الأفارقة العراقيون.. من هم وكيف وصلوا بلاد الرافدين؟

"أرشيفية"
يستغربُ كثيرون حين يسمعون بوجود أقليّة ببشرة سوداء من أصول إفريقيّة في العراق. الأفارقة العراقيون هم مجموعة إثنية تعيش في العراق، تعودُ أصولها إلى بلدان أفريقية عدة، مثل إثيوبيا وكينيا والصومال وزنجبار والسودان.
ويعود تاريخ بعضهم في العراق إلى بداية الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي، حيث استقدم القائد عتبة بن غزوان الموجة الأولى من هؤلاء إلى البصرة. أما غالبية العراقيين الأفارقة، فيعود تاريخهم في العراق إلى العصر العباسي، عندما جاء بعض المهاجرين الأفارقة إلى المنطقة. وكانوا إما بحّارة أو عمالاً أو مزارعين، إضافة إلى الجنود.
انتشار الأفروعراقيين
وينتشر الأفروعراقيون في مناطق عراقية عدة أبرزها البصرة وميسان وذي قار جنوبي البلاد، كما توجد تجمعات قليلة لهم في بغداد وواسط ومدن أخرى.
أما أعدادهم فتتراوح بين 500 ألف ومليون نسمة، في حين تشير بعض الإحصائيات غير الرسمية إلى عدد يقارب المليونين نسمة.
وحول تسميتهم، يقول سعد سلوم الخبير في شؤون التنوع في العراق أن تسمية أصحاب البشرة السمراء يحبذها الأفروعراقيون ويطلقونها على أنفسهم، لكي يتجنبوا تسميات أخرى فيها تمييز على أساس اللون مثل الأسود أو الزنجي أو غيرها من التسميات.
الطقوس المحافظ عليها
لا يمارسُ الأفارقة طقوساً غريبة، ولا توجد لديهم مناسبات مغايرة تماماً لما لدى بقية العراقيين. فقد اندمجوا اندماجاً تاماً مع المجتمع العراقي ومع طقوسه وعاداته، لكنّهم أضافوا الكثير إلى المخزون الفني للجنوب العراقي برقصاتهم وموسيقاهم.
وقد حافظوا على موروثهم الفلكلوري الموسيقي بمسمياته الأم الأصلية، مثل معزوفات بيب، والليوة، وجونباسا، والنوبان، وتختلف هذه الأغاني الفلكلورية عن بعضها بحسب اختلاف الآلات الموسيقية المستخدمة فيها.
لكنّ بعضهم يمارسُ طقوساً أسبوعية في بيوت تسمى "المكايد"، وهي معابد تختلف عن المساجد الإسلامية لأنّها تخلط الموسيقى بالطقوس الدينية. ومن أشهر "المكايد" في البصرة مكيد أنيكا، ومكيد أبو ناظم، ومكيد سعيد منصور.
ما يزال الأفارقة العراقيون ينتظرون من يمثّلهم في البرلمان، ويتطلّعون للوصول إلى مناصب هامة في الدولة، كأيّ فئة عراقية أخرى