وكالات..

ملفات شهر أيلول الساخنة: حوار وتسوية أو انفجار؟

"أرشيفية"

بروكسل

يحمل شهر أيلول /سبتمبر الحالي في لبنان الكثير من الملفات الساخنة داخليًا وخارجيًا، ويمكن أن تدفع هذه الملفات الأطراف اللبنانية للإستجابة للدعوة التي أطلقها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري للجلوس الى طاولة الحوار أو التجاوب مع مهمة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الحوارية والتوصل الى تسوية شاملة تبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشمل بقية الملفات، وفي حال عدم الاستجابة للدعوة للحوار، سواء الدعوة اللبنانية أو الفرنسية، فسيكون لبنان أمام مرحلة خطيرة مفتوحة على كل الاحتمالات .
 
فما هي أبرز الملفات الساخنة التي يواجهها لبنان اليوم؟ وهل هناك فرصة جدية لنجاح الحوار؟ أمام سنتجه للمزيد من التصعيد وصولا للانفجار الشامل؟
 
بداية ما هي أبرز الملفات الساخنة التي يواجهها لبنان اليوم :
 
أولا : ملف النزوح السوري ، وحسب العديد من المصادر المطلعة فإن هذا الملف سيزداد سخونة وخطورة في ظل زيادة أعداد النازحين يوميا والتي قد تصل الى مئات الآلاف في الأسابيع المقبلة بسبب تصاعد الأزمة السورية وزيادة الضغوط الاميركية على سوريا وعودة الصراعات الأمنية والعسكرية والوضع الاقتصادي الصعب في سوريا ، ورفض القوى الدولية معالجة هذه الأزمة قبل التسوية الشاملة في سوريا، والأوضاع الصعبة في سوريا ستدفع مئات الالاف من السوريين للنزوح الى لبنان، وهذا يحصل يوميًا ، وليس هناك في الأفق القريب أي حل لهذا الملف، وسيدفع لبنان واللبنانيون ثمنًا كبيرًا لذلك.
 
ثانيًا: الملف الأمني والعسكري، فالأوضاع الأمنية والعسكرية تزداد خطورة في ظل تفاقم الأحداث الأمنية في مختلف المناطق اللبنانية والصعوبات التي تواجهها الأجهزة الأمنية والعسكرية وخصوصًا الجيش اللبناني والتي أشار إليها قائد الجيش العماد جوزيف عون أخيراً ، إضافة الى المخاطر من عودة المجموعات الإرهابية للتحرك في لبنان والصراعات في المخيمات الفلسطينية ومنها مخيم عين الحلوة، ورغم المساعدات الخارجية التي تتلقاها هذه المؤسسات فإن هناك مخاوف جدية من أن تصل الى مستوى تكون فيه هذه المؤسسات غير قادرة على القيام بمهامها بسبب الضغوط الداخلية وعدم توفر الامكانيات، إضافة الى أزمة تعيين قائد جديد للجيش والفراغ الحاصل في موقع رئيس الأركان والمجلس العسكري.
 
ثالثًا : الملف الاقتصادي والاجتماعي والتربوي، فحسب المسؤولين في مصرف لبنان، فالمصرف لم يعد قادرًا على تغطية حاجات الدولة، وحسب مواقف وزير التربية القاضي عباس الحلبي فإن الوزارة تحتاج الى 160 مليون دولار لبدء العام الدراسي وهناك حاجات أخرى مالية واجتماعية وكذلك في المجال الصحي وكلها تتطلب اجراءات سريعة إما من الحكومة أو من مجلس النواب، واذا لم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية أو يعود المجلس النيابي الى الانعقاد فستزداد الأزمات خطورة .
 
رابعًا : المخاوف من تدهور الأوضاع في المنطقة، سواء عودة الحرب الى سوريا، أو بسبب الصراع في فلسطين وانعكاس ذلك على الوضع اللبناني بعد التهديدات التي أطلقها العدو الصهيوني ضد قادة المقاومة الموجودين في لبنان ومنهم نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس الشيخ صالح العاروري والأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد نخالة، وقد أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الحزب سيرد على اية عملية اغتيال تطال أحد قادة المقاومة الموجودين في لبنان، وكان ملفتا الاجتماع الثلاثي الذي جمع كلا من نصر الله والعاروري ونخالة وهو رسالة واضحة للعدو الصهيوني، وكل ذلك يؤكد أن لبنان يعيش مرحلة أمنية خطيرة.
 
خامسًا : تصاعد الدعوات الى الفدرلة والأمن الذاتي والخلافات حول العديد من القضايا الداخلية، سواء الاجتماعية أو الثقافية أو الدينية.
 
هذه بعض الملفات الساخنة التي يواجهها لبنان حاليًا وقد تزداد سخونة في هذا الشهر مما يتطلب الحاجة الى الاستجابة للدعوات الحوارية والوصول الى تسوية بشأن الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية يكون قادرا على مواجهة هذه الملفات وتشكيل حكومة جديدة تحمل مشروعًا اصلاحيًا متكاملاً ورؤية جديدة لانقاذ لبنان وتطبيق مفهوم تحييد لبنان عن صراعات المنطقة وعودة لبنان للعب دوره الحضاري والحواري.
 
فهل ستستجيب القوى اللبنانية للدعوة الى الحوار وتجلس على الطاولة؟ أم سيبقى لبنان في مهب الرياح الداخلية والخارجية؟ وهل الحفاظ على الجمهورية وكيان لبنان أهم أم البقاء على اللغة الخشبية الرافضة للحوار قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية اهم من ذلك؟