القتال في ليبيا أو التصفية
"الجولاني" يفرغ إدلب من خصومه

مهمة جديدة ذات شقين، أوكل لها أبو محمد الجولاني، زعيم فصيل «هيئة تحرير الشام»، جبهة النصرة سابقًا، في إدلب السورية، للإعلان عن ولائه التام للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يجيّش المرتزقة من الفصائل السورية الموالية له لإرسالهم إلى ليبيا.
الأول هو معاونة ميليشيات حكومة الوفاق في إرهابها، بفتح مكاتب لإرسال المرتزقة إلى ليبيا، وفي الشق الثاني وجدها «الجولاني» فرصة لتصيّد خصومه، والتخلص منهم بإرسالهم إلى ليبيا، وتفريغ ساحة «إدلب» خالية له تمامًا.
التصفية أو القتال
كشف حادث اعتقال المدعو «فضل الليبي» أمير ما يسمى بـ«جيش الساحل» العامل ضمن تنظيم «حراس الدين» ومعه 5 عناصر على الأقل، جميعهم من جنسيات أجنبية، لرفضهم الخروج من سوريا والذهاب إلى ليبيا، في 29 يوليو 2020، على يد «تحرير الشام»، عن إذعان «الجولاني» لأوامر أنقرة، بحشد العناصر وإرسالهم إلى تركيا جبرًا؛ حيث نشر مجموعات منهم ضمن مواقع تنظيم «حراس الدين» القاعدي ونقاطه في سهل الغاب بريف حماة الشمالي، دون منحهم الكثير من الوقت ولا الخيارات، إما التصفية أو القتال في ليبيا.
وبدأت «تحرير الشام» في تخيّير الموقوفين والمسجونين لديها من الفصائل القاعدية، تحديدًا تنظيمي «حراس الدين» و«أنصار الإسلام»، وما تسمى أيضًا بـ«تنسيقية الجهاد»، والتي تتبع جميعها تنظيم القاعدة، وتدين للولاء بـ«أيمن الظواهري»، وركّزت على الشخصيات العاملة فيها من ذوي الجنسيات غير السورية، ويتم تخيير هؤلاء إما الانسحاب من هذه التنظيمات والانضمام إلى هيئة تحرير الشام، وإما الذهاب للقتال في ليبيا.
الجولاني المستفيد
تعد العملية التي يقوم بها «تحرير الشام»، فرصة رابحة لـ«الجولاني»، إذ تأتي في مقدمتها إبعاد خصومه من الساحة في إدلب، وتحديدًا معارضيه الموالين لتنظيم القاعدة، كما أن التفاهم بشأن غرفة العمليات إذا تحقق ميدانيًّا، سيقضي على كل سيناريوهات حشر المجموعات القاعدية في حظيرة واحدة بإدلب، وما انتشار سيارات لهيئة تحرير الشام على كامل الطريق الذي مرت فيه الدورية المشتركة قبل أسبوع، وتمكنت من المسير ولمرة أولى على كامل الطريق من دون أي خرق أو استهداف، إلا بداية لاعتماد الجولاني تركيا طرفًا ضامنًا لتطبيق «سوتشي»، ليحافظ على نفوذه في ما بقي من محافظة إدلب.
وتعد تلك العملية الترحيلية لعناصر فصائل «القاعدة» من إدلب إلى ليبيا، متوقعة في الحسابات السياسية استنادًا لمباحثات «سوتشي» ولرفض الجماعات المسلحة الانصياع وفتح الطريق الدولي «M4» الذي ينتظر الافتتاح منذ أكتوبر 2018 حتى اليوم؛ نتيجة رفض هذه المجموعات تسليم هذا الطريق؛ إضافة إلى وجود تفاهمات «روسية - تركية» لإنهاء الوجود القاعدي في سوريا، وهذا استباقًا لأي ترتيبات قد تحدث فيما يخص مستقبل «إدلب» وإعادتها إلى سيطرة الدولة السورية بشكل كامل وفق لتفاهمات «سوتشي».
وكانت الفصائل السورية الموالية لأنقرة، قامت قبيل عيد الأضحى بتجنيد الأطفال للقتال في ليبيا؛ حيث قام فصيل السلطان مراد الموالي لتركيا، باستغلال ما يعرف بـ«الاتفاقات الروسية التركية» في مناطق سورية، واستقطبت المزيد من المقاتلين إلى صفوفها حتى أصبحت من كبرى الفرق العسكرية الموجودة في مدينة حلب السورية، وبدأ قادة ميليشيا السلطان مراد، في ممارسة أشد أنواع الانتهاكات بحق المكون الكردي في منطقة عفرين.