عودة الهدوء لأسعار الحبوب في الأسواق العالمية

تزايد المخاوف من ضعف الطلب

لندن

عاد الهدوء مؤقتا إلى أسواق الحبوب العالمية على الرغم من استمرار الضبابية حول اتفاقية البحر الأسود، وتشديد الهند للحظر المفروض على صادرات الأرز، وفي ظل موجة الجفاف التي تضرب أجزاء كثيرة من المناطق الزراعية.

وتراجعت أسعار العقود الآجلة للحبوب في التعاملات الأميركية الخميس الماضي في ظل تفوق المخاوف من ضعف الطلب على احتمالات تراجع المحاصيل بسبب موجة الحر الشديدة التي ضربت الغرب الأوسط الأميركي.

وذكرت وكالة بلومبرغ أنّ سعر القمح تسليم ديسمبر المقبل تراجع بنسبة بمقدار 2.1 في المئة خلال تعاملات بورصة شيكاغو للحاصلات في بداية تعاملات الخميس.

ودفع ارتفاع قيمة الدولار، والذي يجعل السلع الأميركية أغلى في الأسواق العالمية والمنافسة من جانب صادرات الحبوب الروسية، أسعار القمح الأميركي إلى التراجع، بحسب أرلن سادرمان كبير محللي أسواق السلع في شركة ستون إكس.

وتراجع سعر الذرة بنسبة 0.6 في المئة ليصل إلى 4.87 دولار للبوشل (27.2 كيلوغرام تقريبا) تسليم ديسمبر المقبل. كما انخفض سعر القمح تسليم ديسمبر المقبل بنسبة 0.6 في المئة ليصل إلى 6.3 دولار للبوشل.

في المقابل ارتفع سعر فول الصويا بنسبة 0.3 في المئة ليصل إلى 13.65 دولار للبوشل تسليم نوفمبر المقبل. من ناحية أخرى، خفّضت المفوضية الأوروبية توقعاتها لمحصول القمح اللين في أوروبا خلال العام الحالي إلى نحو 126.1 مليون طن في حين كانت التوقعات في الشهر الماضي 126.4 مليون طن.

وفي الوقت نفسه تتوقع المفوضية، وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، استقرار صادرات الاتحاد من القمح اللين خلال هذا العام عند مستوى 32 مليون طن.

وتتوقّع بيانات المفوضية وصول محصول الذرة خلال العام الحالي إلى نحو 61.7 مليون طن وليس 63 مليون طن وفقا لتوقعات يوليو الماضي.

كما خفضت المفوضية تقديراتها لمحصول الشعير إلى 48.6 مليون طن مقابل 48.7 مليون طن في الشهر الماضي.

وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن هطول الأمطار باستمرار ألحق أضرارا "جسيمة" بمحصول القمح في شمال الاتحاد الأوروبي.

وتتجه الهند التي تُعتبر أكبر مصدّر للأرز في العالم إلى تشديد القيود على صادراتها من هذه المادة الأساسية، في وقت تواجه فيه ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وهي خطوة من المرجح أن تؤدي إلى زيادة تقييد العرض العالمي.

وتؤكد التقارير الدولية الصادرة عن العديد من المؤسسات والمنظمات المعنية بالغذاء أن الهند تسهم لوحدها بنحو 40 في المئة من التجارة العالمية للأرز.

والأرز ثالث سلعة زراعية رئيسية في الهند تشهد قيودا على تجارتها خارجيا هذا العام بعد أن قلّصت الحكومة بالفعل صادرات القمح والسكر، ما أدّى إلى تعزيز موجة الحمائية الغذائية التي ساهمت بدورها في تفاقم الفوضى في أسواق الغذاء العالمية.

وتشحن الهند حوالي مليوني طن من الأرز شهريا، بكميات كبيرة يتم تحميلها من الموانئ الشرقية مثل كاكينادا وفيساخاباتنام في ولاية أندرا براديش.