المحجبة الأولى في كأس العالم.. نهلة تعيد رسم خريطة الحقوق ورئيس الفيفا يبارك

القاهرة

استمرارًا لمسلسل السوابق الفريدة، يقدم لنا منتخب المغرب للسيدات نموذجًا جديدًا بين لاعباته.. نهلة بنزينة لاعبة الجيش الملكي المغربي والتي أعادت رسم خريطة حقوق اللاعبات داخل الملاعب بكونها أول لاعبة محجبة في تاريخ كأس العالم للسيدات.

وهو حدث مهم يعكس روح التسامح وعدم التمييز في عالم كرة القدم، تلقاه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بإيجابية قائلًا عبر حسابه على منصة إنستغرام: "أصبحت نهلة بنزينة أول لاعبة ترتدي الحجاب في إحدى مباريات كأس العالم للسيدات، كرة القدم شاملة وأكثر تسامحا وعالمية ومتنوعة"، وأرفق منشوره بوسم "لا تمييز". 

حجاب نهلة وتهنئة رئيس الفيفا حدث تاريخي في عالم كرة القدم، يعكس حقًا أساسيًا ومبدأً مهمًا في الرياضة وهو حق التعبير عن الهوية الشخصية والدينية للرياضيين بحرية ودون تمييز. 

ورفع مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 2012 الحظر الذي كان يفرضه على ارتداء اللاعبات المسلمات للحجاب. 

كان المجلس يرفض هذا الأمر في السابق لأسباب تتعلق بالسلامة ولأن قوانين اللعبة كانت لا تعترف بالحجاب، وقرر المجلس بالإجماع رفع الحظر المفروض على ارتداء الحجاب وإعادة صياغة القوانين بعد دراسة تقارير أعدها المسؤول الطبي في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

وجاء في التقرير النهائي للجنة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان بشأن إمكانيات استخدام الرياضة والمثل الأعلى الأولمبي للنهوض بحقوق الإنسان للجميع وتعزيز احترامها على الصعيد العالمي، أن الميثاق الأولمبي يؤدي دوراً محورياً في سياق حقوق الإنسان والرياضة، إذ ينص على اعتبار "ممارسة الرياضة حقاً من حقوق الإنسان"، وعلى "وجوب أن تتاح لكل فرد إمكانية ممارسة الرياضة، دون تمييز من أي نوع وفي إطار الروح الأولمبية، ما يقتضي بلوغ تفاهم مقترن بروح الصداقة والتضامن واللعب النظيف"، وإذ يسخّر الرياضة لخدمة التنمية المتناغمة للبشرية، بغرض تعزيز مجتمع سلمي يهتم بالحفاظ على الكرامة البشرية.

"جسور بوست"، تناقش مع محللين وخبراء هذا الخبر، وأثره على حقوق المرأة بشكل عام واللاعبات بشكل خاص.

انتصار للمرأة وللاعبات

بدوره قال الكاتب والمحلل الرياضي، علاء خليفة، إن ظهور اللاعبة المغربية بالحجاب داخل الملعب أمر وجد صدى كبيرا في الوطن العربي، على اعتبار أنه حدث تاريخي، وهو أمر يعزز من حقوق الإنسان في مجال الرياضة بشكل عام، حيث تعلي من فكرة أن الرياضة ومنها كرة القدم للجميع بغض النظر عن الجنس أو المعتقد.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، ورأينا بعض السلبيات ودفاع البعض عنها تحت مظلة "الحرية الشخصية"، فمن هذا الباب أيضًا كان من حق اللاعبة ارتداء الحجاب والظهور بهويتها الدينية دون قيد، وأن تُصدر للعالم صورة مختلفة عن الصورة النمطية التي يروجها البعض من أن الإسلام دين الإرهاب أو أن المرأة مكانها في المنزل، خاصة وأن مظهرها جاء مشرفًا بتسجيلها هدفا وأسهمت في تحقيق فوز بلادها ما سلط عليها الأضواء بشكل أكبر، وهو انتصار للمرأة العربية وللرياضيات تحديدًا اللاتي يفكرن في ارتداء الحجاب أثناء اللعب.

وتابع، لدينا في مصر كانت اللاعبة هداية ملاك لاعبة التايكوندو ونجحت في حصد ميداليات، وبمثل هذه النماذج تستطيع اللاعبات أخذ حقوقهن وحريتهن في ارتداء الحجاب وتغيير المفاهيم السائدة.

كسر للنمطية وتعزيز حقوق اللاعبين

وعلقت المحللة الرياضية كابتن نجوى مصطفى بقولها، إن رئيس الفيفا أرسل بفعله رسالة مهمة للعالم بأن التسامح والتعايش بين الثقافات المختلفة يجب أن يكونوا علامة مشتركة في عالم كرة القدم، وأن مشاركة نهلة بنزينة في بطولات كأس العالم تعتبر إحدى الخطوات الجديدة نحو إزالة الحواجز والتمييز القائم على الدين والعرق، وتأكيد على أن الرياضة تجمع بين الشعوب ولا تفرق بينهم. 

وأضافت كابتن نجوى في تصريحات لـ"جسور بوست"، على مر السنوات الماضية، شهدنا تطورًا ملحوظًا في قوانين كرة القدم لتشمل حقوق اللاعبين بغض النظر عن جنسياتهم أو انتماءاتهم الدينية، وهذا الإعلان الجديد يأتي مزيدا من التأكيد على استمرار هذا التقدم، وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى مدى تأثير هذه الخطوة القوية التي قامت بها نهلة بنزينة على لاعبات كرة القدم الأخريات والراغبات في تعزيز التسامح والمساواة داخل الملاعب وخارجها. 

وأتمت، رغم وجود تحديات عديدة، فإن هذا الإعلان يعمل على تعزيز قيم التسامح وعدم التمييز في جميع أرجاء عالم الرياضة، ويذكرنا جميعًا بأهمية قبول الآخر واحترام هويته الشخصية دون أي تمييز.

من هي نهلة بنزينا؟

نهلة فتاة مغربية، اختارها مدرب المنتخب الوطني للسيدات، رينالد بيدروز، وهي ابنة 25 ربيعًا، لتكون ضمن تشكيلة “لبؤات أطلس” المشاركة -لأول مرة- في منافسات كأس العالم للسيدات في أستراليا ونيوزيلندا خلال الفترة ما بين 20 يوليو و20 أغسطس 2023. 

بالإضافة إلى مشاركتها مع المنتخب المغربي للسيدات، تلعب ابنة مدينة القنيطرة مع فريق الجيش الملكي منذ سنوات. 

بدأت بنزينة، التي تنحدر من عائلة رياضية، مسيرتها منذ طفولتها المبكرة، عندما التحقت بنادي القنيطرة في سن الحادية عشرة، كبداية لمسيرتها الرياضية المليئة بالعديد من المشاركات في مختلف الفرق المحلية والوطنية. 

ويشارك المنتخب المغربي في مونديال السيدات 2023 كأول منتخب عربي يشارك في هذه المسابقات، بعد فوزه على بوتسوانا في يوليو 2022 بهدفين مقابل هدف واحد، في ربع نهائي كأس الأمم الإفريقية للسيدات.