قاعدة "إيرانية" ومطار لـ "الحزب" في لبنان.. إسرائيل تكشف وتتوعّد!

"أرشيفية"
عبر لقطات فيديو للموقع المزعوم، إتّهم وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بشكل مباشر إيران، بإنشاء مطار في جنوب لبنان، لإتاحة شنّ هجمات على إسرائيل، معتبراً أن طهران تبقى التهديد الأكبر لإسرائيل رغم أنها تستخدم احيانا حزب الله ووكلاء آخرين لخوض حروبها ضد الدولة العبرية.
ويبدو من صور الأقمار الصناعية بحسب قناة كان الإسرائيلية، أنّ الأعمال بدأت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 كما بدأ وضع الأسفلت في يوليو/ تموز، وخلال أغسطس/ آب وبحسب صور الأقمار الصناعية انتهت أعمال رصف المدرج وبناء مهبط للطائرات العمودية، ومنذ أسبوعين فقط تم طلاء المدرج بعلامات الطيران.
"ضغط أمني على الاحتلال"
وحول هذا الموضوع، يوضح الصحافي هادي حطيط أنه "منذ أكثر من شهر كانت هناك نيّة للإعلان عنه بحسب أوساط غير خاصة، لكن حادثة الكحالة رجّحت تأخير هذا الأمر، فالمطار منجز منذ أشهر، ولا توجد أي قيمة أمنية لإعلان الإسرائيلي عنه، سوى ربما توفير عناء الإعلان عنه من قبل حزب الله. "ما هي أهميته في معادلات الحرب والسلم؟
يقول حطيط إنّ "دور مطار حزب الله الجديد في الجبور يتمحور حول العمليات المخصصة لزمن المعارك بين الحروب، والمطار كمنشأة مكشوفة، سيتم تحييده عسكرياً عند اندلاع أي حرب".
ويضيف أنّ "أهميته تكمن أيضا في تثبيت قوة سلاح المسيرات لدى المقاومة، والإعلان بقوة عن معادلة المسيرات اللبنانية مقابل المسيرات الإسرائيلية، كما يستعمل هذا المطار، ذو المدرج الواحد الذي تبلغ قياساته ١٢٠٠ متر × ٢٥ متر خط مستقيم (مقارنة مع مدرج مطار بيروت الغربي، عرض الأخير ٦٠ متراً، طوله ٣ كيلومتر) للمسيرات الضخمة مثل شاهد (١٢١ و١٢٩ المدولبة وغيرها) ومسيرات مهاجر وأبابيل، غير الانتحارية التي لا تنطلق من منصات."
وسيزيد هذا المطار وفق حطيط "الضغط العسكري والأمني على الاحتلال، لا سيما في حال قرّر حزب الله استعماله بشكل (جريء) علناً في إطلاق مسيرات مراقبة وتسييرها ضمن نطاق الأراضي اللبنانية، لمراقبة مناطق داخل فلسطين المحتلة، ولكن الضغط السياسي على حكومة إسرائيل سيكون هو الأقسى."
وتابع حطيط: "هذا المطار ليس الأول الذي يبنيه حزب الله، ففي داخل لبنان بنى عام ٢٠١٣ مطار للاستخدام في الحرب السورية، في مهام استطلاع ورصد وغيرها (٧٠٠×٢٠ متر). علّق الجيش الإسرائيلي على الموضوع بشكل مكثّف، ولكنه بقي من دون جلبة لأن الهدف من المطار كان لمواجهة الجماعات السورية المسلحة."
ويختم: "وفي سوريا، حيث اكتسب سلاح المسيرات في حزب الله خبرة هائلة، قام بتأهيل وتشغيل العديد من المطارات لاستخدامها، في القصير والضبعة وحلب وغيرها، والإسرائيلي يعرف ذلك جيدا، ولذلك يعدّ اتهامه إيران ببناء المطار بهدف الضغط السياسي ضمن معركته الكبرى على مستوى العقوبات وعرقلة المفاوضات"
إيران.. التهديد الأكبر
من جهته، لم يستبعد العميد المتقاعد جورج نادر في اتصال مع "جسور"، حقيقة إنشاء هذا المطار، لكن من الناحية العسكرية يعتبر أنه من غير المنطقي ضرب العدو ومواجهته من هذه المسافة، مشيرا إلى أنّ النيّة موجودة لكن على أرض الواقع تبدو عملية تشغيله صعبة ومعقّدة.
وأوضح نادر أن إيران ليست بعيدة من هذه المخططات الإرهابية كما أن حزب الله لا يعير أهمية لوجود الدولة وهيبتها ويتصرّف على هواه، معتبرا أنّ الهدف الإيراني هو خلق حرب استنزاف ضد إسرائيل على كافة حدودها، وفي الوقت نفسه الاستمرار في تطوير الأسلحة النووية وتجهيزها، وهذا يمس بكل الدول المحيطة بنا.
وبيّن نادر أنّ إيران تشكّل التهديد الأكبر حاليا لدولة إسرائيل، والاستقرار الإقليمي والنظام العالمي وتسعى جاهدة للوصول إلى القدرة النووية العسكرية، وأقرب إلى ذلك من أي وقت مضى.
"أهداف إرهابية"
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، "يوآف غالانت" اتهم إيران بإنشاء مطار في جنوب لبنان لإتاحة شن هجمات على إسرائيل.
وفي تصريحات بثها التلفزيون في مؤتمر أمني دولي تستضيفه جامعة رايتشمان، عرض جالانت صورا جوية لما قال إنه مطار بنته إيران بهدف تحقيق "أهداف إرهابية" ضد إسرائيل.
ولم يذكر جالانت مزيدا من التفاصيل، لكنه أضاف أن الموقع قد يتسع لطائرات متوسطة الحجم. ويقع المكان الذي ذكره جالانت بالقرب من قرية بركة جبور ومدينة جزين اللبنانيتين، وهما على بعد نحو 20 كيلومترا شمالي بلدة المطلة على الحدود مع إسرائيل. وقال مصدر غير إسرائيلي على علم بالموقع إنه يمكن أن يتسع لطائرات مسيّرة كبيرة بعضها مسلح تشبه ما تنتجه إيران.
وأضاف المصدر أن الطائرات المسيرة التي قد تنطلق من هذا الموقع يمكن استخدامها في أنشطة العمليات الداخلية والخارجية، لكنه ذكر أن طبيعة مدرج الطيران واتجاهه يشيران إلى أنه سيستخدم داخليا على الأرجح.
وأشار المصدر إلى إن حزب الله يضخ استثمارات كبيرة في مجال تكنولوجيا الطائرات المسيرة.
وقال جالانت إن هناك مسعى إيرانيا لصنع جبهة خطر أخرى على حدود إسرائيل مع الأردن الذي تربطه معاهدة سلام مع إسرائيل، "عبر ميليشيات تعمل وتتمركز في العراق". ولم يوضح نطاق الجبهة ولم يسهب في تفاصيل عن كيفية تحقيق هذا.