامة في مجلس الوزراء المسؤول عن الملف اللبناني الدكتور نزار العلولا والسفير بخاري".
من يضع الخيار الثالث؟
وكشف العريضي عما أسماه "الخيار الثالث" والمتجسد بأسماء مطروحة ومتداول بها حيث أكد بداية أن "قطر لا تزال متمسكة بقائد الجيش" وتحدث أيضاً عن ورقة النائب غسان سكاف التي تتضمن أسماء كل من قائد الجيش والوزير السابق زياد بارود والدكتور حبيب الزغبي والتي حظيت بموافقة بكركي".
وإن أعاد العريضي الكلمة الفصل في الملف الرئاسي إلى حصول "تقاطع دولي إقليمي عربي على اسم معين للرئاسة" لم يشكك في وجود بحث جدي من قبل الدول المعنية واللقاء الخماسي على وجه الخصوص بغية التوصل إلى انتخاب رئيس اليوم قبل الغد" معيداً التذكير أيضاً بعدة عوامل اعتبرها إيجابية من شأنها المساهمة في تسريع الانتهاء من الملف وأبرزها "عودة العلاقات بين الرياض وطهران وأيضاً معادلة السين سين ووقعها المهم على الاستحقاق الرئاسي اللبناني".
ولفت أيضاً إلى وجود تناغم فرنسي سعودي وتوافق قطري سعودي خلف إلغاء الحوار لكون الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة والشروع في إصلاحات.
ماذا بعد عاشوراء؟
هذا ولم يستبعد العريضي بقاء فرنجية في السباق الرئاسي على أن يكون وصوله الى سدة الرئاسة نتيجة لتسوية دولية وعربية "تحمي المملكة من أي طعنة في الظهر كما حصل خلال عهد الرئيس السابق ميشال عون" على حد قوله مضيفاً "وحينها ينتخب نواب اللقاء الديمقراطي سليمان فرنجية".
وكشف أيضاً عن لقاء مرتقب بعد عاشوراء بين رئيس التيار النائب جبران باسيل وأمين عام حزب الله حسن نصرالله يقدم خلالها الأخير ضمانات وتعهدات لباسيل مقابل موافقته على انتخاب فرنجية.
في الختام أكد عريضي أن كل ما تقدّم ستتوضح معالمه خلال زيارة لودريان وأيضاً زيارة الموفد القطري الذي سيصل إلى بيروت في وقت ليس ببعيد واللتان قد تمهدان إلى عقد لقاء خماسي يضاف إليه إيران على مستوى وزراء الخارجية.