السعودية تؤسس صندوقا خاصا بالاستثمار في مشروع نيوم
أعلنت السعودية الثلاثاء تأسيس صندوق نيوم للاستثمار، والذي يستهدف دعم بناء القطاعات ذات الأولوية، وعددها 14، في المدينة وتطويرها، وتعزيز قيمتها على المدى الطويل، مع إيجاد المزيد من فرص العمل.
وسيدعم الصندوق، الذي يُعد الذراع الاستثمارية الإستراتيجية لشركة نيوم، محفظته من الاستثمارات العالمية عبر عمليات الاندماج والاستحواذ والاستثمار في عدد من شركات التقنية الناشئة.
كما سيركز الصندوق، الذي لم يتم الكشف عن حجمه، على الشركات ذات معدلات النمو المرتفعة، وتلك المتخصصة بصناعات الجيل القادم.
ومن المقرر أن يقوم الصندوق بتطوير عدد من المشاريع المشتركة والشراكات داخل منطقة نيوم، بالتعاون مع كبرى الشركات الدولية والجهات الاستثمارية والمبتكرين.
وتُعد مدينة نيوم أكبر مشروع ضمن خطة ولي العهد لتنويع اقتصاد البلاد المعتمد على عوائد النفط، حيث يطمح إلى جعل المدينة تحفة معمارية من شأنها أن تحول اقتصاد السعودية وتكون بمثابة اختبار للتقنيات التي يمكن أن تحدث ثورة في الحياة اليومية.
ونسبت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إلى الرئيس التنفيذي لصندوق ماجد مفتي قوله “تم تصميم إستراتيجية صندوق نيوم للاستثمار لتحقيق المواءمة بين أهداف نيوم التنموية وأهداف الشركاء والمبتكرين ومجتمع الاستثمار والأعمال”.
وأوضح أن الكيان الجديد سيسهم في تقليل المخاطر في الفرص الاستثمارية المتاحة أمامهم حتى تتسنّى لهم المشاركة في إنشاء شركات عالمية، وهو ما سيسهم في توفير اقتصادٍ مزدهر ومستدام في نيوم.
ومع الإعلان عن الخطوة كشف الصندوق عن استثمارات مع العديد من الشركات، والتي سيتم الإعلان عن تفاصيلها في الأيام المقبلة.
وأوضح مفتي “حتى الآن، استثمر الصندوق في العديد من شركات التقنية ضمن القطاعات الأساسية في نيوم، والتي من شأنها تسريع تطوير التقنيات الضرورية للمشروع، إلى جانب إحداث تأثير كبير في مستقبل المعيشة والاستدامة”.
وتتمثل المشاريع أساسا في إنشاء شركة “ريجنت” للطائرات المائية الكهربائية وشركة “بوني أي.آي” للمركبات ذاتية القيادة وشركة “بوم التقنية” المتخصصة بطائرات الركاب الأسرع من الصوت.
وإلى جانب ذلك شركة “بلونالو” المتخصصة بمنتجات المأكولات البحرية المزروعة بالخلايا وشركة “أنيموكا براندز” المتخصصة بالممتلكات الرقمية وتقنيات الويب المركزي والميتافيرس.
وكجزء من صلاحياته، سيتولى الصندوق إدارة الأصول التجارية والشركات التابعة لنيوم، ما يحمي عوائد المساهمين والمستثمرين، من خلال تحقيق التكامل بين الأصول المتنوعة في المحفظة، ودعم الاستدامة المالية على المدى الطويل.
وشاركت نيوم عددا من المؤسسات منها أيرباص وبنك باركليز في قيادة جولة تمويل شركة زيرو أفيا لتسريع تقدمها نحو اعتماد محركها الأول بالإضافة إلى تحقيق مهمة الشركة المتمثلة في صنع محرك هيدروجيني كهربائي للطائرات.
وفي يونيو الماضي، أعلنت نيوم وشركة فولوكوبتر استكمالهما سلسلة تجارب رحلات المركبات الكهربائية العمودية إي – فتول أو ما يُعرف بـ”التاكسي الجوي”، للمرة الأولى في السعودية.
جاء ذلك بعد حصولها على تصريح خاص للطيران من الجهات المعنية بالبلد الخليجي إثر استثمار قرابة 175 مليون دولار في فولوكوبتر.
وتتطلع السعودية لتسيير حافلات بالهيدروجين الأخضر العام المقبل. وقال ديف إدموندسون الرئيس التنفيذي لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر في دبي مؤخرا إن “الشركة ستنتج الهيدروجين للحافلات والشاحنات بحلول منتصف 2024”.
وتعتبر نيوم للهيدروجين الأخضر بمثابة مشروع مشترك بين أكوا باور ونيوم المدعومة من الدولة وشركة أير بروداكت آند كيمكال الأميركية. وخصصت الحكومة السعودية منطقة يقارب حجمها 15 ملعب كرة قدم لإقامة واحة زراعية على مشارف مدينة نيوم، وتعاقدت مع شركة البستنة الهولندية فان دير هوفين.
وتنص الشراكة البالغة 120 مليون دولار على تصميم وبناء منشأتين للاختبار على مشارف نيوم، إلى جانب تشغيلهما وصيانتهما، في ما يُعتبر أكبر استثمار في مجال التقنية الغذائية لبلد يعتمد منذ فترة طويلة على الواردات لتلبية معظم احتياجاته الغذائية.