تشتّت الجبهات..

هل تحرف أحداث غزة الأنظار عن أوكرانيا؟

"أرشيفية"

موسكو

من غزة الى أوكرانيا مروراً بناغورنو كاراباخ ، أكثر من بقعة توتر في العالم ولّدت خشية لدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من حرف أنظار المجتمع الدولي عن "الغزو الروسي" لبلاده، متّهما موسكو بتوفير دعم للحركة الفلسطينية.
 
وتقول مصادر دولية مطلعة لـ "جسور" إن "ما يحصل في قطاع غزة من المؤكد أنه سيحرف الأنظار عن أوكرانيا على مستوى المساعدات، حيثُ ستذهب بعضها إلى إسرائيل وفلسطين.
والأمر كذلك سياسيًا و ديبلوماسيًا، حيث سيبدأ الغرب بالتناغم مع روسيا أكثر لأنه بحاجة إليها في مجلس الأمن، وستولد مرونة أكبر مع موسكو ولو من تحت الطاولة، وهذا أكثر ما يقلق الأوكرانيين. لكن في موضوع السلاح، إسرائيل لديها ما يكفي منه للمرحلة الحالية لكنها بحاجة إلى دعم لوجستي".
 
ووفق ما أكدت هذه المصادر الشرق أوسطية: "ما حصل ولا يزال من حرب أذربيجان وأرمينيا إلى الحرب الروسية الأوكرانية، وصولاً إلى أحداث غزة اليوم ليس ذات صلة، ونظرية المؤامرة ليست واردة في هذا المشهد، فهجوم حركة حماس على إسرائيل بشكل منسق ومقتل أكثر من 1400 شخص لم يتوقعه أحد".


كما لفتت المصادر إلى أن "هناك ضياعاً وتخبطاً على كل المستويات إن كان في إسرائيل المضطرة لشن حملة عسكرية لكن خياراتها الإستراتيجية للمستقبل غير واضحة، كذلك الولايات المتحدة المحرجة بسبب تقدم حوارها مع إيران، والخليج العربي محرج أيضاً بسبب تقدمه الكبير في موضوع التطبيع من جهة واضطراره لدعم الفلسطينين من جهة أخرى، والأنظار اليوم متجهة نحو أصحاب القرار الذين يمرّون بمرحلة تحديد الخيارات ودراستها".
 
"زعزعة الإستقرار"
 
وكان زيلينسكي قد قال في مقابلة مع قناة "فرانس 2" الفرنسية: "نحن واثقون من أن روسيا توفّر دعما، بطريقة أو بأخرى، للعمليات التي تقوم بها حماس".
وأشار الى أن أجهزة الإستخبارات الأوكرانية لديها "معلومات" في هذا الشأن، مضيفاً "الأزمة الراهنة تظهر أن روسيا تبحث عن القيام بعمليات لزعزعة الإستقرار في كل أنحاء العالم".
وقال الرئيس الأوكراني: "لا أريد أن أجري مقارنة. في بلدنا هناك حرب مروعة تجري. في إسرائيل، فقد العديد من الأشخاص أقاربهم. هاتان المأساتان مختلفتان لكنهما هائلتان".


وردا على سؤال بشأن الشكوك حول استمرار الدعم العسكري الأميركي في ظل الخلافات الداخلية في واشنطن بين الديمقراطيين والجمهوريين، أعرب زيلينسكي عن أمله في أن "يتواصل" الدعم الكبير الذي تقدّمه واشنطن.


كما شدّد على أنّ "مصير أوكرانيا يرتبط بوحدة بقية دول العالم، والوحدة العالمية ترتبط بشكل كبير بوحدة الولايات المتحدة". وأكد زيلينسكي أن قواته تواصل التقدم في الهجوم المضاد الذي بدأته في يونيو/حزيران على رغم البطء في ذلك.
و شدد على أنه "نواصل التقدم شيئا فشيئا .. المبادرة هي لصالحنا في الوقت الراهن"، مشيرا إلى أن الهجوم "صعب جدا" في ظلّ تشابك خطوط الدفاع الروسية وحقول الألغام ومعوقات أخرى.