الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع لحماس ردا على الاحتجاجات على الحدود

قوات أمن إسرائيلية تنتشر وسط اشتباكات مع متظاهرين فلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة

غزة

قصف الجيش الإسرائيلي مواقع لحركة حماس، مساء السبت، على أطراف قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، بحسب مصادر فلسطينية وشهود عيان. وذكرت المصادر أن طائرة استطلاع إسرائيلية أغارت على موقع رصد تابع لحركة حماس على أطراف شرق مدينة غزة، ما خلف أضرارا مادية من دون وقوع إصابات.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه ‏‎قصف نقطة عسكرية لحركة حماس شرق قطاع غزة بدعوى "أعمال الشغب" وإطلاق النار منه نحو قواته. يأتي ذلك فيما أصيب ثلاثة فلسطينيين بالرصاص الحي وآخرون بالاختناق خلال احتجاجات قرب السياج الفاصل شرق قطاع غزة.

وأشعل متظاهرون إطارات سيارات قرب السياج الأمني على طول مخيمات العودة شرقي كل من رفح وخان يونس وغزة وشمال القطاع، كما سمع دوي انفجارات في المنطقة. وذكرت تقارير إسرائيلية أن الجيش أطلق النار على أحد المتظاهرين بزعم إلقائه عبوة ناسفة، وردا على إطلاق بالونات حارقة باتجاه مستوطنات غلاف غزة.

وكان الجيش الإسرائيلي قصف الجمعة ثلاثة مواقع لحماس شرق قطاع غزة، ردا على إطلاق بالونات حارقة على بلدات ومستوطنات إسرائيلية محاذية للقطاع. وأصيب نحو 30 فلسطينيا بالرصاص الحي والعشرات بالاختناق خلال احتجاجات مماثلة. وأعلنت جماعة "الشباب الثائر" المدعومة من حركة حماس وفصائل أخرى في غزة عن إطلاق "أعداد كبيرة من البالونات الحارقة" باتجاه مستوطنات وبلدات إسرائيلية محاذية لقطاع غزة.

فيما أعلنت وسائل إعلامية عبرية عن اندلاع عدة حرائق في مناطق نائية جنوب إسرائيل ناتجة عن سقوط بالونات حارقة أطلقت من قطاع غزة دون إصابات. وعادت الاحتجاجات الشعبية قرب السياج الفاصل مع إسرائيل شرق قطاع غزة أيام الجمعة وفي المناسبات الوطنية خلال الأسابيع الأخيرة وسط رصد لتصعيد تدريجي في حدة المواجهات.

وأغلقت السلطات الإسرائيلية حاجز بيت حانون/إيرز المخصص لعبور الأفراد من وإلى قطاع غزة منذ ستة أيام متتالية ردا على الاحتجاجات شرق القطاع. وفي 17 سبتمبر الجاري، اقتحم 303 مستوطنين المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية، بمناسبة ما يسمى “رأس السنة العبرية” مع قيام الشرطة الإسرائيلية بإفراغه من المصلين، وفق ما أعلنته دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، في بيان مقتضب تلقت الأناضول نسخة منه.

وفي غزة، دافع مسؤولو حماس عن المظاهرات التي نُظمت للاحتجاج على قضايا من بينها معاملة السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وزيارات اليهود إلى المسجد الأقصى. وقال المتحدث باسم حماس عبداللطيف القانوع إن "شعبنا في حالة اشتباك دائم مع العدو". وقال حازم قاسم وهو مسؤول آخر في حماس إن القصف الإسرائيلي للمواقع الأمنية التابعة للحركة لن يخيفهم وسيفشل في كبح الاحتجاجات.

وفي رد فعل على الاشتباكات، أغلقت إسرائيل معبر بيت حانون مما منع نحو 18 ألفا من سكان غزة الذين لديهم تصاريح للعمل في الضفة الغربية وإسرائيل من الوصول إلى أعمالهم لينقطع دخل تشتد حاجة القطاع إليه. وفي الأسابيع الماضية، وجدت حماس نفسها في مواجهة احتجاجات خرج فيها شبان غاضبون من الوضع الاقتصادي المتدهور في غزة حيث تصل معدلات البطالة إلى ما يقرب من 50 في المئة، وفقا لأرقام البنك الدولي.

ويقول مسؤولون فلسطينيون وآخرون في الأمم المتحدة إن الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 16 عاما يعرقل الانتعاش الاقتصادي في القطاع، بينما يقول زعماء حماس إن العقوبات الإسرائيلية تهدف جزئيا إلى تحريض السكان ضد حكم الحركة الإسلامية.

وتقول إسرائيل إن حصارها ضروري لمنع وصول الأسلحة إلى حماس التي خاضت معها عدة حروب منذ عام 2007. من جهة أخرى تم الإعلان في مرفأ غزة البحري السبت عن حملة دولية لكسر الحصار عن القطاع بالتوازي مع عدد من الدول العربية والأوروبية.

وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف خلال المؤتمر إن الحملة تستهدف حشد الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء الحصار المفروض على القطاع منذ عام 2007. وذكر معروف أن رسالة الحملة والمشاركين فيها هي “كفى لحصار غزة، فلينته الحصار مرة واحدة إلى الأبد.. افتحوا موانئ غزة”.