وكالة الطاقة تقلل من تأثيرات الحرب في غزة على أسواق النفط

أي تداعيات لحرب غزة؟

باريس

قللت وكالة الطاقة الدولية من التأثيرات المحتملة للصراع في الشرق الأوسط على أسواق النفط خلال هذه الفترة حتى مع توقع البعض من الخبراء حدوث اضطرابات في الإمدادات، مما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

وقالت الوكالة الخميس إن النزاع بين حماس وإسرائيل منذ السبت الماضي في غزة “لم تكن له وطأة مباشرة على إمدادات النفط”، مؤكدة أن “احتمال” تأثيره على صادرات النفط يبقى “محدودا حاليا”.

وكتبت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط “إن كان احتمال التأثير على إمدادات النفط يبقى محدودا حاليا، فإن الضربات الدامية حملت على فرض قسط تأمين أعلى للمخاطر الجيوسياسية”.

وارتفعت أسعار النفط بأكثر من 5 في المئة الاثنين الماضي قبل أن تعود وتتراجع منذ الثلاثاء.

وخسر سعر برميل نفط برنت بحر الشمال تسليم ديسمبر المقبل 2.08 في المئة متراجعا إلى 85.82 دولارا عند الإغلاق الأربعاء، فيما تراجع سعر نفط غرب تكساس الوسيط تسليم نوفمبر 2.77 في المئة إلى 83.49 دولارا.

وحذرت الوكالة من أنه “فيما لم تسجل أي وطأة مباشرة على العرض الفعلي (للنفط)، تبقى الأسواق متأهبة في ظل تطور الأزمة”، مؤكدة “استعدادها للتصرف عند الضرورة لضمان إمدادات كافية للأسواق”. وتابعت أن “النزاع في الشرق الأوسط مليء بالغموض، والأحداث تتطور بسرعة”.

وأوضحت أن “تصعيدا حادا في المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط، المنطقة التي تمثل أكثر من ثلث التجارة العالمية للنفط بحرا، يطرح تحديا كبيرا للأسواق” في ظل التوتر المخيم حول الأسعار.

وتسبب إعلان السعودية وروسيا تمديد خفضهما للإنتاج الخام وتصديره بارتفاع حاد في الأسعار التي قاربت 98 دولارا للبرميل في منتصف سبتمبر الماضي. وتوقعت وكالة الطاقة أن يقارب متوسّط إنتاج النفط العالمي 101.3 مليون برميل في اليوم في الربع الرابع من السنة الحالية “ما لم تحصل بلبلة غير متوقعة”.

كما من المتوقع أن يزداد الطلب بمقدار 2.3 مليون برميل في اليوم في 2023، غير أن الوكالة تتوقع أن تتراجع هذه الزيادة إلى 0.9 مليون برميل في اليوم العام المقبل تحت تأثير “تراجع الأوضاع الاقتصادية”.

في المقابل، حذرت الوكالة من احتمال انقطاع في إمدادات الديزل في أوروبا هذا الشتاء بسبب قيود على الواردات، ولاسيما الحظر الأوروبي على النفط الخام الروسي المفروض منذ عشرة أشهر.

ورأت في التقرير أن أوروبا ستحتاج إلى “إمدادات متواصلة” من دول أخرى غير أن المواصفات الدقيقة المطلوبة على صعيد نوعية الديزل للشتاء قد “تحد” من الإمدادات، معتبرة أن فصل شتاء معتدل قد يسمح “بتفادي انقطاع” الإمدادات.

وأكد نائب رئيس الوزراء الروسي الكسندر نوفاك خلال جلسة لأسبوع الطاقة الروسي في موسكو أن تحركات أسعار النفط الحالية تشير إلى أن السوق العالمي لا يعتبر تداعيات الصراع بين حماس وإسرائيل خطيرة. ونقلت وكالة بلومبرغ عن نوفاك القول “حتى الآن، يبدو أن السوق لا ينظر إلى هذه المخاطر على أنها قوية”.

وأبقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الخميس على توقعاتها لنمو قوي نسبيا للطلب العالمي على النفط في 2023 و2024، مشيرة إلى مؤشرات على متانة الاقتصاد العالمي حتى الآن هذا العام وتوقعت زيادة الطلب في الصين.

وذكرت المنظمة في تقرير شهري أن الطلب العالمي على النفط سيزيد 2.25 مليون برميل يوميا في 2024 مقارنة مع زيادة 2.44 مليون برميل يوميا في 2023. ولم يطرأ تغيير بشأن التوقعين عن الشهر الماضي.

وساعد رفع الصين لقيود مكافحة جائحة كوفيد – 19 على زيادة الطلب على النفط في عام 2023. وتتوقع أوبك باستمرار نموا أقوى للطلب في العام المقبل مقارنة بتوقعات جهات أخرى مثل وكالة الطاقة الدولية.

وقالت أوبك في التقرير “في عام 2024، من المتوقع أن يؤدي النمو الاقتصادي العالمي القوي، وسط التحسن المستمر في الصين، إلى زيادة استهلاك النفط بشكل أكبر”. وبدأت أوبك وحلفاؤها، فيما يعرف بمجموعة أوبك+، خفض الإمدادات في عام 2022 لدعم الأسعار.

وجاء في التقرير أيضا أن الطلب خلال الفترة المتبقية من العام الحالي وفي العام المقبل قد يتأثر سلبا في بعض دول العالم، وقلصت المنظمة توقعاتها لإجمالي الطلب العالمي في الربع الأخير من العام الحالي والأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024.