أزمة الخبز في لبنان: مغالطات وتوضيح لـ "جسور"

أرشيفية
بعد أن تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة معلومات تفيد بأن وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، قام بتعليق توقيع جدول الطحين المدعوم كالمعتاد ورفض الرد على اتصالات أصحاب الأفران، مما أثار مخاوف من انقطاع الطحين، وتوفره بأسعار مضاعفة وعودة طوابير الذلّ أمام الأفران، علمت "جسور" أنّ سلام سيصدر بياناً يؤكد فيه عدم وجود أزمة طحين وأن كل ما يشاع عن هذا الأمر عار من الصحة، كما سيعقد مؤتمراً صحافياً غداً يشرح فيه كافة المستجدات.
وكانت مصادر في نقابة أصحاب الأفران أكدت في وقت سابق أنّ "المشكلة وقعت، بمجرّد رفض الوزير التوقيع، وقد بدأ بعدما عدّل جدول توزيع الطحين من مرّتين في الأسبوع ليعتمد آلية الجدول اليومي، ما يكبّد أصحاب الأفران أعباء نقل يومية، وهذه ستزيد الكلفة، والأخطر أنه لم يوقّع الجدول".
خطوة تمهيدية
المشكلة بدأت صباح الإثنين، حين تفاجأ أصحاب الأفران بعدم توقيع الجدول كالمعتاد، وبعد محاولات عديدة للاتصال بالوزير للاطلاع على رأيه، لم يجب عن الاتّصالات، ما يؤكد المؤكد وفق المصادر أنّ "قرض البنك الدولي شارف على الانتهاء والأزمة أطلّت برأسها، عبر تجفيف السوق من الطحين المدعوم".
واستغربت المصادر عدم توقيع الوزير جدول الطحين اليومي كالمعتاد "وقد تكون خطوة تمهيدية لرفع الدعم عن الطحين"، مشيرة إلى أن الجدول كان قبل فترة يوقّع مرتين في الشهر، ويسلّم أصحاب الأفران حاجتهم من الطحين المدعوم لمدة 15 يوماً، لكن هذه الآلية، جرى تغييرها بين ليلة وضحاها وتم اعتماد آلية الجدول اليومي. وقالت المصادر "ما لم يتم تسليم الطحين، يعني لا خبز غداً، وهذا قد يدفع بالأفران إلى شراء الطحين الحرّ من السوق، ما قد يرفع ربطة الخبز الى 100 ألف ليرة".
أزمة رغيف قريبا؟
وفي هذا السياق، كشف رئيس نقابة الأفران والمخابز العربية في بيروت وجبل لبنان، ناصر سرور، في اتصال مع "جسور"، أن "الجدول كان يصدر في البداية على مدّة أسبوعين ومن ثم تقلّص إلى مدة أسبوع، ويوم أمس صدر لمدّة يوم واحد، ونحن كنقابة نعمل على معالجة هذا الموضوع".
واعتقد أن "هناك مشكلة بتسريع عملية استيراد القمح، ولغة الأرقام تؤكّد أننا لم نستفد من قرض البنك الدولي إلا بنسبة 35%، فكل ما يروّج عن أن القرض شارف على الانتهاء وأن الأزمة أطلّت برأسها، عار من الصحة، معتبراً أنه قبل عام لا يمكن رفع الدعم إلا إذا كان هناك بطاقة تمويلية تحلّ مكان القرض الدولي وهذا الأمر غير مطروح حالياً".
وكشف سرور عبر "جسور" عن "لقاء سيجمع النقابة مع وزير الإقتصاد يوم غد الأربعاء للمطالبة بإعادة صدور الجدول لمدّة 15 يوما وللعمل على إعادة تسريع إستيراد القمح".
وعن أليّة التسعير، اعتبر سرور أن "سعر ربطة الخبز يجب أن يرتفع في ظل إرتفاع طن المازوت والسكر والدولار، وهناك منصّة بين وزارة الإقتصاد والنقابة تلحظ الإرتفاع والإنخفاض، لذلك مطلبنا هو أن يصدر تسعيرة أسبوعية، مشيراً أنه "بعدما ما ارتفع سعر المازوت اليوم إلى 925 دولار والسكر إلى 870 دولار تقريباً، والدولار ارتفع حوالي 300 ليرة عن آخر ارتفاع، لذا سعر الربطة يجب أن يرتفع بحدود الـ 5000 - 6000 ليرة لبنانية ليصل سعر الربطة إلى حدود الـ 44 ألف ليرة".
وختم سرور مطمئناً اللبنانيين بأن لا أزمة تلوح في الأفق فالقمح متوفّر، إنّما هناك بعض إجراءات طرحت علامات استفهام ومطالبنا بسيطة وهي أن تُسعّر ربطة الخبز أسبوعيا إضافة إلى تأمين جدول الطحين أقلّه لمدّة ثلاثة أيام".
كذلك، أوضح رئيس نقابة الأفران أنطوان سيف أن كمية الطحين المتوفرة تكفي لشهر ونصف، مشيرًا إلى أن مطحنة الشمال، والتي تؤمن كمية الطحين الأكبر للسوق، متوقفة حاليًا بانتظار انتهاء وزارة الزراعة من فحص جودة القمح لإحدى بواخر القمح.
وأشارت مصادر وزارة الزراعة إلى أن إحدى بواخر القمح التي وصلت إلى بيروت جاءت نتائجها المخبرية عير مطابقة للشروط فأحيلت إلى القضاء، وبعد استئناف القرار من قبل صاحب الشركة، يتم الآن إعادة الفحص.
أما فيما خص باخرة القمح التي وصلت منذ نحو خمسة أيام، ففحص قمحها ما زال مستمرًا.