من معقل الاتحاد الأوروبي
سفراء قطر يديرون شبكة الإرهاب

يتصاعد السخط الأوروبي من تنامي خطر الإرهاب الذي تموله الدوحة بزعامة «تميم بن حمد» أمير البلاد، ففي 6 أغسطس 2020 كشفت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية عبر تحاورها مع عميل أمني سابق يدعى «جيسون جي» – وهو اسم مستعار اختاره لنفسه خوفًا من انتقام الإمارة القطرية- عن تمويل كبير تدفعه الدوحة لـ«حزب الله» اللبناني عن طريق سفراء الإمارة في أوروبا كوسطاء للجماعات الإرهابية.
وقال «جيسون جي» إن أحد أفراد العائلة المالكة بقطر يستخدم الثروة الهائلة لبلاده لدعم أنشطة «حزب الله»، ودعم «جي» ادعاءاته بملفات موثقة لأنشطة مختلفة جرت منذ 2017 وحتى الآن بين الدوحة وحزب الله، وأكدت الشبكة الأمريكية تحققها من صحة هذه الوثائق.
سفراء الاتحاد الأوروبي
تدفع تلك الوثائق باتجاه وجود خطر محقق على استقرار دول الاتحاد الأوروبي وبالأخص مقره الرئيسي بروكسل، إذ أشار «جيسون جي» إلى أن السفير القطري في بلجيكا وفي حلف شمال الأطلسي (الناتو)، عبدالرحمن بن محمد سليمان الخليفي سعى لدفع 750 ألف يورو لجيسون خلال اجتماع عقد بينهما في يناير 2019، وكانت هذه الأموال أيضًا بمثابة صفقة لتمويل حزب الله.
وبحسب «جيسون جي» وما قدمه من وثائق كانت سرية فإن السفير القطري في بلجيكا يلعب دورًا محوريًا في صفقات شراء الأسلحة وتسهيل وصولها إلى «حزب الله» في لبنان عبر ما تقدمه إليه مواد الحصانة الدبلوماسية، وتعليقًا على ذلك تحفظ «الناتو» والحكومة البلجيكية عن الرد على هذه الاتهامات.
وبالتالي فإن ما أورده العميل الأمني السابق للشبكة الأمريكية يكشف مدى التشابك الذي استطاعت قطر خلقه لنفسها في معقل الاتحاد الأوروبي باختيارها سفيرًا ضالعًا في الأعمال المشبوهة والشراكة مع الجماعات الإرهابية ليعمل لدى بروكسل (مقر الاتحاد الأوروبي)، ولدى حلف الناتو ليكون قريبًا بدرجة كبيرة من صناعة القرار العالمي وخفاياه الخاصة، ما له تأثير واسع أيضًا على الجانب الآخر من تمويل حزب الله وتشكيل قراراته الاستراتيجية.
دعوات أوروبية لطرد سفراء قطر
وقد طالبت «ناتالي جولت» عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، بتشكيل استراتيجية أوروبية للتعامل مع قطر باعتبارها من أهم وأكبر الدول التي تمول المجموعات المتطرفة عالميًّا، مطالبة بلجيكا بالضغط على الاتحاد الأوروبي لفتح تحقيق موسع للتأكد من نزاهة الحسابات البنكية التابعة للحكومة القطرية في أوروبا، لافتة إلى تركيا باعتبارها شريكًا رئيسيًّا لقطر في هذه العمليات، محذرة من خطورة أنقرة على أمن أوروبا.
من جانبه وصف عضو البرلمان البريطاني، «إيان بيزلي جونيور»، أنشطة الحكومة القطرية بـ«المشينة»، مطالبًا الحكومة البلجيكية والاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف جاد حيال الإمارة الخليجية وما تمارسه من تمويل فاضح لجماعات الإرهاب التي تهدد الأمن والسلم الدولي، لافتًا إلى ضرورة الحذر من الدوحة وأنقرة لعملهما المشترك في تمويل جماعة الإخوان، لتكون بوقًا إيدلوجيًّا يؤسس لأجندتهما في العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن الانتشار الموسع لمنظمات الإخوان في صورتها الإنسانية والدعوية داخل دول الاتحاد الأوروبي تعظم من خطورة هذا الفكر على دول المنطقة، فالاستراتيجية المستخدمة واضحة في الاعتماد على أدبيات الجماعة من حيث التمكن من القاعدة المجتمعية عبر أنشطة إنسانية إلى جانب النفاذ إلى الطبقة الحاكمة عبر سفراء يديرون شبكة الإرهاب دوليًّا.